برحيل ديفيد بيكام عن ريال مدريد يسدل الستار على مرحلة كان النادي الإسباني حريصاً خلالها على أن يرصع ثوبه بألمع نجوم العالم وأكثرهم شهرة. عندما انضم بيكام إلى ريال مدريد قادماً من مانشستر يونايتد كان النادي الإسباني يضم في صفوفه بالفعل ثلاثة من أكبر الأسماء في عالم الرياضة وهم لويس فيجو وزين الدين زيدان ورونالدو. ولكن القدر لم يكن رحيماً بهؤلاء اللاعبين العظام عندما اجتمعوا معاً؛ فقد فشلوا في تحقيق بطولة كبيرة واحدة لريال مدريد في ثلاثة مواسم. ويبدو أن الموسم الرابع في الطريق.انضم فيجو إلى ريال مدريد من المنافس اللدود برشلونة عام 2000 وبعد انضمامه فاز الفريق بأول لقب للدوري الإسباني لكرة القدم بعد صيام دام أربعة أعوام. وساعد نجاح الجناح البرتغالي مع الفريق في إقناع رئيس النادي فلورنتينو بيريس باستقدام لاعبين أصحاب نزعات هجومية دون النظر إلى احتياجات الفريق الفعلية. وحل الدور على زين الدين زيدان صانع ألعاب منتخب فرنسا وعرض عليه بيريس الانضمام لناديه في رسالة على منديل مائدة عندما تصادف وجودهما في مطعم في مونت كارلو. وفي النهاية تطلب الأمر دفع رقم قياسي عالمي قدره 66 مليون دولار كي ينتقل اللاعب إلى ريال مدريد من يوفنتوس الإيطالي. وجنى ريال مدريد فوائد جمة من انتقال زيدان فقد أحرز اللاعب أهدافاً مؤثرة كثيرة وحصل الفريق على اللقب الأوروبي التاسع في تاريخه بفوزه على باير ليفركوزن 2-1 في نهائي دوري أبطال أوروبا في جلاسجو في مايو 2002 في أول موسم لزيدان مع الفريق. وفي الموسم التالي استغل بيريس خلافاً بين رونالدو ومدربه هيكتور كوبر في إنترناسيونالي ليضم اللاعب البرازيلي لصفوف فريقه بعدما أثبت رونالدو عملياً أنه لا يعاني من إصابة بالركبة تهدد مشواره مع الكرة بتألقه وقيادة منتخب بلاده للفوز بكأس العالم 2002. ومثل زيدان استغرق رونالدو وقتاً للتأقلم ولكن بالرغم من أن الشقوق كانت قد بدأت في الظهور في الكيان المتخم بالنجوم إلا أن رونالدو قاد فريقه للفوز بلقب بطولة الدوري المحلي وأحرز 23 هدفاً في الموسم. ورغبة في تحقيق المزيد من النجاحات رفض بيريس طلبات بتدعيم الفريق بمدافعين وقرر أن يضم بيكام ليصبح جوهرة التاج للنادي الإسباني. ولكن الحقيقة هي أن الفريق كان قد بدأ رحلة الانهيار بالفعل

عندما وصل بيكام إليه. وتدهورت نتائج الفريق مع نهاية الموسم الأول لبيكام معه ولم يستطع النادي أن يخرج من عثرته. وكان فيجو أول من أدرك المشكلة وترك الفريق إلى إنترناسيونالي في بداية الموسم الماضي بعد خلاف بشأن تجديد عقده. وقرر زيدان تقديم موعد اعتزاله إلى نهاية الموسم الماضي، كما أعرب رونالدو الموسم الماضي عن عدم رضاه عن النادي بعد انتقادات وجهت إلى لياقته وألمح إلى أنه يرغب في الرحيل. ولكن في النهاية قرر اللاعب البرازيلي عدم الرحيل ولكن مشاكل زيادة وزنه وإصاباته المتكررة وصيامه عن التهديف جعلت النادي يصمم على التخلص منه. لقد أعلن بيكام رحيله أولاً ولكن رونالدو قد يترك ريال مدريد قبله إذا تخلص منه النادي؛ وبذلك تصبح حقبة النجوم في ريال مدريد قد انتهت.