Al Jazirah NewsPaper Tuesday  20/02/2007 G Issue 12563
رأي الجزيرة
الثلاثاء 02 صفر 1428   العدد  12563
اتفاق مكة.. قصة نجاح

يعتبر اتفاق مكة المكرمة الذي ألَّف بين قلوب الإخوة الفلسطينيين ترجمةً حقيقيةً وشاهداً على اهتمام المملكة بحقوق الإنسان، من منطلقات إسلامية، لأن من حقوق الإنسان الحفاظ على دمه وماله وعرضه، واتفاق مكة حقن الدماء الفلسطينية. وقد تابع الجميع وبسعادة كبيرة الدور الكبير الذي قام به خادم الحرمين الشريفين لإنجاح ذلك الاتفاق التاريخي.

الملك عبدالله وبكل شفافية ووضوح وكما عودنا في جميع أحاديثه تطرق إلى اتفاق مكة المكرمة بين الإخوة الفلسطينيين، الذي يعتبر مفصلاً تاريخياً هاماً في القضية الفلسطينية وخاصة فيما يتصل بالعلاقات الأخوية بين الفصائل الفلسطينية. تلك الفصائل التي مرت بظروف في غاية القسوة، جعلت الدماء البريئة تسيل على تراب فلسطين الطاهر.

فالملك عبدالله يؤكد مجدداً على أن المملكة العربية السعودية وانطلاقاً من المسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتقها تجاه العالمين العربي والإسلامي بحكم مقوماتها الدينية والحضارية، لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام مشاهد القتل بين الإخوة. وكان لا بد من اتخاذ خطوة نحو جمع الإخوة في أطهر بقعة على وجه الأرض للوصول إلى صلح يؤلف القلوب ويزيل الأحقاد وخاصة أن العدو واحد يتربص بهم السوء.

لقد قام خادم الحرمين الشريفين بدور تاريخي يُضاف إلى إنجازاته العربية والإسلامية فضلاً عن إنجازاته المحلية. فالصلح بين الإخوة من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، وما من شك في أن الصلح الذي يحقن الدماء حدث كبير، أفرح قلوب المسلمين، وأغاظ قلوب الأعداء المتربصين.

واختيار مكة المكرمة لتتم المحادثات بين الإخوة قرب البيت العتيق اختيار في محله، وكما قال الملك: " كلما اشتدت قليلاً شاهدوا البيت الحرام وقالوا الحمد لله رب العالمين إن هذا المكان يهون فيه كل شيء".

المملكة استقبلت قادة حركتي فتح وحماس بالترحاب الكبير، ووفرت لهم الأجواء الإيجابية، وأكدت أنها لن تتدخل في صلب المحادثات، وأن الأمور متروكة للفلسطينيين ليصلوا إلى حل للأزمة، على أن أهم ما يمكن أن يتم الوصول إليه هو وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وكانت استجابة الإخوة الفلسطينيين إيجابية، وقد شكروا المليك على ندائه لهم، ودعوا له. وهذه خطوة كانت في غاية الأهمية من قبل الفلسطينيين، وذلك لأنه إذا لم تكن لديهم النية الحقيقية للوصول إلى الصلح، فلا أحد يستطيع أن يفرضه عليهم. وبذلك تكتمل قصة النجاح التي خطها الملك عبدالله، وكل المسلمين يدعون له بالخير إذ لطالما كان في خدمة الإسلام والمسلمين.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS

تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد