Al Jazirah NewsPaper Saturday  21/04/2007 G Issue 12623
الاقتصادية
السبت 04 ربيع الثاني 1428   العدد  12623
مدير عام إدارة تقنية المعلومات في الهيئة العامة للاستثمار د. البليهد في حوار مع ( الجزيرة):
إنهاء إجراءات التراخيص بمكاتب الهيئة في الخارج دون قدوم المستثمرين للمملكة

حاوره/ نواف الفقير

تلقت المساعي الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لتكون بين دول العالم العشر الأكثر تنافسية بحلول عام 2010 دعماً قوياً مؤخراً، وفقاً لشهادات كثير من المتخصصين في قطاع تقنية المعلومات، فقد أعلنت الهيئة العامة للاستثمار في المملكة عن نيتها لتطبيق أحدث نظام لإدارة علاقات العملاء في مجتمع الاستثمار العالمي وهو مشروع (أساليب) الذي ينتهج النموذج القياسي لمراحل عملية الاستثمار ونجده يقوم بمبدأ ترتيب مراحل استقبال طلبات الاستثمار سواء من المستثمر المحلي أو الأجنبي بصفتهم باحثين عن فرص استثمارية (في المدن الاقتصادية مثلاً) وبعد ذلك أيضاً ننتقل إلى مرحلة أخرى وهي اقتناع المستثمر بالفرص الاستثمارية المتاحة ليتم بعد ذلك الحوار حولها ومتابعة المناقشة مع المطورين للمدن الاقتصادية.

ومن الممكن لتحقيق جميع الغايات أن تصبح تقنية المعلومات أفضل سلاح تنتهجه الهيئات الحكومية، المؤسسات الخاصة أو الشركات العامة الخليجية والعربية لرفع مستوى عوامل التنافسية لديها،

وللوصول إلى مستوى الرضا لم يعد كافياً في ظل التنافس المتزايد محلياً ودولياً.

ولعل الهدف الإستراتيجي الأوحد لمختلف الجهات العامة والخاصة يجب أن يكون في تنمية علاقات طويلة الأمد مع الجميع؛ فتنمية العلاقات هي مفتاح نجاح الهدف، وكذلك يجب وجود توجه ودراية عن نوعية الحاجات المطلوبة.

وقد التقت (الجزيرة) بالدكتور خالد البليهد مدير عام الإدارة العامة لتقنية المعلومات في الهيئة العامة للاستثمار وأجرينا معه الحوار التالي

* في البداية ماهو مشروع (أساليب)؟

حقيقة نستطيع القول إن (أساليب) هو تجسيد عملي لاستراتيجية الهيئة العامة للاستثمار نحو تطوير أسلوب جديد لتسويق المملكة كمنبع لأكبر الفرص الاستثمارية، وهو نظام إدارة علاقات العملاء الجديد الذي تطبقه الهيئة العامة للاستثمار ويوفر للمملكة ميزة تنافسية تفوق كل التصورات، وذلك من خلال تمكين موظفي الهيئة خارج وداخل المملكة من تبادل المعلومات الاستثمارية بشكل فوري والتنسيق مع شركاء الهيئة عبر شبكة الإنترنت، ويعتمد النظام على تقنية عالمية من شركة SAP الدولية المستخدمة في أكبر الشركات العالمية (شركة أرامكو وسابك وانتل)، ويعتمد مشروع (أساليب) على السرعة التي يعمل بها لتسريع إجراءات عرض فرص الاستثمار والحصول على التراخيص، ويضيف البليهد أن الفارق الأبرز يظهر في أسلوب التطوير لنظام أساليب في كونه صمم ونفذ وفق جدول زمني جريء وفي فترة زمنية قياسية، وكان التنفيذ تنفيذاً على أعلى المستويات العالمية بشهادة شركة ساب العالمية.

* كيف يتم تطبيق أساليب؟

ينتهج أساليب النموذج القياسي لمراحل عملية الاستثمار ونجده يقوم بمبدأ ترتيب مراحل استقبال طلبات الاستثمار سواء من المستثمر المحلي أو الأجنبي بصفتهم باحثين عن فرص استثمارية (في المدن الاقتصادية مثلاً) وبعد ذلك أيضاً ننتقل إلى مرحلة أخرى وهي اقتناع المستثمر بالفرص الاستثمارية المتاحة ليتم بعد ذلك الحوار حولها ومتابعة المناقشة مع المطورين للمدن الاقتصادية.

ولن ينتهي الأمر بذلك بل تستمر المتابعة في النظام إلى ما بعد ذلك سواء بتقديم المستثمر طلباً للحصول على ترخيص الهيئة وأيضاً الإجراءات التي ترافق هذا الطلب تسجيل تأسيس للشركة وبالتالي نجد أن مشروع أساليب ينطلق بعمليات ومراحل تتميز بالترابط.

* ماهي أهداف برنامج أساليب؟

أحد أهم الأهداف هو تقديم خدمات متميزة ومواكبة للتطورات العالمية للمستثمرين المحليين والخارجيين ليتحقق بالتالي هدف رئيس للهيئة العامة للاستثمار وهو ضخ استثمارات ضخمة في الاقتصاد السعودي، كما يساهم البرنامج في تقليص الإجراءات والفترات الزمنية للإجراءات التي يتطلبها تنفيذ المعاملات الحكومية عبر مراكز الخدمة الشاملة.

لذلك هذا المشروع نأمل من خلاله المساعدة ضمن أدوات أخرى برنامج 10\10 وهو أن تكون البيئة الاستثمارية في المملكة من أفضل عشر دول بالعالم في 2010م، حيث إن المملكة نجدها بالترتيب الثامن والثلاثين في عام 2006م.

وفي نفس الوقت ولأن أساليب يعتمد على تنظيم أسلوب العمل الداخلي لمواجهة رغبات وطلبات المستثمر يزود أساليب الأداء الوسطي والعليا في الهيئة بمؤشرات الأداء بشكل آلي يساعد مع سرعة اتخاذ القرارات الإدارية المناسبة والرقابة الدائمة لضمان توجيه المصادر البشرية لعمل الأكفاء على تنفيذ العمليات الحرجة.

* ماهي فكرة أساليب لتسهيل الإجراءات الحكومية؟

حينما نتأمل الوضع الحالي أمام المستثمر نجد أن بعض إجراءات بدء الأعمال في المملكة تأخذ وقتاً أطول مما يجب، وسوف يساعد (أساليب) على تقليص بعض الإجراءات وتسريعها، والإطار التنظيمي لأساليب يعتمد على مبدأ الخطوات الذكية بحيث تغني الخطوة الذكية الواحدة عن العديد من الإجراءات البيروقراطية الموروثة عبر الأنظمة الحكومية المتشعبة الأطر والأهداف، وكل خطوة ذكية تستخدم تقنية النماذج الذكية التي تقلص تكرار النماذج للجهات المختلفة ويستخدم أساليب واجهة واحدة لكل موظف من موظفي الهيئة أو الشركاء مثل مندوبي الجهات الحكومية أو المسوقين والمخططين في إدارات ضمن مطوري المدن الاقتصادية.

كما أن المستثمر في الخارج لن يحتاج القدوم إلى المملكة إلا عندما تكون متطلبات تأسيس الشركة من ترخيص وعقد ونشر وغيرها مكتملة، كذلك يقوم مركز الاتصال الموحد ضمن برنامج أساليب بالتنسيق مباشرة مع المستثمر لمتابعة كافة الإجراءات.

* كيف يساعد أساليب بما يعرف ب (توعية المستثمر)؟

نقوم في البداية بترويج حملات إعلانية وتوعية بأن المملكة بيئة استثمارية خصبة وذات تنافسية مناسبة، والمستثمرون (الدوليون والمحليون) الذين سيقومون بمخاطبتنا حول الفرص الاستثمارية التي تتوافق مع مجالاتهم وتصوراتهم وكذلك نوعية نشاطهم ونحن نقوم بالمقابل بتسجيل هؤلاء المستثمرين لدينا في النظام ثم نبدأ بعرض الفرص الاستثمارية في المدن الاقتصادية التي تتوافق مع طلباتهم وكذلك الفرص في القطاعات الاستراتيجية التي تركز عليها الهيئة وهي الطاقة والنقل والصناعات القائمة على المعرفة من أبرز الفرص

الاستثمارية في المدن الاقتصادية، ثم نتابع عبر النظام تطور العلاقة مع المستثمرين بعد ذلك.. سواء باجتماعات أو عن طريق المراسلة الالكترونية.. وإذا قرر المستثمر الفرصة الاستثمارية المناسبة له، وقام بطلب الحصول على ترخيص يقوم أساليب بتحقيق ذلك في إصدار عمليات متعددة بنفس الوقت لتكون صلة الربط بين المستثمر والجهات الحكومية العاملة في مراكز الخدمة الشاملة التي تقوم بإنهاء كافة الطلبات التي يتم طلبها من المستثمر وصولا إلى إقامة المشروع.

* كيف يتم التنسيق مع الشركاء الأساسيين للهيئة؟

- يمثل مشروع أساليب لغة مشتركة للهيئة العامة للاستثمار ومكاتبها الخارجية ومطوري المدن الاقتصادية ومندوبي الجهات الحكومية في مراكز الخدمة الشاملة، وفي نفس الوقت قاعدة بيانات مشتركة فنجد أن المستثمر عندما يخاطب أحد الشركاء سيجده على دراية بالعلاقة المسبقة مع الشركاء الآخرين، وذلك عن طريق تقنية أساليب لذلك عملية الترابط هو أساس مهم ل(أساليب).

* ما هي العوامل التي يركز عليها أساليب؟

- هناك أربعة عوامل يركز عليها (أساليب): فهو يركز في الأساس على السهولة واليسر في التعامل أمام المستثمر أيضا.. هناك عامل آخر وهو السرعة التي تقتضيها المعاملات والإجراءات.. فالمستثمر سيجد السرعة في التخاطب وإخباره عن جميع التفاصيل والمراحل التي وصلت إليها معاملته.. كذلك هناك عامل آخر وهو أن أساليب نظام خدمي فبواسطة المركز نقدم نيابة عن المستثمر جميع الطلبات التي يقتضيها المشروع أمام الجهات الحكومية الأخرى.

أيضاً عامل تبسيط التعامل أحد أهم العوامل، وهو يتضمن الاكتفاء بقدوم المستثمر حين الانتهاء من جميع الإجراءات.

* ماذا سيقدم مشروع أساليب؟

- لدى الهيئة أهداف كبرى.. ومنها الإشراف على المدن الاقتصادية وتحسين البيئة الاستثمارية في المملكة لتحقيق هدف 10 \ 10، مما يستوجب الاستفادة من أحدث التقنيات العالمية لتحقيق تلك الأهداف، وتطويع تقنية بالمقاييس العالمية يمثل الخطوة الأولى، وتم الانتهاء منها ويبقى التحدي الحقيقي هو في تطبيقها بالفاعلية المطلوبة بإذن الله.

لذلك فموظفو الهيئة العامة للاستثمار وموظفو شركاء الهيئة العامة للاستثمار من مستثمري المدن الاقتصادية ومندوبي الجهات الحكومية ومطوري المدن الاقتصادية سيجدون عبر تطبيقهم لمشروع (أساليب) الذي سيساعدهم جميعا لتقديم تجربة فريدة في التعامل الاستثماري، ومن هنا سيقدم هذا المشروع بيئة متكاملة ومترابطة بين جميع الجهات.

* كيف تتجاوز الهيئة العقبات الرئيسية أمام تطبيق النظام؟

أهم العقبات تنقسم إلى:

أ- تغيير في طبيعة عمل الموظفين.

ب- قلة المهارات الفنية.

ج- عدم رؤية الحاجة المستقبلية لأهمية النظام.

أ- يتعود الموظف على طبيعة عمل روتينية بشكل يومي، ولذا يصعب عليه في البداية تغيير ذلك الروتين حتى لو كان سيسهل عليه أداء العمل، وهذا أهم عائق أمام تنفيذ الأنظمة الجديدة خاصة المتعلقة بتقنية المعلومات، وفي هذا الصدد وضعنا خطة إعلامية داخلية تحتوي على عدة برامج قصيرة تدريبية وثقافية لتحفيز الموظف على فهم أهمية التغيير أولا.. ثم سيحاول التكيف مع الوضع الجديد بصدر رحب ونفذنا أيضا إعداد جداول تبسط مراحل العمل الجديد.. واخترنا لكل ادارة موظفا مميزا يقوم بدور محفز لباقي الموظفين ويسهل عليهم النقلة النوعية.

ب- لا شك أن قلة او ندرة المهارات الفنية على تقنيات الحاسب الآلي توجد حاجزا يزيد قلق الموظفين من عدم امكانية ادائه لعمله الجديد، ولهذا طورنا افلام فيديو تعليمية توضح بشكل مبسط مراحل العمل واقعياً على شاشات النظام ووزعنا اسطوانة على جميع موظفي الهيئة في المملكة تحتوي على جميع الأفلام ضمت موقعا خاصا على الانترنت بحيث أعطينا كل موظف حقه من الاهتمام.

ج- الاهمية الاستراتيجية تراها الادارة العليا.. أما الادارات التنفيذية فيهمها العمل اليومي، ولذا فالتغيير الكبير النابع من رؤية استراتيجية ( مثل مشروع اساليب) قد لا يفهم نتائجه عملياً من قبل موظف الادخال لأنه مهتم فقط بخطوات عمله اليومي ولذا حرصنا على إظهار أهمية المشروع عبر حملة إعلامية لإطلاق المشروع ومتابعة الاخبار مع القنوات الاعلامية.. ومن ثم وزعنا تلك الاخبار في اسطوانة على الموظفين ومازلنا نتابع الحملة الاعلامية وننوي إصدار نشرة تثقيفية تعليمية دورية للموظفين.

* كيف ستصمد الهيئة في إثراء بيئة العمل بالاساليب الرائدة؟

هناك مدرستان لتطوير انظمة تقنية المعلومات، المدرسة الاولى تنادي بضرورة اعادة هيكلة الاجراءات اولا ثم التطوير ثانيا والمدرسة الجديدة تطرح فكرة اقتباس إجراءات العمل من واقع الخبرات الدولية التي انعكست في البيئة البرامج الجاهزة (Best Practice) وقررنا في الهيئة المدرسة الثانية نظراً لارتباطنا الوثيق مع المستثمرين الدوليين والحاجة لرفع مستوى التطبيق للمنافسة مع الاجراءات العالمية المطبقة.

وكذلك أخذنا في الاعتبار ان عامل الوقت هو جزء اساسي من مستوى الجودة، حيث إن احداث التغيير الكامل 100% سيتطلب وقتاً كبيراً للمناقشة والتفاهم مع مختلف الأطراف المعنية.. ولكن اعتماد استخدام اجراء العمل المقتبسة من الخبرات العالمية قلل بشكل كبير 80% من وقت التطوير التقليدي، حيث إن نظم ERP تأخذ في العادة سنة أو أكثر إذا نجحت، وتجربة الهيئة المميزة كانت في تطبيق ERP بالاضافة الى النظام الاداري لعلاقة العملاء CRM خلال فترة وجيزة 6 اشهر تضمنت ايضاً اطلاق مراحل اولى بعد 3 أشهر.

والآن التطبيق العملي للأنظمة بدأ ومراحل التكيف من قبل الموظفين في نمو ويتضمن ذلك تنفيذ بعض الاقتراحات الفنية التي تسهل العمل ولكن لم تكن عائقاً أمام التطبيق.

ومن المهم وضع مدير للمشروع لديه دراية كبيرة في مهام عمل المنظمة أو الشركة أهم من خبرته الفنية في تقنية المعلومات. لأن معظم العوائق خلال التطبيق لها علاقة باحتياجات وظيفية تطلب من قبل الادارات المعنية يستطيع التنسيق للتفاهم لتأجيل النواحي غير الضرورية لإطلاق المراحل الأولى، وكذلك حث الإدارات على تقسيم وتطبيق المشروع.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد