Al Jazirah NewsPaper Wednesday  06/06/2007 G Issue 12669
أصداء
الاربعاء 20 جمادى الأول 1428   العدد  12669
سهيل صابان والتوثيق العثماني لتاريخ الجزيرة العربية

للوثائق العثمانية أهمية كبيرة جداً لتاريخ المملكة ودول الخليج، وغالباً ما تسعف الباحث بالمعلومة عندما تعزّ المعلومات، وعلى الرغم من أهمية الأرشيف العثماني في كشف النقاب عن جوانب عديدة من تاريخ الجزيرة العربية في العهد العثماني الممتد أربعمئة سنة، إلا أنه أهمل زمناً طويلاً.

ولعل الدكتور سهيل صابان أبرز باحث في المملكة اهتم بالوثائق العثمانية، وهو مثقف تركي يتحدث العربية بطلاقة أبنائها، وله مؤلفات كثيرة بالعربية تعدّ مرجعاً للباحث لا يستغني عنها، وهو يقيم في المملكة، وقد سدَّ فجوة كبيرة كان الباحثون المتخصصون يتلهفون إلى سدّها، غير أن عدم إلمامهم بلغة تلك الوثائق كانت - وما زالت - حائلاً منعهم من الاقتراب منه.

لقد خدم الدكتور سهيل تاريخنا المحلي والإقليمي من خلال مؤلفاته ومقالاته ومحاضراته، ومرجعه الأساس في كل ذلك الأرشيف العثماني الواقع في إستانبول، الذي لم يستفد منه إلا القليل من الباحثين في حقل التاريخ.

والجدير بالذكر أن تلك المؤلفات والبحوث قد صدرت من مراكز علمية مرموقة في الرياض، منها: مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ودارة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، إضافة إلى بعض المراكز العلمية في كل من جدة والمدينة المنورة وغيرها في خارج المملكة.

ومن تلك الأعمال التي نشرها الدكتور سهيل: (نصوص عثمانية عن الأوضاع الثقافية في الحجاز)، و(مصادر تاريخ الجزيرة العربية)، و(مداخل بعض أعلام الجزيرة العربية في الأرشيف العثماني)، و(الجزيرة العربية: بحوث ودراسات من الأرشيف العثماني)، و(العجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية التاريخية).. إلخ.

ولكن السؤال الأهم هو: هل فطنت المراكز العلمية في المملكة لأهمية وثائق الأرشيف العثماني؟

يقول صابان: إن الجهود التي بذلتها دارة الملك عبدالعزيز منذ سبع سنوات حتى الآن في تصوير الوثائق العثمانية من الأرشيف العثماني جهود متميزة، تدل على اهتمامها الكبير بهذا الجانب..

فما تم تصويره من وثائق الجزيرة العربية من هذا الأرشيف يفوق مئة ألف صفحة، وبهذا تفوق مقتنيات الدارة من مصورات الوثائق العثمانية جميع المراكز العلمية في جميع دول الجزيرة العربية، والمهم في عمل الدارة بعد تمكنها من تصوير هذا الكم من الوثائق أنها قامت بتلخيصها لمعرفة الأهم فالمهم، ومن ثم ترجمتها إلى اللغة العربية لتقديمها لخدمة الباحثين.

إن هذا العمل الذي قامت به الدارة عمل متميز وغير مسبوق، ولعل الأيام القادمة تظهر لنا بعض أعمال النشر المتميزة من دارة الملك عبدالعزيز بالرياض من وثائق الأرشيف العثماني.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد