Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/04/2007 G Issue 12610
عزيزتـي الجزيرة
الأحد 20 ربيع الأول 1428   العدد  12610
العدل إعطاء كل ذي حق حقه

أقرأ في (الجزيرة) موضوعات عن العدل بين الزوجين والأبناء أقول: من مقومات السعادة بين الخلائق إقامة العدل واقعاً محسوساً مشاهداً.. فبه تستقيم الحياة وبه يعرف كل قدره وما له وما عليه، ولماذا أخذ هو ومنع غيره أو لماذا منع هو وأخذ غيره.. فالعدل في مفهومه الصحيح هو إعطاء كل ذي حق حقه.

وقد يكون هذا الحق مقدراً شرعاً فلا اجتهاد في تقديره وقد يكون أصله محدداً ولكن تطبيقه يحتاج فيه إلى نزاهة وبراءة ذمة بعد فهم صحيح لنصوصه الواردة شرعاً والمبينة من سلف الأمة وورثة الأنبياء.

إن العدل محبوب للنفس والعكس بالعكس فالظلم مبغض فطرة وشرعاً، والله جل وعلا حرم الظلم وأمر بالعدل في نصوص عدة.

وهنا أقول: يخطئ كثير من الناس في فهمه للعدل المنشود! العدل الذي أمرنا أن نطبقه بين أبنائنا أو زوجاتنا أو زملائنا وينتج عن هذا الفهم الخاطئ مشقة نسبية وكفى بها مشقة تمارس في كل شأن من الشؤون.

لعلي قد وصلت إلى أن أوضح أن من الخطأ أن يجعل العدل مرادفا للمساواة أو هو معنى له في كل حين وأنا كما أسلفت أن العدل هو إعطاء كل ذي حق حقه.

إن من يجعل العدل هو المساواة دائماً فإنه يلزم نفسه بما لم يؤمر به فيشق على نفسه والدين يسر والله لا يكلف نفساً إلا وسعها.

فالعدل في الأعطيات بين الأبناء والبنات له مفهوم فما يحتاجه الشاب ليس كما تحتاجه البنت وكذلك ما تحتاجه البنت لزينتها ولباسها وحاجتها يختلف تماماً عما يحتاجه الشاب فيعطى كل بقدر ما يحتاج بخلاف ما يكون من أعطيات كبيرة كمنحة بيت أو أرض ونحوه فهذا كما سماه الرسول صلى الله عليه وسلم جوراً ولها تفصيلات أخرى وإنما اقتصر حديثي عن أعطيات الصرف اليومي وما يحتاجه كل منهما من مصروفات ضرورية لحياته.

يوسف بن عبدالله اللحيدان- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد