Al Jazirah NewsPaper Friday  26/01/2007 G Issue 12538
رأي الجزيرة
الجمعة 07 محرم 1428   العدد  12538
المملكة واستشعار المسئولية تجاه لبنان

تظل المملكة العربية السعودية والسياسة التي تنتهجها والمرتكزة على مبادئ وقناعات الاعتدال والفهم السياسي العقلاني والسليم لبديهيات الأمور محط إعجاب الكثيرين من المتابعين للشأن العربي بشكل عام وبؤر التوتر والسخونة منه بشكل خاص؛ فالمتابع للسياسة الخارجية السعودية يجد أنها مضرب مثل لمساعي لم الصف العربي ورأب صدع ما تحدثه من حين لآخر بعض المزايدات والمراهقات السياسية التي تصدر من بعض القيادات العربية أو من بعض قوى التأثير في المجتمعات العربية.

فبعد أن ناشدت المملكة وبذلت جهود الوساطة والمساعي الحميدة لإطفاء شرر النار المخشي اندلاعها في هشيم المجتمع اللبناني وبعد أن تبين لها أن الواقع السياسي بشكل عام في لبنان يتطلب أكثر من الوساطات الدبلوماسية في الداخل وأن حلحلة الوضع لابد أن تأتي من الخارج, سارعت إلى فتح قناة اتصال وأزمة مع الطرف الذي يمثل بيت القصيد في مفاصل الأزمة اللبنانية ويوجد على شفتيه زبدة الحل والتهدئة، ونعني به دولة إيران وما لها من تأثير على الساحة السياسية في لبنان عن طريق الحلفاء التقليديين والمتمثلين في حزب الله الذي يسيطر على دفة المعارضة وله الذراع الطولى في تهييج الشارع اللبناني وتجييشه لتحقيق أهداف ومكتسبات سياسية، يؤكد الحزب ومن بعده المعارضة أنها متطلبات وأهداف وطنية لبنانية، فيما يجد من أوتي أبسط قواعد وأسس الفهم السياسي أنها اشتراطات وغايات جاءت من خلف الحدود لخدمة أغراض وسياسات إقليمية وخارجية صرفة.

لقد مكث الكثيرون من المعنيين أو من قالوا إنهم معنيون بسلامة لبنان ووحدته ومنذ بداية الأزمة يؤكدون أنهم مع استقلال الشأن السياسي اللبناني وانفراده في تسوية حساباته السياسية بمعزل عن التدخل الأجنبي، وكأنهم بتلك التصريحات والتأكيدات قد أسقطوا عن أنفسهم استشعار المسئولية تجاه لبنان، فجاء التحرك السعودي الخلاق بهذا الجهد السياسي والدبلوماسي مثلاً يُعتد به في التأثير الإيجابي النظيف في مسار العلاقات الإقليمية والدولية البعيد كل البعد عن جني الأرباح الرخيصة وفوائد الربا السياسي المقيت الذي أصبح ديدن الكثير من اللاعبين على الساحة العربية وتجار الاضطرابات والقلاقل السياسية، وهو الأمر الذي حدا ببعض الأطراف التي فجرت الشارع بعد أن تلقت الضوء الأخضر ثم لجمت نفسها بعد أن جاءها الضوء الأحمر من نفس المصدر إلى القول إنها كانت تعتزم إنهاء هذه القلاقل قبل التدخل السعودي في محاولة لحفظ ماء الوجه الذي بدأ يندلق ويتدفق يوماً بعد يوم من أجل الحفاظ على تحالفات ومحاور إقليمية أصبح اللبنانيون يدفعون ثمنها من أرزاقهم واقتصادهم ومعيشتهم اليومية بل ومن دمائهم أيضاً.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد