Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/08/2007 G Issue 12745
فـن
الثلاثاء 08 شعبان 1428   العدد  12745
تعرضه الأولى (حصرياً) خلال رمضان
«تسونامي» مسلسل سعودي يناقش مشاكل الفضائيات

جدة - صلاح مخارش

أنهى الفنان والمنتج السعودي هاني السعدي تصوير مسلسل(تسونا .. مي) الذي صورت مشاهده في إحدى القرى السورية، وشارك في المسلسل علي السبع، محمد الطويان، علي إبراهيم، خالد الحربي، فخرية خميس، سعاد علي، لطيفة المقرن، هديل كامل، عبدالمحسن النمر، محمد المنصور، عادل الزهراني، وأخرجه سالم الكردي، وكتب له القصة والسيناريو والحوار علي سالم.

وقال الفنان هاني السعدي منتج العمل: إنه حصل على التكليف من التلفزيون السعودي لإنتاج مسلسل كوميدي يعرض في الفترة الرئيسة في رمضان.

ويناقش المسلسل -بأسلوب كوميدي- المشاكل التي تجلبها القنوات الفضائية، حيث يقوم بدور صاحب قناة (تسونا..مي) أبو طلق الفنان علي السبع، بينما بلغ عدد المشاركين في العمل 66 ممثلاً وممثلة.

وأكد هاني السعدي أن المسلسل سيكون مفاجأة كبيرة للمشاهدين الذي ينتظرون بشوق عرض المسلسلات الرمضانية التي تنافس بقوة على الفترات الرئيسة في العرض.

ويروي مسلسل (تسونا.. مي) حكاية منطقة مهمشة على أطراف إحدى المدن الخليجية الكبيرة، حيث تعيش جماعة من مربي الأغنام بصورة فطرية ويصرفون معظم وقتهم في رعاية ماشيتهم والتجارة بها، وسمى الكاتب هذه الضاحية باسم (تسونامي)، تذكيراً بالإعصار الذي دمر آلاف القرى والمدن على الشواطئ الآسيوية العام الماضي، ويعتبر علي سالم أن هذه الاستعارة المجازية تشير إلى إعصار الفضائيات التي تدمر حياة الشعوب والأسر الآمنة في المنطقة.

وقال هاني السعدي: إن المسلسل هو من بنات أفكار الكاتب علي سالم الذي حاول أن يجسد مدى الخراب الذي تحدثه الفضائيات في المجتمعات الخليجية بأسلوب ساخر ومرير حيث تنتهي القصة بخراب الضاحية وإفلاس أصحابها.

وفي قرية الزرايب حيث يكون حي (تسونامي)، كان أبو طلق هو الرأس الكبيرة والشخصية البارزة وأكبر تاجر للماشية في المنطقة، وقد بدأ حياته حين أعطاه والده تيساً واحداً ومعه أنثاه، وبدأ زوج الماعز يتناسل حتى أصبحت بالمئات ثم بالآلاف، ويمتلك أبو طلق زريبة كبيرة للماشية وقد بنى بيته الشعبي في طرف الزريبة وافتتح فيه إحدى الغرف لتكون مكتباً يستقبل فيه التجار الراغبين في الشراء من أغنامه.

وذات يوم سمع الناس بالمصادفة حديثاً عن (الدش) وكيف أن بإمكان من يمتلكه أن يرى العالم من خلاله، وبدأت تدور نقاشات بين سكان القرية بين راغب في اقتناء الدش ورافض له، وقرر كبار رجال القرية التصدي للفكرة من أولها، وحين يكتشف أبو طلق أن ابنه البكر (طلق) بدلاً من أن يذهب كل يوم للمذاكرة عند أصدقائه كان يذهب لمشاهدة القنوات الفضائية التي يجلبها الدش، فقد أبلغه أحد المعلمين من زبائنه أن ولده طلق يتغيب عن المدرسة، فيقرر أبو طلق ونسيبه عبيد -يقوم بدوره الفنان محمد المنصور- أن يتسللا خلف طلق ليعرفا أين يذهب، حيث يكتشف أن ابنه يقضي معظم وقته في مشاهدة الأفلام، ويقضي شطراً من وقته بتصفح الإنترنت، فيمسكان به ويضربانه ضرباً شديداً، وحين تعلم الأم بذلك تغضب وتستفسر عن السبب فيشرح لها ابنها طلق ما هو الدش وما هو الإنترنت ويدعي أمامها بأنه يثقف نفسه عن طريق الإنترنت، ويقنعها بأنهم يجب أن يقتنوا هذه الوسائل الحضارية، ليتعلموا المدنية ويصبحوا بشراً حقيقيين.

ويدور صراع بين أبي طلق وزوجته وتنقسم القرية بين مؤيد ومعارض، وهكذا تتحول الحارة الهادئة إلى حارة تضج بالصخب والنقاشات والخلافات، وفي النهاية يخضع أبو طلق لزوجته ويقرر نصب الدش، لكن الاعتراضات تشتد من رجال القرية في محاولة أخيرة ولكن ذلك كله لم ينفع، وهكذا بدأ رجال القرية ونساؤها وصبيانها وبناتها يجلسون لساعات طويلة أمام شاشة التلفاز، ويتحول الصراع حول القنوات الفضائية فبينما تريد أم طلق مشاهدة برنامج (كلام عقارب) يريد طلق مشاهدة المباريات الرياضية، وبينما أبو طلق نفسه يفضل مشاهدة الأخبار ليتابع آخر الحروب وحوادث الطائرات والسفن، وهكذا اضطر أبو طلق إلى شراء (رسيفر) لكل شخص في البيت، ويبدأ أثر الفضائيات يُلاحظ في تغير أساليب أهل الحي وأحاديثهم ونوعية اهتماماتهم، ونمط علاقاتهم وسلوكهم حيث صاروا ينامون في وقت متأخر ويصحون في وقت متأخر.

وأدرك أبو طلق أن القنوات التلفزيونية دمرت حياة الناس حيث من هب ودب يفتتح قناة لحسابه، حتى يصيح به أحدهم لم يبق إلا أنت يا أبو طلق تفتح فضائية، وهكذا تدخل الفكرة بعد صراع مرير رأس أبي طلق الذي يقرر هو الآخر افتتاح قناة تلفزيونية متخصصة بتجارة المواشي وحين لا يجد إقبالاً على قناته يقرر الاستعانة بخبراء التسويق، الذين أفهموه أنه من دون وجود رقص وغناء وتهتك لا يمكن لأحد أن يعلن في قناته، وهنا يدرك أبو طلق السر الذي يدفع الكثيرين يستثمرون أموالهم في القنوات الفضائية ويقرر أن يختم هذه المهزلة بإعلان كبير على شاشة فضائيته يقول فيه: أرجو من المسؤولين عن الإعلام العربي التدخل حالاً لتصفية أجواء البث التلفزيوني الموجه للعالم العربي من القنوات التي تخدش الحياء وتلك التي تروج للتطرف والقتل والتدمير.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد