Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/04/2007 G Issue 12610
الاقتصادية
الأحد 20 ربيع الأول 1428   العدد  12610
أفق
تسرب الموظفين المميزين
سلطان بن محمد المالك

تسرب الموظفين المميزين من القطاع الخاص والعام أصبح ظاهرة مقلقة للرؤساء والمديرين وكبار المسؤولين. وأصبح الحفاظ على الموظف المميز وإبقاؤه في عمله أحد أهم التحديات التي تواجهها مؤسسات القطاع العام والخاص. وزادت هذه الظاهرة بشكلٍ لافت خلال الفترة الأخيرة مع النهضة الاقتصادية التي تعيشها بلادنا ومع دخول شركات جديدة للسوق. بعض الجهات بدأت تحس بخطر تلك الظاهرة وبدأت في إيجاد حلول لها للحفاظ على موظفيها المميزين، وبعض الجهات ما زالت تكابر وترى أنه لا ضيرَ في فقدان موظف وبالإمكان استبداله بآخر!!.

ما سبق الإشارة إليه حقيقة وليست من نسج الخيال، ولها تداعيات ومسببات كثيرة ولا ينبغي التهاون أو الإقلال من تأثيرها في مؤسسات القطاع العام والخاص. وكثير من الجهات الحكومية تواجه تحدي الحفاظ على موظفيها المميزين ولا تستطيع أن تحافظ عليهم بسبب عدم مقدرتها على مواجهة المنافسة الشرسة من القطاع الخاص ولا تستطيع تقديم ما يماثل ما يحصل عليه الموظف من القطاع الخاص. أما مؤسسات القطاع الخاص فبعضها تحافظ على موظفيها من خلال تقديم برامج ولاء خاصة بهم إضافة إلى المزايا التي يحصل عليها الموظف من تأمين صحي وبدل سكن وسيارة خاصة وتعليم الأطفال وغيرها، بل تعدت ذلك إلى تقديم قروض بدون رسوم، أو تأمين سكن ميسر مع إمكانية التملك بعد سنوات وهكذا، حتى أن إحدى الشركات قامت بتجربة جديدة ومميزة بتطبيق نظام خاص للموظفين المميزين لديها فقط ولم يقدم للموظفين الآخيرين (غير المميزين)، ويقوم برنامجها على توقيع اتفاقية مع الموظف للعمل لدى الشركة لمدة 3 سنوات مقبلة مع ضمان عدم تقديم الموظف استقالته من العمل مقابل الحصول على راتب سنتين متكاملتين (48 شهراً). تلك أحد الطرق للحفاظ على الموظف المميز، وإن لم تعمل الشركة ذلك الشيء فلن تضمن الحفاظ على موظفيها المميزين من الشركات والجهات التي تبحث عنهم. حالياً وبسبب النقص الواضح في بعض التخصصات المهمة مثل المالية، التسويق، تقنية المعلومات، الموارد البشرية، القانون وغيرها، زادت المشكلة تعقيداً، حتى ان بعض الموظفين أصبحوا يخطبون كما تخطب العروس من أهلها ومكاتب التوظيف الخاصة أصبحت (كالخطابة) في توفير احتياجات الجهات التي تبحث عن موظفين مميزين. في مقال سباق لي بعنوان: (الطلب المتزايد على المديرين التنفيذيين) أشرت فيه إلى توقع ازدياد حدة التنافس بين الشركات والبنوك في استقطاب الكفاءات من التنفيذيين والموظفين المميزين من خلال تقديم عروض مغرية لهم، حتى ان هذه الإغراءات بدأت تتجاوز حدود الوطن إلى دول مجاورة حيث إن الولاء لشركة في ذاتها يكون محدوداً والقرار في النهاية لمن يدفع أكثر كما يحدث في أنظمة احتراف لاعبي كرة القدم. الحل وببساطة أن تهتم الجهات بموظفيها المميزين وتعمل جاهدة للحفاظ عليهم مهما بلغ الثمن فهم استثمار طويل الأجل.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7410» ثم أرسلها إلى الكود 82244

Fax2325320@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد