Al Jazirah NewsPaper Friday  27/04/2007 G Issue 12629
رأي الجزيرة
الجمعة 10 ربيع الثاني 1428   العدد  12629
مهنة المتاعب

حدثان مهمان بالنسبة للصحفيين والمهتمين بالإعلام شهدهما يوم الأربعاء الماضي، الأول الاحتفال بتوزيع جوائز الصحافة العربية في مختلف الفنون التحريرية.

أما الثاني فهو نشر التقرير السنوي للمعهد الدولي للصحافة والذي أشار إلى مقتل مائة صحافي في عام 2006م والذي يعتبر الأسوأ في تاريخ مهنة الصحافة. مما دعا مدير المعهد جوهان فريتز إلى القول ان (عام 2006 مثل العام الأكثر وحشية والأكثر بربرية في التاريخ المعاصر لوسائل الإعلام) متحدثا عن حرب حقيقية ضد الصحافة. فالصحفيون يواجهون مخاطر حقيقية قد تستهدف حياتهم في سبيل الوصول إلى الحقيقة وتقديمها للمتلقين أينما كانوا وبدون تأخير. والصحفي دائم اليقظة والتحفز لاقتناص الأخبار وسبر أغوار الأحداث ولذلك سميت مهنة الصحافة بمهنة المتاعب. وبالتالي فإنه ليس من الغرابة أن يتم تكريم الصحفيين كونهم جندوا أنفسهم لخدمة المتلقين بمختلف مشاربهم واهتماماتهم.

الحدثان، توزيع الجوائز الذي تم في دبي، ونشر التقرير في فيينا تزامنا معاً مصادفة، فالأول حدث عربي أما الثاني فهو دولي، ومع ذلك فإن أغلب القتلى الصحفيين هم في المنطقة العربية، وخاصة في العراق الذي يشهد فوضى أمنية بسبب الاحتلال الأمريكي منذ عام 2003م.

وليس غريباً أن يكون قرابة نصف الصحفيين الذين قتلوا العام الماضي في العراق، لأن هناك من يريد إخفاء حقيقة ما يجري على الساحة العراقية عن مرأى ومسمع الرأي العام العالمي.

ولا يمكن نزع الخطر عن مهنة الصحافة، مهما تطورت التقنية التي يستخدمها الصحفي، لأن مهنته تستلزم وجوده وسط الأحداث.. بل وربما وسط القنابل وأزيز الرصاص.

ولعل أغلب مؤلفي كتب الحروب بعد القادة العسكريين هم صحفيون عايشوا هذه الحروب عن قرب وربما لسنوات.

الصحافة والخطر متلازمان، ومن تابع حفلات الجوائز الصحفية العربية أو العالمية وجد أنها تؤكد هذه العلاقة، وعلى سبيل المثال غالبا ما تكون الصور الصحفية الفائزة عن أحداث متعلقة بالموت والدمار، وآخرها جائزة الصحافة العربية للصورة الفتوغرافية لصورة التقطها مصور من غزة اثناء تشييع طفلة فلسطينية قتلت خلال توغل للقوات الإسرائيلية في القطاع.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد