بشارة مهداة إلى المعتصم بطل عمورية: إن الأمة بإذن الله سوف تتجاوز ضعفها، وتصنع عمورية أخرى
|
أبا إسحق لا تعتبْ علينا |
إذا أبصرتنا فوجدت أَيْنا |
وأبصرت الفواطمَ باكياتٍ |
حواسر يستغثْن فما انتخينا |
وصوت! الهاشمية واليتامى |
ينادينا ولكنْ ما انتضينا |
عزائمنا سيوفاً مرهفاتٍ |
لأن العجز قد أخنى علينا |
فلم نجب الشيوخ ولا الأيامى |
ولم نجب الرباب ولا بثينا |
وأخلدنا إلى وهن دميم |
وأدمنّا المذلة وارتضينا |
شربنا العجز أكواباً دهاقاً |
وما فني الشراب وما ارتوينا |
فعاث بنا اليهود وهم بغاث |
وذاك عقابنا لما غوينا |
أتدري يا أبا إسحق ماذا |
دهانا فأسكتنا وانطوينا |
لأنا عن كتاب الله حدنا |
وكان صدودنا سفهاً ومَيْنا |
فصرنا من مذلتنا غثاء |
وقصعة طامعين وما وعينا |
أضعنا رشدنا فالعمر تيه |
يرينا الشائن المذموم زينا |
ومن ألف الهوان غدا رقيقاً |
لأهواء شببن وما انطفينا |
وعبد هواه محقور ويبقى |
وإن خدع الورى زيفاً وهينا |
ولكنْ يا أبا إسحق رفقاً |
ولا تسرفْ وأنظرنا هوينى |
فإن لنا برغم الوهن عهداً |
سنحفظه ويحفظنا وأينا |
إذا اشتد الظلام وأنت تدري |
بأن الليل مشتد علينا |
وأنت بنا الإهابة أن أفيقوا |
وعمورية ترنو إلينا |
تقول الوهن للإنسان عار |
وإن به وقبل الحَيْن حَيْنا |
وصوتكما - ونشكره - عزيف |
يزلزلنا رضينا أم أبينا |
ويدفعنا إلى الجلّى لنمحو |
مثالب عارنا لما ونينا |
ولا تطل الملام فنحن قوم |
لغير الله يوماً ما انحنينا |
سنجعل عجزنا سِنَةً وبادت |
وبرقاً خلّباً فقد ارعوينا |
ونجعل من أمانينا المنايا |
فمنا خالد وبه اقتدينا |
وأنت كذاك قدوتنا فأبشرْ |
وقلّدنا الوشاح إذا التقينا |
سنأتي يا أبا إسحق زحفاً |
كما يأتي القضاء فَقَرَّ عينا |
ستلقانا الليوث إذا نهدنا |
وتلقانا البناة إذا بنينا |
فنحن حياتنا سلم وحرب |
وإن الحرب إن نادت علينا |
أحبّ لنا من النعمى فسلها |
ستشهد أننا قوم وفينا |
سنسقي الموت من ظلموا وكرهاً |
ونشربه رضاً أنّى سرينا |
((وللحرية الحمراء باب)) |
أراه عاتباً يومي إلينا |
سنقرعه بأيد غاضبات |
((مضرجة)) وأغلى ما لدينا |
فنفتحه فندخله فنشدو |
فتشدو والأماني في يدينا |
حقائق ناضرات باذخات |
مشت تشتاقنا ولها مشينا |
وللنصر المؤزر وهو غالٍ |
عهود تفتدى وقد افتدينا |
ونحن ذووك شباناً وشيباً |
زحوف ما تعبنا وما اشتكينا |
تسابق خولة منا سعاداً |
ويقفو طلحة منا الحسينا |
أبا إسحق للأحرار عزم |
ومنهله الردى منه استقينا |
سنمنحه الأجلَّ فنحن حرُّ |
يصول وحرّة ولقد مضينا |
سراعاً مثلما أسرعت يوماً |
لعمورية وبك اقتفينا |
عزائمنا عزائمك احتساباً |
فنحن القوم بعنا واشترينا |
سنصنع يا أبا إسحق نصراً |
يعيد القادسية أو حنينا |
وإن نكن الرماة الصيد فيه |
فربُّك من رمى لما رمينا |
|
|