كثير من الناس يشعر بعظم حب الناس لهم ومكانتهم في القلوب عندما يفقدون من خلال ما يكتب عنهم في تعبير صادق عن هؤلاء، خصوصاً إذا خطفهم الموت في أمر لا راد لقضاء الله فيه، وكنت على اطلاع على ما كتبه رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك يوم الخميس الموافق 15 ذي الحجة 1427 هـ في حديث صادق وترجمة لما في النفس في وفاة الشاب عبدالعزيز بن ثنيان الثنيان نجل الشيخ المعروف ثنيان فهد الثنيان الذي قضى إثر حادث مروري، إذ تحدث الأستاذ خالد المالك عن نبل هذا الشاب وصدقه وشهامته ورجولته، وما إلى ذلك من صفات حميدة ذكرها عن هذا الشاب من خلال معرفته بهم عن قرب، كما أنني قرأت ما كتبه كثيرون في هذه الصحيفة عن هذا الشاب وجموع المعزين الذين قدموا التعازي في وفاته والاتصال الهاتفي غير المستغرب الذي أجراه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بوالد الفقيد ليقدم تعازيه ومواساته في هذا الشاب، وكذلك مواساة أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة والمعالي الذين حضروا لمجلس العزاء، وشاهدنا والد الفقيد فيما نشر من صور معبرة في صحيفة الجزيرة وهو يقف موقف المؤمن المحتسب الصابر.
ما أصعب الفراق، خصوصاً عندما يفقد الأب (الابن)، وعندما تفقد الأم (الابن)، فهما أشد الناس حزناً وأسى على هذا الفراق، لكن هذه سنة الحياة وهذا قضاء الله عز وجل وقدره، فالمؤمنون المبتلون كثر وفي هذا الزمن يكثر مثل هذا المصاب الجلل ونحن نقرأ ونسمع ونشاهد الحوادث المؤسفة التي يذهب ضحيتها عدد من البشر في كل يوم، وهناك حوادث تأتي على أسر بأكملها وحوادث يذهب ضحيتها كثير، وهناك من فقد أبناءه بمثل هذه الحوادث المؤلمة ونحن لسنا ببعيدين عن مصاب الشيخ عبدالعزيز السويح الذي فقد ثلاثة من أبنائه قبل أشهر في حادث مروري.
وهذا هو حال الدنيا الفانية وكل نفس ذائقة الموت، وهكذا الدنيا زوال وارتحال، كل يوم نودع راحلين من الأحبة والمحبوبين الذين نودعهم من دنيا الفناء إلى دار البقاء... رحم الله جميع أموات المسلمين وأحسن الله عزاء كل مكلوم، وعزاؤنا للشيخ ثنيان الثنيان وإلى نجله فهد في وفاة الفقيد عبدالعزيز.. وما نقرأ عنه وسمعنا عنه هي من صفات الخير وثناء الناس على الفقيد بشرى إن شاء الله له.. فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: (مر بجنازة فأثنى الناس عليها خيراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت، فقال عمر رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض). متفق عليه، فهنيئاً لكل متوفى أثنى عليه الناس.. نسأل الله الرحمة والغفران للفقيد الراحل عبدالعزيز الثنيان، وأموات المسلمين.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}