Al Jazirah NewsPaper Monday  15/01/2007 G Issue 12527
رأي الجزيرة
الأثنين 26 ذو الحجة 1427   العدد  12527
من يخرج واشنطن من عنق الزجاجة؟

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال جولة وزيرة خارجيتها الدكتورة رايس إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط كمدخل لإيجاد نوع من الحلحلة في الأزمة العراقية، كما جاء في دراسة هاملتون بيكر حول العراق, التي تنص على أن الخروج من الوحل العراقي والمرور من أزمته يكون عبر حل القضية الفلسطينية, وهو الأمر الذي عودتنا عليه خوالي الأيام, حيث كلما احتاجت الإدارات الأمريكية دعماً من الجانب العربي أو وجدت نفسها في موقع يحتم عليها طلب المساعدة من الأطراف العربية, سارعت إلى خطب ودهم بالعزف على أوتار القضية الفلسطينية, بزيارات دبلوماسية لتل أبيب والأراضي الفلسطينية، تتخللها وعود وصرف بعض النقود الخضراء كمسكنات سياسية واقتصادية للمأساة الفلسطينية، حتى يتحقق الغرض المنشود وتحصل واشنطن على ما تريد. وهو الأمر الذي لم يعد ينطلي على أحد حتى أبسط العارفين ببدهيات السياسة ومسلمات الأمور.

يقول الأمريكيون إنهم يريدون شحذ الهمم العربية والمعتدلة منها بالذات من أجل وقف المد الإيراني في العراق. ويؤكدون أن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال دعم الحكومة العراقية, رابطين بين استقرارها وتحقيق ديمومة الاستقرار لدى دول المنطقة. إلا أن هذا الخطاب كان حرياً بالأمريكان توجيهه إلى حلفائهم في بغداد الذين أطلقتهم سياساتهم الآحادية مكرسين فيه شبح التطرف المذهبي, وأصلت لوجوده من خلال خلق مناخ المليشيات والتقوقع الطائفي الذي أوجد موطئ قدم للوجود الإيراني في البلاد وحولها إلى حديقة خلفية لطهران, وهو الأمر الذي لا يمكن إيجاد مفاتيح حله إلا في أروقة الحكومة العراقية التي يجب أن تكون أول المطالبين والمسؤولين أمام التاريخ أولاً وأمام حلفائها الأمريكان ثانياً للوقوف له والتصدي لتداعياته التي أضحى خطرها لا يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة فقط بل يتجاوزها لتهديد الأمن القومي العربي ككل.

الأمريكان يحاولون الخروج من عنق الزجاجة في بغداد ويبحثون عن وكلاء لاعبين لهم في إدارة صراعهم مع طهران لإنجاح إستراتيجيتهم الجديدة في العراق، وذلك ما يعني خلق تحالفات وتكتلات إقليمية تواجه مهددات المصالح الأمريكية في المنطقة وأولها المد الإيراني. وهذا ما يعني إيجاد حلبات صراع وفتح جبهات مناطحة بين طهران وواشنطن ستكون الكثير من الدول العربية مسرحاً لها وفضاءات جديدة لخوض غمارها، ما يحتم على الجانب العربي التعامل بنوع من البرغماتية السياسية والتوقف عن تقديم الدعم لواشنطن من دون مقابل ولغرض الدعم فقط. بل كما بدأ الأمريكيون حملتهم الدبلوماسية الجديدة من خلال القضية الفلسطينية، يجب أن يكون حل هذة القضية بالضغط على إسرائيل وإعادة حقوق الشعب الفلسطيني هي أساس أي نقاش أو أجندة عمل وتنسيق قادمة بين الأمريكان والجانب العربي تكون فيه المهام ونوعية التعامل مع القضايا السياسية والأهداف المرجوة من أي تحرك سياسي محددة وواضحة.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد