Al Jazirah NewsPaper Friday  27/04/2007 G Issue 12629
شعر
الجمعة 10 ربيع الثاني 1428   العدد  12629

وامعتصماه..رسالة إلى المعتصم
د. حيدر الغدير

بشارة مهداة إلى المعتصم بطل عمورية: إن الأمة بإذن الله سوف تتجاوز ضعفها، وتصنع عمورية أخرى

أبا إسحق لا تعتبْ علينا

إذا أبصرتنا فوجدت أَيْنا

وأبصرت الفواطمَ باكياتٍ

حواسر يستغثْن فما انتخينا

وصوت! الهاشمية واليتامى

ينادينا ولكنْ ما انتضينا

عزائمنا سيوفاً مرهفاتٍ

لأن العجز قد أخنى علينا

فلم نجب الشيوخ ولا الأيامى

ولم نجب الرباب ولا بثينا

وأخلدنا إلى وهن دميم

وأدمنّا المذلة وارتضينا

شربنا العجز أكواباً دهاقاً

وما فني الشراب وما ارتوينا

فعاث بنا اليهود وهم بغاث

وذاك عقابنا لما غوينا

أتدري يا أبا إسحق ماذا

دهانا فأسكتنا وانطوينا

لأنا عن كتاب الله حدنا

وكان صدودنا سفهاً ومَيْنا

فصرنا من مذلتنا غثاء

وقصعة طامعين وما وعينا

أضعنا رشدنا فالعمر تيه

يرينا الشائن المذموم زينا

ومن ألف الهوان غدا رقيقاً

لأهواء شببن وما انطفينا

وعبد هواه محقور ويبقى

وإن خدع الورى زيفاً وهينا

ولكنْ يا أبا إسحق رفقاً

ولا تسرفْ وأنظرنا هوينى

فإن لنا برغم الوهن عهداً

سنحفظه ويحفظنا وأينا

إذا اشتد الظلام وأنت تدري

بأن الليل مشتد علينا

وأنت بنا الإهابة أن أفيقوا

وعمورية ترنو إلينا

تقول الوهن للإنسان عار

وإن به وقبل الحَيْن حَيْنا

وصوتكما - ونشكره - عزيف

يزلزلنا رضينا أم أبينا

ويدفعنا إلى الجلّى لنمحو

مثالب عارنا لما ونينا

ولا تطل الملام فنحن قوم

لغير الله يوماً ما انحنينا

سنجعل عجزنا سِنَةً وبادت

وبرقاً خلّباً فقد ارعوينا

ونجعل من أمانينا المنايا

فمنا خالد وبه اقتدينا

وأنت كذاك قدوتنا فأبشرْ

وقلّدنا الوشاح إذا التقينا

سنأتي يا أبا إسحق زحفاً

كما يأتي القضاء فَقَرَّ عينا

ستلقانا الليوث إذا نهدنا

وتلقانا البناة إذا بنينا

فنحن حياتنا سلم وحرب

وإن الحرب إن نادت علينا

أحبّ لنا من النعمى فسلها

ستشهد أننا قوم وفينا

سنسقي الموت من ظلموا وكرهاً

ونشربه رضاً أنّى سرينا

((وللحرية الحمراء باب))

أراه عاتباً يومي إلينا

سنقرعه بأيد غاضبات

((مضرجة)) وأغلى ما لدينا

فنفتحه فندخله فنشدو

فتشدو والأماني في يدينا

حقائق ناضرات باذخات

مشت تشتاقنا ولها مشينا

وللنصر المؤزر وهو غالٍ

عهود تفتدى وقد افتدينا

ونحن ذووك شباناً وشيباً

زحوف ما تعبنا وما اشتكينا

تسابق خولة منا سعاداً

ويقفو طلحة منا الحسينا

أبا إسحق للأحرار عزم

ومنهله الردى منه استقينا

سنمنحه الأجلَّ فنحن حرُّ

يصول وحرّة ولقد مضينا

سراعاً مثلما أسرعت يوماً

لعمورية وبك اقتفينا

عزائمنا عزائمك احتساباً

فنحن القوم بعنا واشترينا

سنصنع يا أبا إسحق نصراً

يعيد القادسية أو حنينا

وإن نكن الرماة الصيد فيه

فربُّك من رمى لما رمينا


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد