Al Jazirah NewsPaper Wednesday  06/06/2007 G Issue 12669
رأي الجزيرة
الاربعاء 20 جمادى الأول 1428   العدد  12669
أمجاد ياعرب أمجاد

حلت الذكرى الأربعون لهزيمة يونيو حزيران عام 1967م والتي جاءت كنتيجة طبيعية لعدة مقدمات تراوحت حسب الروايات والذاكرة العربية المختزلة للأحداث بين مؤامرات دولية حيكت من قبل بعض أطراف القرار الدولي في حقبة الحرب الباردة وبين حالة الاهتراء السياسي والاجتماعي الذي كانت تعاني منه الأمة العربية حتى ولو حاولت في تلك الحقبة تغطيته تحت وشاح وعباءة المد والفكر القومي الرومانسي والعاطفي المنبثق من نسق وتطبيقات التجربة الناصرية وثورة يوليو.

والآن وبعد مرور أكثر من 40 عاماً على هزيمة حزيران التي ضاعت في عواصفها المدينة المقدسة القدس ومعها جملة أراضٍ عربية من أيدي العرب والمسلمين تستوقفنا أحداث الماضي والحاضر لنستسقي قليلاً من العبر من هذه الهزيمة النكراء وإرهاصاتها التي لازلنا حتى وقتنا الحاضر نسميها بالنكسة مع أن مسلمات العقل الفهيم يقول: إنها كانت ولازالت هزيمة نكراء وكاسحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وواقع, فإن كانت هزيمة 1967م تعد نكسة بكل ما اجترته على الواقع العربي من مآسٍ, فما هي الهزيمة إذن بعد ذلك؟ لقد ترسخت أولى إرهاصات تلك الهزيمة بعد مدة بسيطة من وقوعها والتي تمثلت في إضفاء صفة الانتكاسة عليها وإبعاد تسمية الهزيمة عنها.

وهو الأمر الذي جاء كنتيجة طبيعية لشمولية الدولة وأجهزتها على جميع مداخل ومخارج الحياة السياسية والاجتماعية العربية في ذلك الحين.

والآن وبعد أربعين عاماً خلت على سقوط مشاريع الوحدة وسقوط القدس الشريف فلا تزال الأمة كما هي عليه من حالة الامتهان واستمرار الهزائم السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى على مستوى الفرد والمواطن العربي (الغلبان) والمنهك بهموم لقمة العيش والتأمين الصحي والبحث عن أدوية الأطفال وثمن كراساتهم المدرسية, ذلك المواطن الأعزل من كل شيء وأي شيء تتضمنه الحياة المدنية الكريمة.

إن مسببات هزائمنا المتتالية أمام دولة الكيان الصهيوني والذي يسعى متطرفوه الدينيون ومن يناصرهم من متصهيني الغرب إلى هدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم لتحقيق طوبوياتهم الخيالية بإيجاد الهيكل المزعوم تحت أنقاضه، تلك الهزائم المتتالية لاتنطلق في مجملها من مسببات عسكرية أو اقتصادية بحتة أو من خلال الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل بل هي في الأساس مسببات ذات منطلقات فكرية وسياسية، فتحرير الأرض لا يمكن أن يتحقق إلا بمزيد من التركيز على الفرد الذي سوف يكون الركيزة الأساسية في ذلك التحرير، وهو الأمر الذي يتطلب مزيداً من التنمية السياسية والاجتماعية وفتح الكثير من قنوات الاتصال والمصالحة بين الشعوب والأنظمة الحاكمة، كما أن ضروريات ومعطيات المرحلة تتطلب المزيد من العقلانية والواقعية السياسية التي لم يجنِ العرب من ابتعادهم عنها إلا مزيداً من الانكسارات والخسائر التي صنفت في خانة النكسة وإن كانت هزيمة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد