Al Jazirah NewsPaper Friday  06/07/2007 G Issue 12699
رأي الجزيرة
الجمعة 21 جمادىالآخرة 1428   العدد  12699
أمن الخليج

ابتليت منطقة الخليج بأزمات عدة متتالية، الأمر الذي وضع على أكتاف مجلس التعاون الخليجي أحمالاً ثقيلة لحماية المنطقة، بل إن مجلس التعاون الخليجي نفسه ولد من رحم الأزمات، التي كانت إحداها الحرب العراقية - الإيرانية إبان الثمانينيات.. ويتطلَّب حل هذه الأزمات قدراً كبيراً من التفاهم السياسي والتعاون الاستخباراتي بين دول المجلس لتجنُّب المخاطر المحدقة بالمنطقة من كل مكان.

ويُعتبر احتلال العراق من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية في مارس 2003م واستمراره حتى الآن أحد أكبر الأزمات التي مرت على هذه المنطقة، التي تركت تداعيات خطيرة على العراق تقلق ولا شك دول الجوار.. ولذلك كان في غاية الأهمية اجتماع وزراء الدفاع ووزراء الخارجية ورؤساء أجهزة الأمن الوطني لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، وذلك لمناقشة الأمن الإستراتيجي لمنطقة الخليج في ضوء احتلال العراق غير المشروع.

لقد وفر الاحتلال الأمريكي للعراق أرضية خصبة لتفريخ الإرهابيين، وتهديد العراق ودول الجوار.. فالعراق بات ساحة دموية لتصفية الحسابات بين الطوائف، كما أنه أصبح منفذاً كبيراً لتدخل القوى الخارجية، وبسط سيطرتها وتنفيذ مخططاتها الإقليمية على حساب الآخرين.

إن العراق بلد مجاور ومن المعلوم بداهة أن أمن الخليج من أمنه، ولا يمكن أن يتحقق الأمن الخليجي في ظل استمرار الحرب في هذا البلد، الذي ابتلي بنكبات عدة عبر تاريخه القديم والحديث.. لكن المشكلة ليست في ضرورة إنهاء الاحتلال فحسب، وإنما يتطلب الأمر أيضاً وأد الفتنة بين العراقيين وحمايتهم من التدخلات الخارجية، وحماية بلدهم من شبح التقسيم.. والأزمات في المنطقة ليست محصورة في المسألة العراقية، بل إن المواجهة المحتملة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران على خلفية البرنامج النووي الإيراني تزيد الأمور سوءاً وتعقيداً.. فالمنطقة قد تُقبل على كارثة بيئية وأمنية فيما لو اندلعت حرب أخرى تضيف إلى سجل الخليج التاريخي رواية دموية أخرى، ولذلك تُطالب دول الخليج بمنطقة خالية من السلاح النووي، وحل الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية التي تُجنِّب المنطقة كوارث أخرى لا يمكن تقدير حجمها.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد