وعهدي بالشاعر أبوعواد (شاعر المعوقين) وكنت أظنه - لا سمح الله - منهم إلى أن رأيته شاباً وسيماً طويل القامة مرفوع الهامة وتذكرت بيت شعر:
|
قد كنت أحسبه قيناً (وأعرفه) |
فاليوم طُيِّر عن أثوابه الشرر |
عنوان القصيدة (الغبوق) وكان لدى الجاهليين شراب المساء مقابل (الصبوح) شراب الصباح:
|
|
ولا تبقي (....) الأندرينا
|
|
القصيدة من البحر البسيط (مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن)
|
في كل شطر إلا أني لاحظت فيها زحافات وعللاً كثيرة - لا مانع - وبعض الكسور (يوجد مانع).
|
والقصيدة قالها بمناسبة يوم الحليب وبه كمل الناقص فلم يبق شاغر في الأيام على رأي السماري.. وسأقدم على الأبيات ملاحظات على الطاير:
|
1 - أفلح من يشرب الحليب واللبنا
|
نعم الطعام الذي قد أنعش البدنا
|
أفلح من.. يا سيدي أفلح من قال لا إله إلا الله وأفلح من أدى الصلاة. وقلت يشرب وقلت الطعام: كيف؟
|
والحليب عند أكثر العرب هو (الطازج - الطازة). والحليب عند المصريين مفقود بل يقولون اللبن وعندنا هنا اللبن الروب والزبادي مأخوذ عن المصريين.
|
2 - أواه يا ذاك الغبوق مرتفيا
|
من ضرع وضح يزلن الهم والحزن
|
(البيت مكسور) أواه للتألم وليس للسعادة:
|
|
فهتفت يا أماه قالت لي: نعم
|
والغبوق عرضنا له لكن في المساء ينفخ البطن.. من ضرع: والضرع للأنعام والثدي للإنسان والطَّبْي للحصان والبغل والحمار (ولا مؤاخذة).. والوضح من الأنعام من في وجهها بياض ومنه سمينا (وضحاء).. يزلن الهم والحزنا.. ما رأيك أن نعود رعياناً
|
قال تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ.... الآية}
|
3- في روضة ما كأن الناس تعرفها
|
أخاذة تاه فيها الحسن وارتهنا
|
لماذا لا يعرفها الناس.. ثم ألا تكدر الأغنام حسنها: أرجو ألا يراك مسؤولو حماية البيئة وأنت ترعى غنمك في الرياض. على فكرة كثير من الناس يستعملون كلمة (جوبان) للراعي وهي فارسية.
|
4 - يسامر الخل فيها خله ولها
|
يشرد الحلم من عينيه والوسنا
|
والله أنا معرفتي بالحليب (بيجيب النوم) وإذا بكى الطفل أرضعناه فنام.
|
5 - هذا الحليب الذي أجدادنا عرفوا
|
ليس الذي في هوى القصدير قد سجنا
|
ويريدنا أن نشرب الحليب من ضرع الناقة بلا بسترة ولا تعقيم مثل أجدادنا.. الحمد لله فأنا مفطوم منذ (70) سنة.
|
ماذا يقصد أبو عواد بهوى القصدير: الهوى معروف والقصدير لعله يريد علب العصير المعدنية. ومع الأسف الكبار والصغار يفضلونها عن الحليب.
|
6 - عاشوا وماتوا عن الأنعام مارغبوا
|
سبحان من غير الأحوال والزمنا
|
رحم الله أجدادنا الذين ما رغبوا عن الأنعام (ورغب عنه غير رغب فيه) وسبحان مغير الأحوال إلى الأحسن إن شاء الله.
|
7 - قل للتي أرضعت من صدرها ولداً
|
بوركت أما بها التاريخ قد سكنا
|
أنا أعتقد أن من ترضع ابنها من صدرها.. بعد شعرك هذا ستقلع عنه حيث أسكنتها التاريخ - حرام عليك - جعلتها Grandmother والصدر كناية حديثة عن الثديين Breast أما الصدر (القفص الصدري) فهو Chest
|
8- أرضعت طفلك قبل الزاد تربيةً
|
عيناه من عينيك ترضع الفطنا
|
والتربية بعد الزاد أو معه أما قبله إذا كان جائعاً فلن يرضى بالتربية ولا بعلم النفس.. (البيت مكسور) الفطنة الذكاء.. قالوا البطنة تذهب الفطنة ونحن لا نريد أن نطعمه للبطنة والتخمة والكِظّة ولكن الجائع لا يقبل إلا الزاد. (خير الزاد التقوى).
|
9 - كم صد عن بهجة الإرضاع مرضعة
|
جهلا وكم يا ترى سندفع الثمنا
|
للمسألة وجوه: فإرضاع الأطفال الحليب المجفف جعل في الأطفال عناد الثيران، لكن الحياة قاسية والمرأة العاملة كيف تُرضع وقد ذهب عهد المرضعات.
|
أما الثمن الذي سندفعه فآت.
|
10 - رشاقة أي كذبة يروجها
|
بوق يبيع الغش ساء ما امتهنا
|
يعني الشاعر ما يظنه البعض أن الرضاعة الطبيعية تذهب الرشاقة وهذه يروج لها بائعو حليب الأطفال وهي غش. وأنا أقول لك اعرض وجهة نظرك على المختصين لنسمع رأيهم.
|
11 - رشاقة المرضعات فيض عاطفة
|
وليس في هيكل بالتبن ما وزنا
|
(بالغت) ورشاقة العاطفة لا تغني عن (رشاقة الجسم) وعلى رأي أم كلثوم (اسأل روحك) الأزواج يضيقون من إرضاع الزوجات أطفالهن مع الرشاقة فكيف بدونها؟
|
أما التبن والتبر فالمسألة فيها نظر.
|
12 - عودي إلى الطفل واستفتي غريزته
|
أختاه لا تظلمي الأجيال والوطنا
|
(على رأي منى زكي: مش للدرجا دي - مع تفخيم الراء والجيم (أصلها الدرجة) بالجيم المصرية.
|
|