Al Jazirah NewsPaper Tuesday  23/01/2007 G Issue 12535
رأي الجزيرة
الثلاثاء 4 محرم 1428   العدد  12535
بناء استقلالية القرار الفلسطيني

يوم دعت الدول العربية إلى تخليص القرار الفلسطيني من أي تبعية أو هيمنة لأي جهة عربية أو دولية أخرى، كانت تعي وتعلم تماماً أن الفلسطينيين قادرون دائماً على اتخاذ الموقف الصحيح والذي يخدم قضيتهم إذ ما تخلصوا من الضغوط التي يمارسها الآخرون خدمة لأهدافهم الذاتية والقطرية، ولهذا فقد كان العرب جميعاً وقبلهم الفلسطينيون فرحين جداً لنجاح جهود عقد لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فالرجلان يمثلان في الوقت الحاضر أكبر قوتين فاعلتين على الساحة الفلسطينية ليس فقط لأن محمود عباس رئيس للسلطة الفلسطينية، بل أيضاً لأن عباس هو زعيم حركة فتح ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو بالتالي قائد الطرف الآخر الذي ينازع حركة حماس السلطة أو تنازعه حماس على رئاسة السلطة الفلسطينية.

كما أن حماس التي تدير الحكومة بعد الانتخابات الأخيرة، والتي يلتزم قادتها في الداخل بتعليمات المكتب السياسي الذي يرأسه خالد مشعل حتى وإن تواجد في الخارج.

إذن فإن تفاهم الرجلين سينعكس إيجابياً على العديد من القضايا التي أربكت الفلسطينيين وقادتهم إلى التقاتل.

الاجتماع وبمجرد عقده يعد اجتماعاً ناجحاً، فهو على الأقل يؤسس لحصر القرار الفلسطيني بين الفلسطينيين، وهو إن لم يؤدِ إلى اتفاق تام بين الرجلين إلا أن ذلك لا يعني القطيعة أو التناحر لأنه من الخطأ الفادح أن يحصر الفلسطينيين أنفسهم في مقولة الاتفاق على كل شيء أو لا شيء وهي قاعدة عقيمة ولا وجود لها في العمل السياسي.

اجتماع عباس- مشعل بداية لطريق نرجو ألا يكون طويلاً لإعادة اللحمة للقوى الفلسطينية ومحاولة جادة للحفاظ على استقلالية القرار الفلسطيني والتشبث به خدمة للقضية الفلسطينية وألا يوظف لأي اعتبارات أخرى.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد