المتتبع لأخبار العالم والصور التي تنقلها وكالات الأنباء العالمية يجد أن أخبار المنطقة العربية والإسلامية تعج على الأغلب بأحداث الكوارث والحروب والإرهاب والتخلف والفقر وغيرها من الأخبار التعيسة، ونادراً ما تظهر في وسائل الإعلام العالمية أخبار مفرحة عن هذه المنطقة. أما الأخبار التي تغطي الأحداث في الغرب، فغالباً ما تكون أخباراً سعيدة، تتحدث عن الإنجازات في مختلف الميادين، وعن المهرجانات والحفلات والمسابقات وأخبار الطرائف وما إلى ذلك؛ ما يبعث في النفس الفرح والأمل. وإذا ما حصلت في الغرب أحداث مفجعة كعمليات إرهابية، فإنها غالباً ما ترتبط بأناس من أصول عربية أو ينتمون إلى دول إسلامية، ومثال على ذلك أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 في أمريكا، وتفجيرات قطارات مدريد عام 2004 والانفجارات التي ضربت لندن في مثل هذا الشهر من عام 2005م، وعادت أجواؤها هذه الأيام في بريطانيا.

هذه الإشكالية يعززها التدفق الأحادي الاتجاه للأخبار الدولية التي تنطلق من الغرب عبر وكالات أنباء ضخمة، ويتلقاها العالم - ومنه منطقتنا العربية - لإعادة نشرها من جديد. وبالتالي، فإن التحكم في نوعية هذه الأخبار الدولية هي بيد الغرب، ولذلك فهو يتحكم بالصورة المكونة عن العرب والمسلمين في مخيلة الشعوب الأخرى. وعلى الرغم من أن منطقتنا تعج مع الأسف بالأحداث الخطيرة، إلا أنها لا تخلو من أخبار سارة كالإنجازات التنموية المتعددة التي يتم الغض عنها والتعتيم عليها من قبل وسائل الإعلام الدولية التي اعتبرها بعض الخبراء باتت صديقة للإرهابيين لتغطيتهم المكثفة لجرائمهم، وهو ما يحقق جزءاً من أهدافهم الترويجية. إن النظام الإعلامي العالمي جزء من النظام الدولي الذي تتحكم فيه الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يمكن تغيير هذا النظام وجعلها أكثر عدلاً في نقل الأخبار إلا من خلال تكاتف الأنظمة الإعلامية العربية والإسلامية عبر تأسيس كيانات إعلامية دولية ضخمة تستطيع أن تشارك وبتقنية عالية في حركة الأخبار الدولية وتعديل مسارها، وبالتالي نقل صورة أفضل عن العالم العربي. وهذا يعد جزءاً من استراتيجية كبيرة لتحسين صورة عالمنا التي أساء إليها الآخرون كما أساء إليها بعض أبنائنا ممن ضلوا سواء السبيل وتورطوا في عمليات إرهابية يستغلها الحاقدون لتشويه صورة العربي المسلم أمام العالم.