Al Jazirah NewsPaper Saturday  13/01/2007 G Issue 12525
زمان الجزيرة
السبت 24 ذو الحجة 1427   العدد  12525
الأحد 26 شعبان 1393هـ الموافق 23 سبتمبر 1973م العدد (710)
الفيصل يفتتح أمس مدينة الملك عبدالعزيز العسكرية بمدينة تبوك
موفد (الجزيرة) الخاص يصف عناق تبوك لجلالة الفيصل

* تبوك

برقياً من الزميل راشد فهد الراشد:

أمارس معكم نوعاً من الكذب إذا قلت إن ما أنقله لكم عبر سطوري هو كل ما شاهدت.. أعترف لكم بشجاعة وجرأة أنني وجدت نفسي عاجزاً تماماً عن نقل الصورة كما شاهدتها وكما تفاعلت معها.. تحولت إلى مزيج من كل شيء.. فرح.. دهشة.. ربما عدم قدرة على ربط الأمور.. لقد تحولت تبوك بقدرة قادر إلى أكبر من مهرجان وأكبر من تظاهرة بشرية وأكبر من كل تجمع.

منذ الساعات الأولى من يوم السبت زحفت جموع البشر إلى شارع المطار العسكري، شباباً, وشيباً, ذكوراً، وإناثاً, زرعت الأرض بهم ربما ضاقت، صارت القدم على القدم، وحتى ساعات الظهر عند قدوم جلالة الملك كان تحدياً كبيراً بين الطبيعة والإنسان، كان شبه عناد قوي يصحبه اصرار من الإنسان ذاته على عدم الانهزام.

كانت الشمس تتوهج، ترسل أشعة كافية لحرق كل الأشياء وكان العرق ينصب بشكل يثير الأعصاب وكانت الأرض فرنا ساخناً يتقد، ومع هذا ظت هذه الجموع غير مهتمة إلا بشيء واحد هو استجلاء طلعة الأب والقائد جلالة الفيصل بن عبدالعزيز، إنها صورة تعجز الكلمات أن تجسدها صورة تعطي معنى ارتباط الشعب بقائده ومعنى ولاء المواطنين لحاكمهم ومعنى اذابة الفوارق بين الحاكم والمحكوم، أو بين الراعي والرعية.

لقد ظهر الوفاء وظهر الحب وظهر الاعتزاز.. لقد آمنت إيمانا زاد من إيماني الذي أحتفظ به داخل فكري وعقلي، آمنت بمعنى توجيه الملك المرحوم لهذه البلاد، آمنت أن كسبه للقبول وكسبه للناس عامل قوي في انتصاراته، وعلى هذا المبدأ سار أبناء عبدالعزيز يمنحون الحب ويعطون العطف ويولون رعيتهم الاهتمام.. ساعة كاملة يرحب بالناس، يحييهم يبتسم لهم، ويعطيهم دفعا من الحماس في سبيل العمل والبناء يعرفهم بأن لا حواجز ولا حدود ولا أي شيء بين المواطن والحاكم.

إنها صورة يتفاعل معها الإنسان إلى حد يختلط فيه الفرح بالبكاء، تنحبس فيها الدمعة بمقلة العين، إلى جانب افترار البسمة على الشفاة، إنها صورة قلت لكم أنني أعجز عن تصويرها، قدوم جلالته، في الساعة الثانية عشرة ظهراً.

ظهرت في مطار تبوك العسكري طائرة البوينج المقلة لصاحب الجلالة الملك المعظم يرافقها سرب من الطائرات العسكرية حيث صحبتها منذ دخولها سماء تبوك حتى أوصلتها إلى سماء المطار، لقد كانت القلوب المؤمنة بزعيمها شاخصة إلى الطائرة تتابعها وهي في حالة هبوطها منتظرة استجلاء طلعة القائد والأب والزعيم، وما أن حطت الطائرة في المطار وأطل منها جلالة الفيصل حتى تحول المطار إلى ضجيج من الترحيب والتصفيق وعند نزول جلالته أرض المطار توجه إلى سلم الطائرة ثلاث فتيات يحملن باقات الورود التي قدمنها لجلاته، ثم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالترحيب بجلالته ثم توجه جلالته إلى منصة الشرف حيث عزفت الموسيقى السلام الملكي، بعد ذلك توجه إلى سرادق الاستقبال حيث تقبل جلالته سلام ضباط الجيش وأعيان المنطقة وجموع الشعب، ثم توجه موكب جلالته إلى حيث السكن المعد له وبعد استراحة قصيرة توجه الى نادي الضباط العسكري حيث تناول طعام الغداء مع الضيوف.

هذا وقد جاء في نبأ لوكالة الأنباء السعودية من تبوك أن حضرة صاحب الجلالة الملك فيصل شرف الاحتفال الكبير الذي أقيم بعد عصر أمس في مدينة تبوك حيث افتتح جلالته مدينة الملك عبدالعزيز العسكرية.

ففي تمام الساعة الخامسة إلا ربعاً شرف جلالته مكان الحفل حيث كان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران وكبار قادة وضباط القوات المسلحة وكبار الشخصيات العسكرية التي دعيت من عدد من الدول العربية لحضور الاحتفالات وجموع غفيرة من أبناء المنطقة الشمالية.

وبعد أن حيا جلالته مستقبليه توجه إلى اللوحة التذكارية حيث أزاح الستار من عليها ايذانا بافتتاح مدينة الملك عبدالعزيز العسكرية.

بسم الله الرحمن الرحيم.. إن شاء الله.. مقدمة خير لخدمة ديننا ووطننا وأمتنا ثم رفع جلالته علم المملكة العربية السعودية على المدينة العسكرية قائلا: بسم الله وعلى بركة الله، وبعد ذلك توجه جلالته إلى الاستاد الرياضي؛ حيث أدت لجلالته ثلة من حرس الشرف التحية وعزفت الموسيقى السلام الملكي وعندما اتخذ جلالته مكانه في صدر السرادق بدئ الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم.

ثم ألقى سعادة رئيس هيئة الأركان الفريق أول حمد الشميمري كلمة القوات المسلحة ضمنها تقدير وعرفان رجال القوات المسلحة لجلالة قائدهم الأعلى الذي بذل ويبذل الكثير في سبيل دعم القوات المسلحة السعودية لتكون درعا للوطن وقوة للأمتين العربية والاسلامية تدافع عن عقيدة الاسلام وتحمي مقدرات العروبة.

كما أكد سعادته ولاء القوات المسلحة لقائدها الأعلى مشيراً إلى أن اطلاق اسم المغوفر له جلالة الملك عبدالعزيز على هذه المدينة هو مصدر عز لها نظراً لما لهذا القائد الفذ من أياد بيضاء على هذا الوطن حيث وحده تحت راية التوحيد لتكون دعامة للأمة الإسلامية والعربية حيث سار على نهجه قائد الأمة الأمين جلالة الملك فيصل.

وبعد ذلك بدأ العرض الرياضي العسكري حيث تقدمت العرض فرقة موسيقى الجيش مارة من أمام المنصة الرئيسية والذي تألف من أربع عشرة فرقة تمثل مختلف النشاطات الرياضية في الجيش في أنحاء مناطق المملكة والحرس الوطني.

وقد تفضل جلالة الملك فيصل بتوزيع الجوائز على المتفوقين من الفرق الرياضية العسكرية وبعد ذلك بدأت الفرق الرياضية في أداء تشكيلات رائعة دلت على مدى التمرين الجيد والكفاءة الرياضية العالية وقد اشترك في هذه التشكيلات ألف وستمائة فرد بقيادة الرائد عبدالرحمن العنقري، وبين مظاهر الحب المتبادل بين القائد الأمين وأبناء شعبه الوفي غادر جلالة الملك فيصل مكان الحفل مودعاً بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.

هذا ومما هو جدير بالذكر أن وفودا عسكرية من عدة دول عربية شقيقة قد حضرت هذه الاحتفالات وهي: وفد البحرين برئاسة سمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، ولي العهد والقائد العام لقوة البحرين، وفد عمان برئاسة وزير الدفاع في سلطنة عمان, وفد سمو الشيخ فهد بن تيمور نائب قطر برئاسة العميد العبدالله العطية عبدالعزيز العسكرية؛ حيث قال نائب القائد العام لقوة قطر، وفد اليمن برئاسة المقدم طيار يحيى صالح شيبة قائد القوات الجوية في الجمهورية العربية اليمنية، وفد الأردن برئاسة المشير حابس المجالي القائد العام للقوات المسلحة الأردنية واللواء الركن الشريف زيد بن شاكر رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأردنية، كما حضر الاحتفالات أيضا سمو الأمير محمد بن سعود الكبير وسمو الأمير فهد بن محمد بن عبدالرحمن أمير منطقة القصيم وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن محمد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز المستشار الخاص لجلالة الملك.

وحضرت الاحتفالات وفود صحفية من لبنان ومصر والبحرين والكويت وقطر وعمان، كما قامت إذاعات المملكة العربية السعودية من الرياض وجدة بنقل وقائع الاحتفالات في إذاعة حية على الهواء من تبوك.

وجاءنا من مندوب وكالة الأنباء السعودية في تبوك أن جلالة الملك فيصل شرف في الساعة الثامنة من مساء أمس مأدبة العشاء التي أقامها تكريماً لجلالته سعادة الشيخ سليمان التركي السديري أمير منطقة تبوك وقد دعي إلى المأدبة أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وأصحاب الفضيلة العلماء وكبار قادة وضباط القوات المسلحة ووفود شعبية من مختلف مدن وقرى المنطقة الشمالية وقد سبق مأدبة العشاء حفل خطابي استهل بتلاوة من القرآن الكريم.

ثم ألقى سعادة أمير منطقة تبوك كلمة رحب فيها بجلالة الملك في هذا اللقاء الذي يلتقي فيه جلالته بأبناء هذه المنطقة، وقال إن ما تشاهدونه في هذا المكان على وجوه الحاضرين من شيوخ القبائل وأبناء المنطقة بادية وحاضرة لهو خير مثال وأصدق دليل على تعلق الأمة بزعيمها وأوضح دليل على مكانة روابط المحبة والاجلال والاحترام بين الرعية والراعي.

وقال سعاته أيضا إن هذه المنطقة عمها في عهد جلالتكم قسط كبير من الرخاء والبناء فنفذت بها مشاريع كبيرة وسخية في حقول الزراعة والمياه والصحة والعلم والضمان الاجتماعي والطرق والمواصلات, ومضى سعادة أمير منطقة تبوك قائلا: إن مناسبة افتتاح جلالتكم لمدينة الملك عبدالعزيز العسكرية تشدنا إلى ذكرى جلالته الذي وحد البلاد بعد فرقة، وأمن السبيل بعد خوف وأقام العدل على أسس ثابتة من كتاب الله وسنة رسوله، وأرسى دعائم نهضة مباركة، كما تحدث سعادة أمير تبوك عن ما وصلت إليه القوات المسلحة من تطور.

وبعد ذلك ألقى الشيخ صالح محمد التويجري رئيس محكمة تبوك كلمة الدوائر الحكومية أشاد فيها بالمكانة التي يتمتع بها جلالة الملك في قلوب مواطنيه وقال: لقد وفقتم حين توجتم هذه المدينة العسكرية باسم بطل غير مجرى التاريخ في هذه البلاد ووحد شتاتها وبنى مجدها جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد