Al Jazirah NewsPaper Tuesday  20/03/2007 G Issue 12591
رأي الجزيرة
الثلاثاء 1 ربيع الأول 1428   العدد  12591
أولوية التضامن

الهدف الدائم للأمة العربية هو تحقيق نوع من التضامن حتى يكون هو السائد والخلفية التي تنطلق منها كافة الأنشطة والتحركات على كافة الأصعدة من سياسية واقتصادية وغيرها. وهكذا فإن قمة الرياض تقترب من الالتئام وقد تحققت نتائج طيبة بهذا الشأن، وخصوصاً أن المملكة مضيفة القمة تضع هدف التضامن دائماً نصب عينيها.

وعشية هذه القمة تمثلت واحدة من صور التضامن المشرقة في اتفاق مكة المكرمة، وهو يؤتي ثماره الآن على أرض الواقع، فقد استهدف وقف الاقتتال الفلسطيني وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي بدأت بالفعل ممارسة أعمالها فيما خمدت الاعتداءات المتبادلة بين الفصائل، وقد أطلقت هذه العملية آليات التضامن من عقالها وباتت لغة التضامن هي الغالبة على مجمل الساحة العربية.

وفي مجال تمتين التضامن كان لافتاً بشكل خاص تصريحات الرئيس السوري حافظ الأسد في المقابلة التي أجرتها معه صحيفتنا (الجزيرة) وهو يشير إلى دور محوري للمملكة في التضامن العربي، مشيراً إلى أن استضافة القمة من قبل دولة لها حجم وأهمية وثقل المملكة وما هو معروف عنها من جهد متواصل عبر العقود للمّ الشمل سيؤدي بلا شك إلى نتائج إيجابية، مؤكداً في ذات الوقت أن هذه القمة ليس مطلوباً لنجاحها أكثر من تحقيق التضامن بين الأشقاء، حيث تبقى الأمور الأخرى تفاصيل يمكن تحقيقها إذا خرج المجتمعون باتفاق في وجهات النظر.

وكان من المهم أيضاً إشارة الرئيس السوري إلى أمثلة تحققت من خلال التضامن وتحديداً عبر مبادرة المملكة التي أثمرت اتفاق الطائف بشأن لبنان، وهو الاتفاق الذي يشكل مرجعاً للتسوية في لبنان، بل هناك من ينظر إليه على أنه دستور للبنان.

ومن المؤكد أن عملاً كبيراً ومثمراً يمكن أن يتأتى من تضامن فعال بين الدول العربية، ومن المؤكد أيضاً أن الوقائع الحالية على الساحة وما أنجز بهذا الصدد سواء على صعيد العلاقات العربية العربية أو على صعيد الاتفاق التاريخي في مكة المكرمة؛ كلّ ذلك يغري بالمضي قدماً في ذات الطريق، وخصوصاً بعدما ثبت أن الأمة العربية بإمكانها الاضطلاع بمسؤولية المبادرات والدفع بالحلول دون انتظار لتحركات مسبقة تكون هي بمثابة التابع لها.

وستكون قمة الرياض بلا شك دفعة قوية لهذا التضامن انطلاقاً من دور المملكة الحيوي والمهم على مجمل الساحة العربية؛ فهي تتمتع بعلاقات طيبة مع جميع الأشقاء، وهي دائمة الحضور متى كانت هناك حاجة لها في الملمات الوطنية داخل كل دولة بدءاً من المصاعب السياسية ووصولاً إلى الكوارث الإنسانية.

إن هذا الوجود الحيوي للدور السعودي كفيل باستنهاض همم الدول العربية وحثها على السلوك بذات المستوى من المسؤولية التي تتضاعف الحاجة إليها في ظل الظروف العربية الراهنة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد