Al Jazirah NewsPaper Sunday  08/04/2007 G Issue 12610
الريـاضيـة
الأحد 20 ربيع الأول 1428   العدد  12610
في ذكرى كأس فيصل.. الأهلي يواجه الاتحاد في نهائي كأس ولي العهد
القلعة مغلقة أمام طموحات الزعيم

* كتب - عبدالكريم الجاسر:

أكد الأهلي تأهله لنهائي كأس ولي العهد وانتزع البطاقة الثانية بتعادله مع الهلال في لقاء الإياب لنصف نهائي البطولة على استاد الملك فهد الدولي بالرياض. قدم الأهلي مباراة كبيرة واستفاد من التخبط الهلالي والأداء المهزوز الذي كان عليه معظم لاعبي الهلال ونجح في تعديل النتيجة بعد تقدم الهلال بهدف نجمه طارق التايب في الدقيقة السابعة من المباراة قبل أن يغادر المباراة متأثراً بإصابته بعد عشر دقائق فقط من إحرازه الهدف؛ حيث عادل المتألق والخطير مالك معاذ النتيجة في الدقيقة 42 من الشوط الأول.

جاءت المباراة مثيرة حافلة بالفرص والأداء السريع والكفاح والقتال من اللاعبين وخصوصاً الأهلاويين؛ حيث ظهر الفريق الأخضر في أفضل حالاته البدنية والفنية وتفوق لاعبوه لياقياً في التحرك وسط الميدان والأداء المتوازن الذي قدموه نتيجة الانسجام والتجانس والاستقرار الذي ميز الفريق بالأمس في المباراة لم يكن من السهل منح النجومية والتفوق لأي لاعب أهلاوي دون سواه؛ حيث قدم الجميع أقصى ما لديهم وقدموا مباراة كبيرة منذ أن سجل الهلال هدفه الوحيد، وبالمقابل لعب الهلال بنفس التخبط الذي كان عليه أيام سيريزو؛ حيث واصل باكيتا اللعب بنفس أسلوبه وطريقة سلفه متخلياً عن طريقته المعتادة التي منحته البطولات والتفوق؛ ففرغ وسط الميدان باللعب بمهاجمين وترك ألفين يطيح بالآمال الهلالية.

مع كل كرة يهدرها رافضاً التسجيل من عدد كبير من الفرص التي سنحت له وارتكب باكيتا خطأ كبيراً أولاً باللعب بمهاجمين وبالتالي التخلي عن الوسط وتقويته لمواجهة قوة الوسط الأهلاوي وتفوقه وذلك ليحسم اللقاء بعد سيطرته على الوسط وثانياً بإنزال ألفين المتواضع وثالثاً بعدم معالجته أوضاع فريقه بعد خروج التايب حيث كان يمكن إشراك محور ثان وإعادة التوازن للوسط خصوصاً وهو متقدم بهدف وأمامه هدف واحد فقط يمكن ان يسجل في أية لحظة وأخيراً تغييره الغريب بخروج أفضل مهاجميه ياسر القحطاني وبقاء ألفين والدفع بسامي والعنبر في حين أن مشكلته ليست في الهجوم وإنما في الوسط الضعيف غير القادر على مواجهة ومقارعة وسط الأهلي ليخرج الفريق من البطولة ويبعثر أوراقه حين أعاد الغامدي للظهير الأيمن وقدم العنقري للوسط لتعم الفوضى كل الخطوط الهلالية وتسهل مهمة الأهلاويين الذين وجدوا شوارع فسيحة في مناطق الهلال لكن التوفيق لم يحالفهم في إضافة هدف ثان رغم عدم أهميته أو تأثيره في التأهل، فقد استحق الأهلي التأهل بأدائه الثابت وتألق لاعبيه واستحق الهلال الخروج منذ لقاء الذهاب!

دخل السيد باكيتا اللقاء بنفس تشكيل وطريقة سلفه سيريزوا.. حيث لعب ب4-4-2 بوجود الدعيع في المرمى وأمامه الرباعي العنقري، تفاريس، خليل، الخثران.. وفي الوسط عزيز والغامدي والتايب والشلهوب وفي المقدمة ياسر وألفين.

بينما لعب الأهلي بنفس الأسماء التي تلعب كل أو معظم المباريات الماضية حيث لعب المسيليم في المرمى وأسامة هزازي، عبدربه، بدره، عبدالغني.. وفي الوسط الرباعي صاحب، مسفر الجاسم، كايو، أحمد درويش.. وفي المقدمة معاذ وقمامديه. وبدأ الفريقان المباراة بسيناريو متوقع حيث الهجوم الهلالي والدفاع الأهلاوي وكان يمكن للبرازيلي ألفين أن يهز الشباك مبكراً وفي الدقيقة الثانية من اللقاء حين حول عمر الغامدي عرضية من الجناح الأيمن لعبها ياسر برأسه للخلف تسقط أمام ألفين ليستلمها ويسدد كرة سهلة بجوار القائم الأيسر بدلاً من شباك المسيليم.. ويواصل الهلاليون اللعب في ملعب الأهلي ليس بسبب تفوق الوسط الهلالي ولكن بتراجع الأهلاويين الكامل للدفاع ليعلن التايب البداية المناسبة للقاء عبر هدف مبكر.

د 7 هدف هلالي أول

فمن خطأ لمصلحة ياسر على مقربة من المنطقة يتصدى للكرة التايب ويسدد كرة جميلة من بين الحائط على يمين المسيليم هدفاً أول أشعل المدرجات الزرقاء.. عندها بدأ الهلاليون في التفكير بالهدف الثاني لكن الأهلي سرعان ما استعاد توازنه في اللقاء وبدأ في تنظيم صفوفه بعد مضي 15 دقيقة من البداية وفي الدقيقة 18 مرر كايو كرة رائعة لمالك الذي سددها من على خط المنطقة بجوار القائم الأيسر للدعيع.. وبدا واضحاً ان الهلاليين غير قادرين على إيقاف خطورة الأهلي ومراقبة مفاتيح اللعب لديه.. حيث تحرك معاذ بحرية على الأطراف وفي المساحات الفارغة بينما عاد كايو لاستلام الكرة والتمرير للمهاجمين دون أي مضايقات من الهلاليين.. حيث ان التشكيل الهلالي في الوسط أضعف من أن يوقف خطورة وقوة وسط الأهلي

19 خروج التايب

ضربة قاصمة تلقاها الهلاليون بخروج النجم طارق التايب متأثراً بشد عضلي قوي تعرض له ليحل بدلاً عنه نواف التمياط بينما كان يمكن تدعيم المحور بلاعب محور ونقل الغامدي للجهة اليمنى للسيطرة على الوسط ومنع تقدم الأهلاويين لكن الأداء ظل كما هو.

نجاح أهلاوي في التمرير والتحضير ومحاولات هلالية لإفساد الهجمات دون جدوى ليكون ذلك على حساب الدفاع المكشوف الذي اهتز أكثر من مرة ونجح الأهلاويون في خلخلته كثيرا بتنويع اللعب على الأطراف وفي المساحات الخالية.

وبعد 23 دقيقة حول الفين كرة ساقطة في العمق الأهلاوي سلمها ياسر بصدره وحاول المرور ليقطعها عبد ربه إلى الغامدي الذي سدد عشوائياً خارج المرمى.. رد عليها تايو بتسديدة خطيرة من فوق العارضة، وسيتم اللعب سجالاً هنا وهناك وتصاعد مستوى الأهلي مع استمرار اللعب، وبعد 33 دقيقة كاد ياسر أن يهز الشباك إثر ركنية الشلهوب لكن الكرة مرت من فوق العارضة وسط محاولات هلالية صعبة ومتكلفة لن تشكل الخطورة المطلوبة.

د42 هدف تعادل للأهلي

فمن كرة أهلاوية تلقاها قمامدية سدد كرة أرضية داخل المنطقة انزلق عليها مالك على يسار الدعيع في الشباك معدلاً النتيجة وموجهاً ضربة قاصمة للهلاليين ورافعاً معنويات زملائه بشكل كبير وحاول الهلاليون تنظيم صفوفهم لكن دون جدوى وحول نواف كرة ساقطة داخل المنطقة لياسر تسلمها وسددها قوية في يد الحارس بعد أن استدار نصف دائرة كآخر الكرات في هذا الشوط الذي انتهى بالتعادل.

الشوط الثاني

شوط المباراة الثاني كان أهلاوياً رغم بعض الفرص الهلالية التي لم تأت نتيجة سيطرة أو تفوق وإنما اجتهادات هناك وهناك نتج عنها فرص صعبة غير قابلة للتسجيل. فالفريق الهلالي فقد الكرة السهلة والتحضير الجيد وسط الميدان وكثرت الكرات المقطوعة من لاعبيه.. ولجأ فقط للكرات العرضية التي افتقدت التنفيذ الجيد أو اللمسة الأخيرة. ومع مرور الوقت واصل البرازيلي آلفين إهدار الفرص السهلة حيث حوّل العنقري عرضية بعيدة عن الدفاع استلمها وسددها عشوائية من فوق العارضة.. وكان واضحاً أن الهلاليين يلعبون كرات صعبة ومعقدة ويسهل قراءتها من المدافعين، في حين كان الأهلي يبني هجماته في المساحات واللعب البعيد عن الرقابة المعدومة أصلاً من مدافعي الهلال مع تراجع المهاجمين بالتناوب لبناء هجمات ومن ثم استمرارية اللاعب المتقدم.

وبعد مرور 7 دقائق أجرى باكيتا تغييرين دفعة واحدة بخروج ياسر والخثران ودخول سامي والعنبر.. ليعيد الشلهوب للخلف ويفقد فريقه أحد أهم صناع اللعب.. حيث فشل التمياط في صناعة اللعب أو حتى التمرير المفيد إما للاحتفاظ بالكرة أو لعدم تحرك المهاجمين لطلب الكرة وبالتالي صعوبة مهمته.. وأمام الاندفاع الهلالي أشرك نيبوشا معتز موسى بدلاً من قمامديه ليكثف الوسط بخمسة لاعبين وهو ما جعله يسيطر على اللعب ويقسم الفريق الهلالي نصفين: ثلاثة مهاجمين ومعهم التمياط والبقية في الخلف أو على الأطراف ليشن العديد من الهجمات ويحرج الدفاع الهلالي وحارس المرمى أكثر من مرة.

وبعد 67 دقيقة كاد معاذ ان يعزز هدفه بآخر بعد كرة هات وخذ مع درويش لكنه سددها قوية من فوق مرمى الدعيع، واكتفى الهلاليون بالتهديد عبر الكرات الثابتة فنفذ العنقري خطأ على رأس آلفين وضعها كالعادة خارج المرمى ثم آلفين من العنقري على رأس نواف مرت من فوق العارضة.. ويواصل الهلاليون المحاولات الاجتهادية والبطء في التحضير واحتكاك الكرة ليقود معتز موسى أخطر الكرات الأهلاوية.

من منطقة الخثران الشاغرة ويحول عرضية أبعدها الدعيع لكايو الذي سددها مباشرة بجوار القائم بدلاً من الشباك واتضح ان الهلال يعاني كثيراً وسط الميدان لينفرد مباشرة صاحب من العمق الهلالي ويواجه الدعيع الذي خرج لملاقاته وأبعد الكرة أكملها الغامدي بعيدا عن المرمى واستمر الأهلي يؤدي بتنظيم كبير مع فوضى هلالية في كل الخطوط حتى الدقيقة 44 عندها أشرك نيبوشا الزهراني مكان كايو وتحصل الأهلي بعد ذلك على العديد من الكرات الخطرة على حافة المنطقة أبعد احداها الدعيع إلى ركنية منقذا هدفا من قدم الزهراني ليعلن حكم المباراة نهايتها بالتعادل وتأهل الأهلي للمباراة النهائية..

من المباراة

** قاد اللقاء طاقم حكام ألماني مكون من كيرس وشيبي وشيفنر ومنح بطاقات صفراء لكل من: هزازي، وليد عبدربه، حسين عبدالغني واحمد فرج من الأهلي والخثران وتفاريس وأحمد خليل من الهلال.

** الجماهير الهلالية غابت بكثافتها المعهودة وكأنها توقعت ما سيحدث لفريقها في المباراة.

* الأهلي استحق الفوز والتهنئة بأدائه الرائع.

** باكيتا كرر كل أخطاء وسلبيات سيريزو وكانت المباراة عبارة عن نسخة كربونية من مباراة الذهاب باستثناء النتيجة.

** تخلى باكيتا عن الوسط وعن تقويته والسيطرة عليه ليدفع بالمهاجمين واحدا تلو الآخر تاركا دفاعه ووسطه يعانيان طوال اللقاء.

** أقوى خطوط الأهلي خط الوسط وأول خطوات التفوق في المباراة هي التفوق في الوسط وصناعة اللعب والتحضير وهذا ما كسب به الأهلي المباراة.

** الفين أحد الأسباب الرئيسية في الخروج الهلالي باهداره للفرص واحدة تلو الأخرى ومستواه المتواضع الذي قدمه.

** للمرة الألف أقول ان الهلاليين لن يعودوا لوضعهم المعتاد إلا بالعودة للخمسة لاعبين في الوسط والأحداث والمباريات تؤكد ذلك لكن لا حياة لمن تنادي!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد