Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/04/2007 G Issue 12610
رأي الجزيرة
الأحد 20 ربيع الأول 1428   العدد  12610
غليان الأرض

تعد ظاهرة الاحتباس الحراري إحدى المشاكل الدولية المعاصرة التي يواجهها الإنسان وتهدد كينونته الطبيعية واستمراريته البيئية، فكما يغلي الواقع الدولي بقضايا وبؤر توتر ساخنة نتجت عن احتكار دول القرار الدولي لمفاصل الحلول واتباعها أساليب الاستعمار الحديث في السياسة.

يؤكد الخبراء منذ فترة طويلة أنه كي تنجح أي اتفاقية بعد اتفاقية كيتو (للتصدي للاحتباس الحراري) فلا بد من مشاركة دول رئيسية تنبعث منها الغازات السامة المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض مثل الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية التي رضخت لضغوطات رجال الصناعة وتجار الغازات الملوثة الذين منعوا واشنطن من التوقيع على اتفاقية (كيتو) مما يجعل مقولة قيادة أمريكا للعالم الحر محل نظر وتدقيق مع غيرها من المسائل الأخرى.

لقد أضحى المجتمع الدولي بهيئته الأممية مطالباً بالضغط على تلك الدول التي أصبح جشعها الصناعي والمادي من أهم مهددات الأمن الإنساني للبشرية جمعاء، ولم يعد ينجو من سياساتها التدميرية وسلبياتها لا حجر ولا شجر، بل إن الآثار المترتبة على ظاهرة الاحتباس الحراري تهدد الإنتاجات الطبيعة للإنسان مثل الفواكه والخضراوات والأرز التي تشكل أحد الأعمدة الرئيسية لغذاء الإنسان، ما حدا بدولة مثل اليابان أن تتخذ إجراءات تدعيمية لنشاطات زراعة الأرز التي تأثرت بتضاعف نسبة التركيز لغاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض، ولعل في تحذير الصندوق العالمي للطبيعة من أن التغيير المناخي يهدد عشر مناطق أو أجناس حية تعتبر من روائع الطبيعة وفي مقدمها غابة الأمازون والكتل الجليدية في الهمالايا وأرصفة المرجان ونمور البنغال.

بالإضافة إلى أن هذه الظاهرة إذا استمرت على مدار خمسين عاماً فإن العالم سيفقد ما لا يقل عن 30% من الكائنات الحية من حيوانية ونباتية بزيادة درجات حرارة الأرض من درجتين إلى ثلاث درجات.

لعل في ذلك كله ما يكفي لدق ناقوس الخطر الدولي من أجل التصدي لهذه الظاهرة الطبيعية الخطيرة وكبح جماح الدول التي تتسبب سياساتها الجشعة والجائرة في إحداثها.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد