Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/08/2007 G Issue 12745
رأي الجزيرة
الثلاثاء 08 شعبان 1428   العدد  12745
مشاهد عراقية ومخاوف من (انسحاب مذل)

في العراق أكثر من مشروع على صعيد المصالحات والعلاقات مع الجوار والوجود الأجنبي، غير أن التعثر يطغى على جميع هذه المخططات، ويبقى الملمح الأكثر وضوحا هو القتل المتصاعد الذي لا تقل ضحاياه عن العشرات يوميا.

ففي العلاقات مع الدول الكبرى كان لافتا الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي، مع توجهات فرنسية يبدو أنها تتغير من شيراك إلى ساركوزي، فبينما عارض الأول الحرب الأمريكية في العراق فإن الصداقة بين الرئيسين الأمريكي والفرنسي الجديد تعكس تفهما للوجود الأمريكي في العراق، وهذا أمر مهم لواشنطن في ظل المصاعب التي تواجهها القوات البريطانية في منطقة البصرة ما دفع قيادات بريطانية إلى المطالبة بتعجيل رحيل قواتهم قبل أن تضطر إلى (انسحاب مذل)، وفقا لتعبير أولئك القادة.

وفيما يتصل بالوضع السياسي الداخلي فقد نشطت التحركات نحو المزيد من التكتلات في أعقاب تشكيل الجبهة الرباعية بقيادة رئيس الوزراء، وتضم حزبين للشيعة وحزبين للأكراد، فهناك سعى جاد لإقامة تكتل مضاد يشمل، بصفة خاصة، جبهة التوافق وعدة أحزاب أخرى ترى أن الحكومة الحالية لم تفِ بوعودها، كما ترى في تكوين الجبهة الرباعية بقياد المالكي استباقا لما كانت ستقوم به بعض الأطراف الوطنية لإقامة تحالف سياسي لتغيير المعادلة الحالية وتشكيل حكومة وطنية غير طائفية، ويرى المشاركون في التحالف المضاد، الذي لم يتبلور بعد في شكل جبهة أو تكتل، انه يتم تركيز كافة السلطات في يد رئيس الوزراء مع تهميش للوزراء الذين تم الاستعاضة عنهم بمستشارين من داخل حزب المالكي.

صورة الوضع السياسي تتمثل حاليا في محاولة كل جانب اجتذاب أكبر قدر من الحلفاء من أجل تشكيل أغلبية برلمانية يتسنى لها الإمساك بالكثير من الأمور، ومع ذلك فإن قمة مرتقبة للقيادات الحزبية قد تسفر عما يمكن أن يجمع كل هذه الجهات المتنافرة ضمن مشروع وطني يستوعب مختلف الرؤى بطريقة تبعد العراق عن المزيد من التمزق.

هذا الوضع المضطرب يلقي بظلاله أيضا على مشروعات التواصل العراقي مع الجوار فقد زار المالكي تركيا وإيران وبدأ أمس زيارة لسوريا، وكان الملف الأمني في صدارة كل هذه الزيارات، ولكل من هذه الدول امتداد ما على الساحة العراقية، ويأخذ هذا الامتداد في بعض الحالات حضورا طاغيا بصورة تؤثر على الوضع الأمني، ولهذا فإن التوافق الداخلي - إن تحقق - سيكون مؤثرا وقويا في التعاطي مع دول الجوار مع إعلاء المصلحة الوطنية على اعتبارات الارتباط الخارجي مهما كانت قوية.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد