Al Jazirah NewsPaper Friday  15/06/2007 G Issue 12678
شاشات
الجمعة 29 جمادى الأول 1428   العدد  12678
مالك العقّاد يخلف أباه مصطفى كمنتج لسلسلة (هالووين)

هوليود - محمد رضا

يجلس مالك العقّاد على المقعد الذي كان والده مصطفى،-رحمه الله- يجلس عليه دائماً، وراء ذلك المكتب العريض في الطابق الحادي عشر من بناية تقع في منطقة تزخر بالنشاط في مدينة لوس إنجيليس، كل شيء تقريباً على حاله بلا تغيير. لكن غرفة المكتب صارت أصغر حجماً بعد رحيل المنتج والمخرج الكبير إذ قام ابنه مالك باقتطاع جزء منها وتحويله الى مكتب لمساعده. أما ما تبقّى فلم يتغيّر بما في ذلك المشروع الرئيسي الذي مكّن مصطفى العقّاد من البقاء مستقلاًّ في عمله الذي لولاه لاضطر لقبول عروض عربية لمشاريع غير التي في باله، كما كان يردد لي ولكل من حادثه عن أعماله وموقعه اليوم.

مالك العقّاد انتهى من عمليات تصوير فيلم (هالووين) جديد. السلسلة التي وقف العقّاد وراء إنتاجها منذ الحلقة الأولى في عام 1978 وإلى اليوم التي اشتملت حتى الآن على سبع حلقات بنتائج فنية وتجارية مختلفة، ففي حين لا يزال (هالووين) الأول (ذاك الذي أخرجه جون كاربنتر) يعتبر الفيلم الأكثر كلاسيكية بين أترابه، والفيلم الذي شق الطريق أمام أفلام رعب مشابهة من حيث قيامها على شخصية الشر المتلبّس بشخص لا يمكن قهره، ويعود بعد نهاية كل فيلم أكثر شراسة مما كان عليه، لا يمكن الإقلال من قيمة السلسلة بحد ذاتها ولا النظر الى نجاحاتها (رغم تفاوت هذه النجاحات) بخفّة.

الحلقة الجديدة من هذه السلسلة لن تقدّم قصّة جديدة بل ستعمد إلى إعادة تقديم القصّة الأولى حول نشأة ذلك المجرم السفّاح مايكل مايرز المعروف بقناعه الأسود وشخصيته الأكثر سواداً، مالك هو المنتج ومخرج أفلام الرعب بوب زومبي هو الذي أُسندت إليه مهمّة نقل الحكاية من سيناريو كتبه المخرج بنفسه مستوحى من السيناريو الأصلي الذي وضعه جون كاربنتر قبل أكثر من 25 سنة. الفيلم هو من جملة تلك الأفلام التي ستعرض هذا الصيف، عوض الموعد الشتوي المعتاد للحلقات فيما مضى. اسأل مالك العقاد عن السبب في هذه النقلة فيقول:

(مع أن الجزء الجديد من هالووين هو إعادة سرد ذات القصّة التي تم تقديمها في الجزء الأول إلا أن الأحداث ليست هي ذاتها بالتحديد، لقد رأيت أن الأنسب هو جعل العمل كلّه يتحلّى بخطّة عمل جديدة تحتوي على إعادة صنع الفيلم بل تغيير سياسة التسويق والإتيان بمخرج جديد لديه الجرأة والخبرة في هذا الخصوص).

زومبي لديه الجرأة والخبرة بالفعل، ممثل وكاتب موسيقى لعشرات الأفلام سابقاً (من عام 1994) انتقل، سنة 2003 إلى الإخراج عبر فيلم بعنوان (منزل الألف جثّة)، بعده أنجز مخرجاً (الشيطان ينبذ) من دون أن يفرض عليه ذلك هجرة عمله كممثل أحياناً وكاتب موسيقى، وكلمات أغاني لأفلام أحياناً أخرى. يقول مالك العقاد: (العمل مع زومبي كان مثيراً بحد ذاته. لديه خيال غريب سنستغلّه من دون شك، لكنه مثل كثير من المخرجين متعب أيضاً، لا يحتمل النقاش فيما يراه صائباً. لكن صعوبة التواصل معه كانت فقط مرحلية ولم تعرقل سير العمل، إننا أصدقاء مهنة والتقينا على مبادئ كثيرة خلال العمل من بينها النقاط الأساسية التي نود الحفاظ عليها في هذه السلسلة).

مالك يعلم أن المهمّة التي آلت إليه بعد رحيل والده في تلك العملية الإجرامية التي أودت بحياته وحياة العشرات في عمّان قبل نحو عامين خاصة بحد ذاتها: (هناك العديد من الذين ينظرون إليّ كابن المخرج الذي نذر حياته لتقديم أفلام تحيي العالم العربي وتاريخه. وأنا أحب الاستمرار في هذا الطريق، لكني أيضاً أريد أن أنجح في مهنتي كمنتج هوليوودي. هذا ما كان والدي يطلبه مني، وهذا ما أتمنى من الله أن يساعدني في تحقيقه).

عودة هاري بوتر

التحدي الذي يواجهه (هالووين) ظاهر. منذ أشهر وأفلام الرعب الأميركية لا تبدو صاحبة فصل في سوق الأفلام. آخرها (بعد 28 أسبوعا) الذي اختفى عملياً بعد شهر من عروضه التجارية، و (هوستيل 2) الذي سبقته توقّعات كبيرة، لكنها لم تتحقّق. الفيلم بوشر بعرضه هذا الأسبوع واحتل المركز السادس مثيراً إقبالاً ضعيفاً، لكن ما يشفع لفيلم (هالووين) تاريخ السلسلة كما معرفة شركة التوزيع (دايمنشن) بكيفية تسويق الأفلام فهي متخصصة بمثل هذه الإنتاجات.

لكن (هالووين) ليس الفيلم الوحيد الذي غيّر مواعيد عروضه لكي تناسب أكثر مواسم العام زخماً. النقلة ذاتها أقدم عليها الجزء الجديد من سلسلة (هاري بوتر) (العنوان الكامل له: هاري بوتر ونظام الفينكس) فحتى الآن كانت أفلام السلسلة تعرض في موسم الخريف قبيل نهاية العام. الجزء الخامس الجديد، وهو من بطولة الأولاد الثلاثة أنفسهم: دانيال ردكليف، إيما واتسون وروبرت غرينت- ينتقل الى الصيف بآمال جديدة. وحقيقة أن ممثليه الأساسيين كانوا صغاراً في الحلقات السابقة والآن باتوا في مطلع سنوات المراهقة يضيف الى الشخصيات وإلى القصّة بعض الشحنات العاطفية -لكن شخصياً لا أتوقع أكثر من السذاجة الفانتازية ذاتها.

قبله في مواعيد العروض واحد من الكوميديات التي عادة ما تضل طريقها واعدة بالكثير ومنجزة القليل. هذا الاستيحاء لمستواها قائم على تاريخ المخرج كن كوابيس الذي يقدّم هنا كوميديا اجتماعية بعنوان (رخصة للزواج) مع روبين ويليامز وكرستين تايلور.

على ناصية أكثر جدّية هناك (أعلم من قتلني) الفيلم الذي أنجزته الممثلة لندساي لوهان بعد طلوع روح مخرجه كريس سي رتسون والعاملين معه بسبب كثرة تأخرها عن الدوام او غيابها أحيانا.

نيكول كيدمان في غزو فضائي

(بدون تحفّظ) هو جديد الممثلة كاثرين زيتا-جونز وتؤدي فيه دور رئيسة طبّاخين تقع في الحب وحبيبها من المطبخ المنافس. إذا كان هذا موضوعاً يستحق فيلماً فإن السؤال التالي هو إذا كان الفيلم يستحق موسماً ينصرف فيه غالبية المشاهدين للتحلّق حول أفلام المغامرة. وهناك واحد من هذه الأفلام في الأسابيع القليلة المقبلة. إنه (فجر الإنقاذ) من بطولة كرستيان بايل وستيفن زون وجيريمي ديفيز. الخاص في هذا الفيلم أن مخرجه لم ينخرط سابقاً في أفلام تجارية (وربما هذا الفيلم يبدو تجارياً أكثر مما هو بالفعل). المخرج هو الألماني ?رنر هرتزوغ الذي يقدّم قصّة غريبة عليه. لقد اختار تصوير فيلم عن مجموعة من سجناء الحرب الأميركيين في فييتنام من ناحية ربما غاية المخرج -وأنا لم أر الفيلم بعد- ربط الموضوع بالخط العريض المعادي للحرب الحالية في العراق، لكن من ناحية أخرى، يبدو السؤال الأجدر بالطرح هو إذا ما كان الموضوع سيثير أي اهتمام فعلي لكون الجيل الجديد لا يكترث كثيراً للحرب الفييتنامية وما حدث فيها.

مع مطلع شهر أغسطس يتقدّم صوبنا إنتاج كبير آخر (كتلك التي استعرضناها في الحلقة الأولى من هذا التحقيق). إنه (إنذار بورن) من بطولة مات دامون وجوليا ستايلز في حلقة جديدة من تلك المغامرات البوليسية - الجاسوسية التي بدأت بفيلم (هوية بورن) تبعها (سيادة بورن) وكلاهما حول ذلك العميل الخاص بالسي آي أيه (دامون) الذي كان فقد ذاكرته لكنه قادر على الهرب من محاولات وكالة المخابرات الأميركية المتكررة لاغتياله.

أيضاً من الأفلام الكبيرة المخبّأة في عقر الصيف فيلم (الغزو) مع نيكول كدمان ودانيال كريغ وجفري رايت. عودة الى حكايات غزو الأرض من قبل مخلوقات الفضاء الشريرة على نحو مشحون بالمشاهد البصرية الكبيرة والمؤثرات الخاصّة. والمشاهد الدعائية لهذا الفيلم توحي بأنه يستحق الانتظار لحين عروضه.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد