تتشكل هذا المساء مكونات (كيمياء الأعراس) التي لا تليق إلا بجدة، ولا تكتمل إلا بثنائية الأصفر والأخضر، تطرزها جماهير وفية، تصفق حتى الصافرة، وتهتف للساحرة، يزفها مزمار أبو سراج، وترقص على هدير الأمواج يشدو بها نغم السمسمية، وتغفو قبضتها متشبثة (بعروتي) كأس ولي العهد، لتنام وهو في أحضانها.

المسرح الأخضر

إيماءات قائد الأوركسترا الأهلاوية، خالد بدرة، تتقاطع مع كاريزما وثقة، محمد نور، وبراعة العنكبوت البرق، مالك معاذ، تتداخل في خطوطها الطولية مع قامة البارع الفارع، حمد المنتشري، سيمتزج اللونان حتى الذوبان في قالب أخضر محفوف بملايين الأحداث والمقل، جمهور الاتحاد يشابه جمهور (كوكب الشرق، أم كلثوم) يطرب، يتجلى، يغني، يتأمل، لا يمل، وفي النهاية يردد (عظمة على عظمة يا عميد)، جمهور الأهلي يشابه جمهور (العندليب الأسمر، عبدالحليم حافظ)، عاشق، متحفز، يحب بجنون، يضع المقاعد تحت قدميه، وفي الختام يردد (ينصر دينك يا أهلي).

3*1

لقاء الليلة اقترن بالثلاثيات، فهو نزال ديربي جدة، ولقاء كأس وموقعة رد الدين، وكذلك ذكرى فوز القلعة على العميد في نهائي بطولة الأمير فيصل ب3 أهداف أهلاوية، مكنت الأهلي من قطف أولى ثمار الموسم الرياضي السعودي.

وصول (قلعة الكؤوس) و(العميد) لنهائي بطولة كأس ولي العهد، جاء ثمرة استقرار فني وإداري مشترك، تدعمه عناصر واعدة شابة تم توظيفها بشكل سليم في الأهلي، أما الاتحاد فتدعمه كتيبة النجوم الساطعة وروح أدائه الجماعي، لذلك، يلعب الاتحاد بخبرته، والأهلي بعنفوانه، يستحق كل منهما نصف هذه الكأس الغالية.

من سيفوز ؟

أصعب تساؤل يطرح لاختبار جودة التوقعات من عدمها هو، من سيفوز، الأهلي أم الاتحاد، هل يكررها الأهلي، أم يقلب الاتحاد عليه الطاولة؟ سأجيب عن التساؤل، بتوقع يقع على مسافة واحدة بين الخطأ والصواب، لن يحسم أمر الفريق الفائز مبكراً، نظراً للكثافة المتوقعة في منطقة وسط الملعب من الفريقين، ومحاولة (كسر العظم) فيها، إضافة لتحصينات المناطق الخلفية وضبط الانتشار والتغطية والمساندة على الأطراف وكذلك الوسط، إضافة لضبط إيقاع استراتيجية الانتقال المتوازن بين الدفاع والهجوم، سيتأخر التسجيل حتى منتصف الشوط الثاني، ومن يسجل هدفاً، فإنه سيستطيع المحافظة عليه، وستزفه جماهيره لهذه الكأس الغالية.

مساعد مدير عام القناة الرياضية لشؤون التخطيط والمتابعة