طشقند - «الجزيرة»
رحَّب رئيس جمهورية أوزبكستان (إسلام كريموف) بالمشاركين في مؤتمر(مساهمة أوزبكستان في تطوير الحضارة الإسلامية) الدولي الذي عُقِد في منتصف الأسبوع الماضي في عاصمة الدولة (طشقند) بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية.
وقال الرئيس الأوزبكستاني في كلمة له في افتتاح المؤتمر الذي حضره أكمل الدين إحسان أوغلي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ولفيف من القيادات في المؤسسات والمنظمات الثقافية في الدول الإسلامية، بالإضافة إلى عدد من المفكرين والأكاديميين والإعلاميين: إن اللقاء في طشقند الملقَّبَة ب(بوَّابة الشرق) حدث تاريخي مهمٌّ ليس في حياة شعب أوزبكستان المعنوية فحسب، بل في حياة عامة الجماهير القاطنة في هذه المنطقة من العالم.
وكما تعلمون جيداً أن أوزبكستان كانت على مرِّ العصور بمثابة جسر يربط الشرق بالغرب من خلال (طريق الحرير العظيم). وتأسيساً على هذا الدور نال بلدنا القديم شهرته كملتقى للحضارات والثقافات المختلفة؛ حيث إنه أسهم ويسهم دائما بقسط وافر من التطور للبشرية كلها.
أما ابتداء من القرنين السابع والثامن فقد وضع بلدنا الأمّ بصمة لم تُمحَ في تطور العالم الإسلامي والدين الإسلامي وفلسفته، والعديد من الأدلَّة والبراهين تدلُّ على ذلك بوضوح.
بلاد ما وراء النهر مهد العلماء
إن الإمام البخاري والإمام الترمذي والإمام الماتريدي ومحمود الزمخشري وبرهان الدين المرغيناني وبهاء الدين النقشبند وخوجة أحرار الولي، وغيرهم من أعزائنا، وكذلك محمد الخوارزمي وأحمد الفرغاني وأبو ريحان البيروني وأبو علي ابن سينا وميرزا أولوغبك وعليشير نوائي وغيرهم من علمائنا ومفكرينا الأجلاء قد ولدوا على أرض (ما وراء النهر) ونشأوا واكتسبوا شهرة كبيرة في العالم الإسلامي بجراءتهم وجسارتهم العلمية واكتشافاتهم الفريدة.
إن هؤلاء العلماء الأفذاذ وحياتهم وإبداعاتهم مرتبطة بالثقافة والحضارة الإسلامية بدرجة لا نستطيع أن نتصور ديننا من دون هؤلاء العظماء، كما لا يمكن تصوُّر حياة هؤلاء العظماء وإبداعاتهم من دون الدين الإسلامي الحنيف إطلاقاً.
ولا نبالغ إذا قلنا إن الميراث الثري الذي لا يُقدَّر بثمن ويجسِّد علوم وأفكار أجدادنا العظام الموسوعية لم يفقِد قيمتَه العلمية والأخلاقية والإنسانية حتى يومنا هذا، ولهذا التراث منزلة وأهمية لا مثيل لها في إيجاد حلول لعديد من المشكلات والصعوبات والتحديات التي تفرضها الظروف المعقَّدة والخطرة اليوم، ثم إن لهذا التراث أهمية في شرح ماهية ديننا الأصيلة ونشرها بخلوص النية وإرشاد الجيل الناشئ الواعد.
وأضاف قائلاً: إننا نقدِّر عاليا ديننا الإسلامي المقدَّس والحضارة الإسلامية باعتبارهما جزءاً لا يتجزّأ من الحضارة العالمية، وتقدم البشرية وثقافتها وعاملا حاسما في تطهير الناس روحيا ومعنويا وترسيخ شكران الجميل والعيش بالأمن والأمان والسلام والاطمئنان والتسامح بين الجنسيات والديانات المختلفة والاحترام والوفاق المتبادل وغيره من القيم الإنسانية السامية والخالدة في عقولهم وشعورهم.
المستقبل يستلهم التراث
وإن ما نتطلع إليه هو بناء مستقبلنا الحُرِّ والمستقل والمزدهر وتوفير الحياة الكريمة الرغيدة التي لا تقل عن مستوى حياة الآخرين، وأخذ مكان مناسب لنا في العالم الإسلامي والمجتمع العالمي، وذلك من خلال الاعتماد على الركائز المذكورة أعلاه، وفهماً وإدراكاً منَّا لأولاد أي الأجداد العِظام نحن، و أصحاب أي إرثٍ فريدٍ نحن.
من هذا المنطلق في سبيل تعزيز دولتنا الوطنية وترسيخ قيمنا القومية عند تحديد برنامج تطور أوزبكستان وآفاقها المستقبلية وضعنا في أولوية مهامنا النهوض بالعالم المادي والمعنوي لشعبنا وتربية أولادنا بروح الحب لتراث أسلافنا الخالد ودراسته بإخلاص، والتعمُّق فيه تقديراً له، وذلك بالإضافة إلى استيعاب القيم الإنسانية العامة وامتلاك ناصية القمم التي توصلت إليها العلوم والفنون المعاصرة والحديثة.
وفي حالة تربية أبنائنا وبناتنا الذين يواصلون مسيرتنا في هذه التربة الخصبة فقط إنهم يصبحون أناسا من ذوي الكمال والاكتمال، ويتحولون إلى أسناد وعِمَاد وقوة معنوية حقيقية لا تُقهر وقادرة على خوض أية مسابقات واختبارات وامتحانات كانت على ساحات العالم.
وتابع الرئيس إسلام القول: إلى إن مثل هذه الآمال والطموحات دفعت بنا من أول يوم الاستقلال إلى الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الأزلية، كحفظ قرة العين وتخليد ذكرى أجدادنا العظماء وتعمير أضرحتهم ومزاراتهم المباركة، ونحقق الآن في هذا المجال نجاحات كبيرة بحيث يمكننا القول إنها تثير الإعجاب لدى المجتمع الدولي.
وما قد قمنا ونقوم به الآن من الأعمال الجبَّارة تهدُف قبل كل شيء إلى إدراك هويتنا القومية وجذورنا التاريخية والحفاظ على ديننا وديانتنا، وعلى هذا الأساس إيصال مفاهيم بأن الإسلام دين الحق ودين الصفاء ودين الإنسانية والتسامح ودين الخير والبر والإحسان، إذا قلنا باختصار إيصال ماهية ديننا المعرفية ليس إلى عامة جماهير بلادنا فحسب، بل إلى عامة جماهير العالم أجمع ونعتبر هذا من صميم واجبنا.
ونحن قبل الآخرين نستمد الآن مدداً روحيا وقوة معنوية من أعمال البناء والتعمير الواسعة التي قد قمنا بها في المجموعات المعمارية التاريخية المشهورة المرتبطة بأسماء الإمام البخاري والإمام الترمذي و(شاهي زينده) و(ريجيستان) و(بيبي خانيم) والإمام الماتريدي وبهاء الدين النقشبند وأحمد الفرغاني وبرهان الدين المرغيناني وخوجة أحرار الولي وحضرة الإمام وغيرهم من كبار العلماء والمفكرين والأئمة.
ولا شك أن مثل هذه الأعمال النبيلة التي تتحقق استجابة لرغبات شعبنا وتأييده قلباً وقالباً سوف تستمر كمَّاً ونوعاً إن شاء الله.
واختتم كلمته التي وجهها إلى المؤتمر قائلاً: إنكم، يا أيها الضيوف الكرام، ستزورون في إطار مؤتمركم هذا الآثار التاريخية النادرة التي تم ترميمها وتعميرها مجددا، والمدارس والمساجد الإسلامية الفخمة التي شُيّدت حديثا في مدينتي طشقند وسمرقند وستعقدون لقاءات وحوارات بنَّاءة مع أهل البلاد كما وستشاهدون مدى إسهامات بلدنا في تطوير الثقافة الإسلامية في يومنا هذا أيضا.
وإنني لعلى ثقة بأن هذا المنتدى سيتيح لكم فرصة سانحة لمشاهدة تلك التحولات والتغيرات التي جرت في ديارنا بأم أعينكم، وللتعرف على بلدنا وحياة شعبنا المضياف عن كثب.
وختامًا.. أرحب بكم مرة أخرى بمناسبة افتتاح هذا المؤتمر وأتمنى لكم جميعاً الصحة والعافية والسعادة، وللمؤتمر كلَّ التوفيق.
وكان المؤتمر الذي افتتح يوم الرابع عشر من شهر أغسطس من هذا العام في صالة (الأمير تيمور) في فندق (انتركونتيننتال) قد رأس جلسته الافتتاحية نائب رئيس وزراء أوزبكستان السيد رستام قاسموف، قد شهد عدة كلمات لعدد من المشاركين، بينهم كلمة للأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي السيد أكمل الدين أوغلي رحّب فيها باختيار (طشقند) عاصمة للثقافة الإسلامية، ونوّه بما تحتضنه هذه المدينة وغيرها من المدن الأوزبكستانية الأخرى من تراث إسلامي خالد، مشيراً إلى دور جمهورية أوزبكستان في تطوير الحضارة الإسلامية وفي انتشار الإسلام في هذه البقعة من العالم، وما تتميّز به من رموز وأعلام ممن أسهموا في خدمة الإسلام، كما كان لعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية مشاركة في افتتاح المؤتمر فيما يلي نصها:
مشاركة أمين الجامعة العريبة
كم يسرني أن أشارك في هذا الاجتماع الهام الذي ينعقد في طشقند احتفاءً بها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2007م، طشقند المدينة العريقة ذات الرنين التاريخي الكبير والوقع الإسلامي الضخم والتي تحتل مكانة خاصة في قلب العالم الإسلامي الذي يعتبرها جسراً عبر العصور بين مختلف روافد الحضارة الإسلامية.
إنّ اختيار طشقند عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام يعكس تحية من العالم الإسلامي إليها وإلى أوزبكستان، عرفاناً بإسهاماتها المتنوعة في التراث الإسلامي الذي هو جزء بل درة من درر التراث الإنساني. فمن أوزبكستان خرج العديد من العلماء والفلاسفة الذين جمعوا بين العلوم الروحية من فقه وسنّة، وفلسفة وشعر، وفنون وإبداعات، وكذلك بين مجالات المعرفة وتطبيقاتها من طب ورياضيات وهندسة وطبيعة، فكانوا بحق منارات خرجت لتنشر نور النهضة الإسلامية ودورها الحاسم في تقدم الإنسانية في عهود كانت المجتمعات الأخرى تعاني من ظلامية أغلقت أبواب الاجتهاد في العلم والدين.
علماء لا ينكر فضلهم
إنّ البشرية بأسرها لا يمكن أن تنكر فضل شمس الدين السمرقندي، أو أبو ريحان البيروني، أو محمد بن موسى الخوارزمي، أو أبو علي ابن سينا، أو أبو عباس الفرغاني، أو أبو النصر الفارابي، أو فخر الدين الرازي، أو محمد بن إسماعيل البخاري، وغيرهم ممن جمعوا في عقولهم ثم في مؤلفاتهم شتى صنوف العلوم والآداب .. هؤلاء العلماء الذين أسهموا في تقدم البشرية لا نزال ندين لهم، نحن في العالم الإسلامي وغيرنا على اتساع العالم كله، بالفضل في نشر العلم والمعرفة.
إننا نلتقي اليوم والعالم الإسلامي يواجه حملة شرسة وسياسة عدوانية فيها من الافتراء الكثير، ودورنا بل واجبنا نحن المسلمين أن نتصدى لتلك الحملة ليس فقط بإظهار ما يوجَّه من اتهامات بل بتفنيدها .. ليس فقط بالشكوى من كذبها ولكن بإثبات خطئها .. ليس فقط بالغضب مما حوته من استهداف للإسلام في ذاته وجوهره، ولكن بأن نجعل هذا الجوهر يشع نوراً وتنويراً.. ليس فقط بالاستناد إلى التراث وإنما أيضاً بتطوير المفاهيم.. ليس فقط بالحديث الوجداني عما كان وإنما بالمحاولة الجادة للإسهام الحقيقي فيما هو كائن والتأثير الإيجابي فيما سوف يكون. لقد انطلق القرن الحادي والعشرون وفوقه غمامة شكّلتها نظريات مثل صراع الحضارات ونهاية التاريخ، وزادها عنفاً إطلاق سياسات نادت بنشر الفوضى التي سمِّيت بالخلاّقة وأدت إلى سيل من الدماء في أكثر من قطر إسلامي. ولست أعتقد في نجاعة أن نتخذ موقفاً دفاعياً أو تبريرياً، وإنما الواجب أن نتفق على سياسة فاعلة رصينة لا خوف فيها ولا تردد. نعم لا يجب أن نسمح أبداً بأن تكون سمة القرن صداماً بين الإسلام والغرب، وإنما يجب العمل على أن تكون قابليتنا للتأثر بثقافة الغير مقابلة لقدرتنا على التأثير في ثقافة هذا الغير. يجب أن نمحور سياسة إسلامية فاعلة تصل بنا إلى أن نكون شركاء في رسم سياسة المستقبل لهذا العالم سريع التطور متصاعد التداخل. إن هؤلاء العلماء الموسوعيين الذين ذكرت أسماءهم وغيرهم كثيرون في مختلف أصقاع العالم الإسلامي وما قدموه من إسهامات هم خير بيِّنة نستند إليها وننطلق منها في تأسيس موقفنا في مواجهة حملات التشويه التي تحاول النيل من الدين الحنيف والادعاء بأنه دين لا يعلي للعقل قيمة ولا يقيم للمنطق وزناً. إن إحدى أقوى الحجج في طرح سياسة جماعية جديدة باسم العالم الإسلامي في مواجهة التحديات القائمة، هو إبراز الحضارة الإسلامية وإسهاماتها والفكر الإسلامي وإبداعاته، وفي هذا فالاستناد إلى الماضي وأمجاده سوف يكون قاصراً إذا لم نقرر نحن في العالم الإسلامي:
أولاً: أن ننفتح للتطور والتطوير والإصلاح والتغيير.
وثانياً: أن نعطي للعلم دوره.
وثالثاً: أن نعي أن الخطر على الإسلام وتشويه صورته لا يأتي فقط من أعدائه وإنما أيضاً من أبنائه، وهذا هو الأخطر.. بل هذا هو مربط الفرس وهو ما يجب أن ينال أقصى اهتمامنا وجل جهدنا.
إننا نعيش اليوم في عالم اتسعت فيه فرص الحوار والتفاعل والتعارف في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع الذي كان يفترض أن يزيل الحواجز بين البشر. إلا أن مجريات الأحداث وبصفة خاصة في العقد الحالي تشير إلى عكس ذلك وإلى نجاح قوى السلبية وغرور القوة ومؤامرات السياسة في بناء المزيد من الحواجز، ومن ثم صارت هناك هوة تزداد اتساعاً بين العالمين الإسلامي والغربي مع ارتفاع أصوات وممارسات الغلاة والمتشددين على الجانبين.
إن الانتقال من مرحلة الحرب الباردة التي كان طرفها الاتحاد السوفيتي إلى مرحلة صراع الحضارات ليكون طرفها العالم الإسلامي، أمر يؤدي إلى الشك في أن هناك من المفكرين الغربيين المحافظين ذوي الاتجاهات الأصولية وأحياناً المتطرفة جمهرة ترى أن بقاء النموذج الغربي وسيطرته يحتاج إلى حروب ومعارك مستمرة يثبت فيها همينته على (الآخر) الذي يصور على أنه العدو، ويكون أمام المزاج المحافظ أهداف واضحة: عدو فتعبئة فمعركة فانتصار، وعندئذ يتحقق حلم هذا الفريق بنهاية التاريخ، وهو طرح مشكوك في منطقه، فليس هذا الانتصار مؤكداً، كما أنه ليس للتاريخ نهاية.
خطاب المسلمين أولاً
ومرة أخرى فإن ردم تلك الهوة يستلزم عملاً دؤوباً وخطة مرسومة لتقديم الصورة الصحيحة للإسلام.. تقديمها للمسلمين قبل أن تقدم إلى غير المسلمين. الإسلام كدين يدعو لإعمال العقل ويعلي من قيمة العلم، دين بني على التسامح والعفو، على البناء والإعمار، دين يعلم أتباعه أن الله خلق الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا، لا ليتباعدوا أو يتقاتلوا. إن لدينا الكثير الذي نستطيع أن نسهم به في تقدم البشرية وإثراء ثقافاتها.
ولعلِّي استشهد هنا بما ذكره من قبل فخامة الرئيس إسلام كريموف عن اعتزاز الشعب الأزبكي بالدين الإسلامي كدين حضاري يدعو للتسامح وحب السلام حين قال عن حق: (إن هناك حاجة ملحة للحفاظ على أصالة ديننا الإسلامي الحنيف من الاعتداءات المغرضة والحملات الزائفة والادعاءات الكاذبة)، وأنه (يجب نقل الصورة الصحيحة عن الإسلام إلى الجيل الناشئ قبل أي شيء آخر، كما يجب نشر الأفكار النبيلة التي تتضمنها الثقافة الإسلامية على نطاق أوسع).
وفي هذا الإطار جاءت مبادرات تحالف الحضارات وخاصة تلك التي أطلقها الرئيس رجب طيب أردوجان رئيس وزراء تركيا والرئيس خوسيه لويس زاباتيرو رئيس وزراء أسبانيا، التي هدفت إلى ردم تلك الهوة ومواجهة حالة الاستقطاب الحاد السائدة بين العالمين الإسلامي والغربي. إن العالم العربي يدعم مبادرة تحالف الحضارات ويضع أملاً كبيراً على تنفيذ خطة العمل المنبثقة عنها والتي تشتمل على مجموعة من الأنشطة الهامة التي تصب في إطار التقريب بين الثقافات المختلفة.
ولكن القضاء على محاولات الاستقطاب الفكري المعارض للإسلام وثقافته ووأد فكرة صراع الحضارات لا يزال يتطلب تحركاً أكثر عمقاً وشمولاً يعالج المشكلات من جذورها يقوم على سياسة تنويرية في إطار عالمنا الإسلامي وأخرى إعلامية وتعريفية تؤسس لمرحلة جديدة من الفهم المتبادل بين الإسلام والغرب وتزرع في النفوس قيم التسامح وتقبل الآخر واحترام اختلافه بل والاستفادة منه.
دور الإيسيسكو
وهنا فإن الدور المنوط بالمنظمة الإسلامية الدولية للتربية والعلوم والثقافة (الأيسيسكو) دور حيوي، وإذ أحيي هذا الدور، أدعوها من فوق هذا المنبر لأن تتولى طرح سياسة تتعامل مع هذين الجناحين اللذين نوهت بهما أي التنوير الإسلامي والحوار مع الجانب الآخر. ولعلِّي أشير هنا إلى أهمية التعاون القائم بين الجامعة العربية والأيسيسكو واليونسكو والاليكسو، حيث شرعنا بالتعاون مع مجلس أوروبا ومؤسسات أورومتوسطية عديدة في إعداد دليل استرشادي للطرق المثلى لتصحيح صورة الآخر في كتب التاريخ المدرسية في الدول الأوروبية من منطلق أن التعليم هو الأرض التي يجب أن تغرس فيها البذور الصالحة لتنتج عقولاً ونفوساً صالحة.
حاجة التعليم لوقفة
إن الإشارة لأهمية قضية التعليم فيما نحن بصدده لا تستقيم دون التأكيد على ما يحتاجه التعليم في العالم الإسلامي من وقفة لتقييم ما نغرسه في عقول ووجدان أبنائنا والرسالة التي نقدمها لهم، والتي يجب أن تستند إلى ثلاثية صحيح الدين، وقواعد العلم، وآفاق الإبداع. إن العديد من الأفعال التي ترتكب باسم الإسلام تستوجب بحثاً معمقاً في منابتها، والسؤال الذي يجب أن نطرحه معاً في هذا المؤتمر قبل أن يطرح علينا، هو ما الذي يجب أن نفعله حتى يكون الإسلام جزءاً رئيسياً من ثقافة القرن الحادي والعشرين كما كان في قرون خلت، حتى يكون إسهام الثقافة الإسلامية وعقل وفكر المواطن في العالم الإسلامي فاعلاً في مواجهة مشكلات العالم المعاصرة من فقر وجهل ومرض واحتباس حراري وأزمات مياه وطاقة وغيرها، ثم ما الذي يجب عمله استعداداً لقرون بل عقود قادمة سوف يكون المحتوى فيها أكبر وأخطر حين يسوح الإنسان في فضاء الكون ولا تقتصر حياته على الأرض التي عشنا عليها حتى اليوم، وكيف نسهم بفكرنا في ذلك التقدم الكبير وفي الاحتفاء به.
نعم، إن إصلاح التعليم في العالم الإسلامي أمر لا غنى عنه لتحقيق الهدف المنشود في تربية أجيال تؤمن إيماناً عميقاً بتفهم الآخر مهما اختلف معه وبالتعاون فيما بيننا لمواجهة تحديات العصر.
إن ما يجمع بني البشر وثقافاتهم أكثر مما يفرقهم، وهذه حقيقة سلم بها علماء الاجتماع الذين نادوا بأن المستقبل وتحدياته يتطلب فكراً جديداً وعملاً خلاقاً وعزيمة لا تلين وعقلاً لا يتوقف عن الاقتراح والإبداع.
العالم الإسلامي: شقاقات غير مسبوقة
وفي هذا الإطار يهمني أن أتعرض لما يواجهه العالم الإسلامي من شقاقات طائفية ومذهبية تصاعدت في الأعوام القليلة الماضية بشكل غير مسبوق في العصر الحديث وهو مبعث لقلق عظيم على وحدة العالم الإسلامي وسلامه. إن المنطقة العربية التي هي جزء رئيسي من العالم تشهد منذ غزو العراق تصاعداً خطيراً للنبرة الطائفية وباتت الصراعات الطائفية تمثل خطراً على كيان العراق ومستقبله. وقد طالبت الجامعة العربية بمسيرة وفاق وطني بين أبناء الشعب العراقي. وعقدت له مؤتمراً للزعامات العراقية كافة في عام 2005، إلا أن تدخلات خارجية وسياسات طائفية أفسدت المسيرة وعطلت التقدم نحو الحل، ومع كل ذلك فلن يستقر العراق إلا عندما يكون العراق وطناً لجميع أبنائه على أساس المساواة في الحقوق والالتزامات لا فرق فيها بين شيعي وسني وكردي، وهذا هو السبيل أيضاً لوأد الطائفية التي تطل بلهيبها على الإسلام كله.
خلافات الفلسطينيين
وإذا انتقلنا إلى الشأن الفلسطيني فإنه لا يمكن التطرق إلى القضية الفلسطينية دون الإشارة ببالغ القلق إلى ما تشهده الساحة الفلسطينية الداخلية من خلافات. إن الجامعة العربية حريصة على الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني في الوقت الذي نحاول فيه الدفع في طريق السلام الذي لا تزال معالمه غائبة، إن الموقف العربي تبلور جلياً في المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت عام 2002 وأكدتها قمة الرياض في مارس من هذا العام 2007م، وهو الموقف الذي يمنح السلام لجميع الأطراف ويحافظ على الحقوق المتقابلة والالتزامات المتبادلة، أما الموقف الإسرائيلي فلا يزال متردداً متخلفاً إزاء خيار السلام. إن حل الصراع العربي الإسرائيلي يتطلب أفعالاً لا أقوالاً، كما يتطلب مقاربة شاملة لا تسقط القدس من حساباتها، والقدس رمز من رموز الإسلام لا يمكن التفريط فيه.
إن استقرار منطقة الشرق الأوسط - وهي جزء من العالم الإسلامي - لن يتحقق إلا في ظل إرساء مبادئ حسن الجوار والتعاون وبناء الثقة بين دولها على أساس حل النزاع العربي الإسرائيلي وقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية والانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967.
الشرق الأوسط بلا أسلحة نووية
ومن ناحية أخرى فإن الموقف العربي يؤكد على أهمية إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل لا فرق في ذلك بين برنامج نووي وآخر، ويؤكد في الوقت ذاته على حق دول المنطقة في الاستفادة من التقدم التكنولوجي والاستخدامات السلمية للطاقة النووية في إطار الحقوق والالتزامات التي كفلتها معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية لأعضائها، وأن توضع كل البرامج النووية في المنطقة تحت الإشراف الدولي النووي بما في ذلك البرنامج الإسرائيلي.
مرة أخرى أعرب عن سعادتي لمشاركتي في هذا المؤتمر الهام الذي نستمد به من الماضي الذي شهدت فيه الأمة الإسلامية عصوراً ذهبية جسراً نعبر به إلى المستقبل، وهذا لن يتأتى إلا بالعمل وإعمال الفكر وهمة العقل في ظل التحديات غير المسبوقة التي يواجهها العالم الإسلامي. {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.
كما شاركت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بكلمة ألقاها نيابة عن المدير العام للمنظمة وكيلها السيد محمد علي جاء فيها:
كلمة الإيسيسكو
لقد حظيت الموضوعات التي يتناولها هذا المؤتمر باهتمام كبير ومتصل من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو - ويأتي في مقدمة ذلك التراث الفكري للمفكرين الإسلاميين العظام، بحسبانه الملمح الأبرز للذاكرة الثقافية الإسلامية، فإذا كانت الحضارة العالمية الأخرى تتميز بآثارها المادية والأثرية، فإن الملمح الأبرز للثقافة الإسلامية هو التراث الفكري المتمثل في ملايين الوثائق والمخطوطات المنتشرة في شتى أنحاء العالم، فضلاً عن التراث الشفهي، والمؤسسات والمراكز العلمية التي شهدت حركة إنتاج التراث الإسلامي، وتبنت تكوين أعلام الثقافة الإسلامية الذين أنتجوا ذلك التراث وسهروا على بثه والإفادة من علومه.
احتفاء بالشخصيات العلمية والثقافية
ومن المحاور الهامة التي تعتني بها الايسيسكو والتي تأتي في صميم أعمال هذا المؤتمر، الاحتفاء بأبرز الشخصيات العلمية والفكرية التي شهد لها التاريخ الثقافي العلمي أو الإسلامي بدور متميز في التحولات التاريخية الثقافية خلال عصور الحضارة الإسلامية، وشكلت أعمالها معالم اهتداء البشرية بعامة، ونقاط تحول في مسيرتها نحو حضارة القرون الحديثة.
ومما يتصل بذلك الوثائق والمخطوطات التي أولتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عناية فائقة من نواح متعددة، منها الجمع، والتعريف، والفهرسة، والتحقيق، والدراسة، وبيان قيمتها العلمية في محوري التراث الفكري، والتراث الثقافي والحضاري بين الأصالة والتجديد. ولقد احتفت الإيسيسكو في مناسبات عديدة بالمؤسسات العلمية الإسلامية، ممثلة في أبرز المنارات العلمية والفكرية التي شهدت حركة ثقافية نشطة في عصور التاريخ الإسلامي، وكان لها ولأعلامها دور مشهود في إغناء المكتبة الإسلامية بذخائر التراث في شتى العلوم والمعارف الدينية والإنسانية والتطبيقية، وقد عملت المنظمة على التعريف بها من خلال الندوات والمؤتمرات العلمية، وعبر موقعها على شبكة الاتصالات الدولية.
العمارة الإسلامية
ومن المحاور التي يعنى بها هذا المؤتمر، وتوليها الإيسيسكو عناية فائقة ومتصلة، خصائص العمارة الإسلامية وتاريخ عمارة المدائن والمراكز العلمية البارزة، فقد واصلت المنظمة الإسلامية جهودها في التعريف بفن العمارة الإسلامية، وتكوين الأطر المتخصصة في ميادينها، والعناية بالمدن التقليدية، وعلى الأخص معالمها الحضارية الإسلامية ذات الإشعاع العلمي والحضاري، والتركيز على ما أنتجت من فنون ومقتنيات وما تحتوي عليه من متاحف ومعالم أثرية.
وتبرز أهمية المدن العتيقة في أنها ثروة حضارية وتراثية غالية، وذلك بما تحتوي عليه من معالم أثرية مهمة تجعلها واحدة من مظاهر الإبداع الحضاري، وبما تمثله تلك المعالم من خصائص معمارية وجمالية، مميزة لطبيعة التراث الإسلامي، ومتنوعة في انتمائها إلى مناطق مختلفة من العالم الإسلامي، وإلى مراحل مختلفة من التاريخ الحضاري والاجتماعي والثقافي والاقتصادي للأمة، وهو ما يستوجب العمل على المحافظة عليها والعناية بها، وتوظيف قيمتها الفنية والتاريخية في خدمة السياحة والصناعات الثقافية، وفي المشاريع ذات الأبعاد الاستثمارية والتنموية. وتأكيد الوعي العام بأهمية تلك الأبعاد، وإدراك القيمة النادرة للآثار الإسلامية في تعزيز الهوية والتعريف بالإسهام المعماري الإسلامي في المسيرة الحضارية للإنسان، وبتأكيد ذلك من خلال الربط بين الآثار الباقية والحياة الثقافية والعلمية التي شهدتها المعالم الحضارية عبر التاريخ.
أوزبكستان رافد للثقافة الإسلامية
إن المكانة التي احتلتها أوزبكستان في التاريخ الثقافي والحضاري للعالم الإسلامي لمما يدعو إلى عقد هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات واللقاءات العلمية التي تسلِّط الضوء على العطاء الثقافي والحضاري الذي ظلت أوزبكستان ترفد به مسيرة الثقافة والحضارة الإسلامية والإنسانية، سواء تمثل ذلك في المآثر المعمارية والحضارية التي احتضنتها المدن التاريخية الإسلامية بدءاً من طشقند، ومروراً بسمرقند وبخارى وخوارزم (خيوة)، أو تمثل ذلك في الأئمة الأعلام الذين أثروا العلوم الإسلامية بجهودهم العقلية الجبارة، واستطاعوا بفضل من أوتوا من شمائل أخلاقية وعلمية، أن يكونوا في مصاف علماء الإنسانية قاطبة، من أمثال الإمام المحدث محمد بن إسماعيل البخاري صاحب الصحيح، والإمام أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري، صاحب الكشاف في التفسير، والفائق في الحديث، وأساس البلاغة في اللغة، وأبي ريحان محمد بن أحمد البيروني، الطبيب والفيزيائي والأديب، صاحب تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة، والاستيعاب في تسطيح الأرض، وكتاب العجائب الطبيعية والغرائب الصناعية، وكتاب الأحجار، وغير ذلك من المؤلفات والمصنفات.
توصيات للمؤتمر
وإن الأمل معقود بعون الله وتوفيقه، أن يصل هذا المؤتمر الدولي، الذي يشارك فيه نخبة من العلماء والخبراء، والمفكرين إلى نتائج وتوصيات عملية انطلاقاً من المحاور المبينة في ورقة العمل المتمثلة في:
- الإسلام في المحيط الوسيط والتراث العلمي للمفكرين الإسلاميين العظام.
- التطور في مجال العلوم الدنيوية والفنون والحرف في عصر النهضة الإسلامي وعصر التيموريين.
- تشكل المراكز العلمية البارزة في المحيط الوسيط (أكاديمية المأمون في خوارزم ومرصد أولوغبك في سمرقند ومدرسة مير - عرب في بخارى ومدرسة كوكلداش في طشقند وغيرها).
- خصائص تطور العمارة الإسلامية، تاريخ عمارة المدائن في أوزبكستان مثل سمرقند وبخارى وقرشي وخيوا وطشقند ومارغيلان وغيره.
- التقاليد الإسلامية والحداثة، البعث الروحي والتماثل القومي. أن يصل بإذن الله إلى الأهداف المرسومة له.
ولا بد مما قيل أن أغتنم هذه الكلمة، من أن أجدد الشكر لكم جميعاً، متمنياً لمؤتمركم النجاح، ولبرنامج الاحتفاء بطشقند عاصمة الثقافية الإسلامية لسنة 2007، والذي ينعقد هذا المؤتمر في إطاره، التوفيق والسداد، سائلاً الله تعالى أن يوفقكم في الوصول بهذا البرنامج إلى مستوى العطاء الحضاري والثقافي والعلمي الذي قدمته هذه المدينة العريقة مدينة طشقند، وشقيقاتها خوارزم وبخارى وسمرقند، للأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء، سائلاً إيّاه في ختام هذه الكلمة أن يعيننا ويسدد خطانا لما فيه الخير والعزة والقوة والتقدم والازدهار والوحدة لأمتنا العظيمة والخير والازدهار للإنسانية قاطبة.
ثم تواصلت الكلمات، وبينها كلمة للأستاذ ماجد التركي من المملكة العربية السعودية الذي تحدث عن خصائص طشقند الإسلامية ودورها في الحضارة الإسلامية الذي تضرب جذوره في عمق التاريخ، مشيراً إلى مكانة جمهورية أوزبكستان في الحضارة الإسلامية، واحتفاظها بهويتها الإسلامية خلال عقود من الاستعمار الشيوعي لها، مختتماً كلمته التي عبَّرت عن نظرة العالم الإسلامي إلى هذه الدولة نسبة إلى ما قدمته من علماء أجلاء في كل الميادين.
وقد تواصلت الكلمات من ممثلي الدول والهيئات والمنظمات والأفراد بطروحات ورؤى جمعها قاسم واحد مشترك هو احترام العلماء والمفكرين لهذه الدولة الإسلامية، وإشادتهم بما أهدته للعالم من تراث إسلامي خالد وما قدمته من علماء ومفكرين في مختلف ميادين المعرفة.
وفضلاً عن برنامج مؤتمر الافتتاح، والبرنامج العام للمشاركين الذي ضم مقابلة رئيس الجمهورية وزيارة مدينة سمرقند والاطلاع على المعالم الإسلامية في كل من مدينتي طشقند وسمرقند، فقد شهد المؤتمر في يومه الأول ستة محاور لإلقاء المحاضرات وأوراق العمل من قبل بعض المشاركين، وكانت على النحو التالي:
المحور الأول
(خصائص ظهور وتطور الحضارة الإسلامية في أوزبكستان)
(صالة (الأمير تيمور) بفندق إنتركونتننتال)
رئيسا الجلسة: السيد شاه عظيم منوروف، (أوزبكستان)
والبروفيسور ايلزي سيرتاؤتاس (الولايات المتحدة الأمريكية) 15:00 - 15:15 - السيد إدوارد ريتويلادزي، معهد البحوث للفنون بأكاديمية الفنون لجمهورية أوزبكستان.
طريق الحرير العظيم في القرون الوسطى 15:15 - 15:30 - الدكتورة كوثر أبو الفتوح، مصر. المراكز العلمية في أوزبكستان ودورها في تطوير الحضارة الإسلامية. 15:30 - 15:45 - السيد رستم سليمانوف، معهد البحوث للتاريخ بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. نسف والحضارة الإسلامية.
15:45-16:00 - السيدة ماركاريتا فيلانوفيتش، معهد البحوث للآثار بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان.
شاش - طشقند والنهضة الإسلامية
16:00-16:15 - السيد فضل الرحمن، بنغلاديش، مساهمة أوزبكستان في تطوير الحضارة الإسلامية.
16:15-16:30- السيد عاشوربيك مؤمنوف، كازاخستان. مجادلة علماء بخارى حول ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفارسية. 16:30-17:00 - مناقشات 17:30-17:45- السيدة ايلزي سيرتاؤتاس، الولايات المتحدة الأمريكية. إحياء القيم والعادات الأوزبكية: نظرة من الخارج. 17:45-18:00 - السيد شهرت سراج الدينوف، جامعة لغات العالم بجمهورية أوزبكستان. تطور التصوف الإسلامي في ما وراء النهر. 18:00-18:15- أ. د. نجم الدين كاملوف، أكاديمية بناء الدولة والمجتمع لدى رئيس جمهورية أوزبكستان. مساهمة علماء ما وراء النهر في دراسة نظرية الإنسان المثالي على مثال تراث الشيخ عزيز الدين النسفي.
18:15-18:30- السيد خي شوين، الصين. أوزبكستان والإسلام في الصين.
18:30-18:45- السيد كينيت خانيركامب، الولايات المتحدة الأمريكية. المدارس الصوفية في ما وراء النهر.
18:45-19:00- د. ديلارام عليموفا، معهد البحوث للتاريخ بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان.
الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لنشر الإسلام في آسيا الوسطى. 19:00-19:30 - مناقشات.
المحور الثاني
(تطور العلوم الإسلامية والدنياوية في عصر النهضة الإسلامية)
(صالة (خيوي) بفندق انتركونتننتال)
رئيسا الجلسة: أ. د. أكمل سعيدوف (أوزبكستان) وأ. د. أحمد طيب (مصر).
15:00 - 15:15- السيد سونميس قوتلو، تركيا. نظرية المعرفة لدى الإمام الماتريدي 15:15-15:30- د. عبدالحكيم جوزجاني، جامعة طشقند الإسلامية. مساهمة علماء أوزبكستان في تطور العلوم الفقهية.
15:30-15:45- السيد عبدالعزيز منصور، إدارة المسلمين لجمهورية أوزبكستان. المصادر الإسلامية الهامة من مكتبة (موي مبارك).
15:45-16:00- د. شهرت ياوقاتشوف، جامعة طشقند الإسلامية.
تطور العلوم الإسلامية في آسيا الوسطى (القرون 8-12م.)
16:00-16:15- د. زعيم خنشلوي، مدير الأبحاث بالمركز الوطني للبحوث لدى وزارة ثقافة الجزائر.
نشأة التعاليم الصوفية في أوزبكستان وتطورها.
16:15-16:30- أ. د. أكمل سعيدوف، المركز القومي بشؤون حقوق الإنسان. مساهمة المتحدثين والفقهاء لما وراء النهر في التثقيف الحقوقي في العالم.
16:30-17:00 - مناقشات.
17:30-17:45- د. أشرف أحمدوف، معهد أبي ريحان البيروني للدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. الإنجازات البارزة لعلماء آسيا الوسطى في العلوم الطبيعية في القرون 9-15م
17:45-18:00 - السيد أمان الله بوريوف، معهد أبي ريحان البيروني للدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. بحوث ميرزا أولوغبيك في تطوير العلوم والتعليم ومكانتها في الحضارة الإسلامية.
18:00-18:15- أ. د. ثريا كريموفا، معهد أبي ريحان البيروني للدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. نشاطات علماء آسيا الوسطى في المراكز العلمية الشرقية في القرون الوسطى.
18:15-18:30- السيدة محكاموفا، معهد البحوث للتاريخ بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. دور الإسلام في حياة المجتمع التركستاني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. 18:30-18:450- فضيلة الشيخ محمد صادق محمد يوسف، أوزبكستان. مكانة علماء ما وراء النهر في تطوير العلوم الدينية والدنياوية.
18:45-19:00- السيد آقنظر قوربان محمدوف، جامعة أوزبكستان القومية. فلسفة ابن سينا عبر سياق الثقافة المعنوية المعاصرة.
19:00-19-30 - مناقشات.
المحور الثالث
(دور علماء آسيا الوسطى في تطوير التعاليم الإسلامية) (الصالة البلورية في فندق انتركونتننتال) رئيسا الجلسة: أ. د. زاهد الله منوروف (أوزبكستان)
والدكتورة شيرين اكينير (بريطانيا)
15:00-15:15- د. عبيدالله أواتوف، جامعة طشقند الإسلامية. أوزبكستان موطن المحدثين الكبار.
15:15-15:30- د. شيرين اكينير، بريطانيا. إحياء التراث الإسلامي في أوزبكستان. 15:30-15:45- السيد جلال الدين ميرزايف، معهد البحوث للتاريخ بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. ترميذ - أولى المدن الإسلامية في ما وراء النهر. 15:45-16:00- السيد نعمة الله جباروف، مركز (الإمام البخاري) العلمي الجمهوري. رسائل خواجة أحرار الولي مصدر مهم لتاريخ ثقافة شعوب آسيا الوسطى.
16:00-16:15- السيد عبدالجبار شاكر، باكستان. التقاليد الإسلامية والعصر الحديث والإحياء المعنوي والوعي الوطني.
16:15-16:30- د. ميرويرت أبوسيدوفا، كازاخستان. وحدة الثقافة الإسلامية لدى شعوب آسيا الوسطى.
16:30-17:00 - مناقشات.
17:30-17:45- السيد امرالدين بيرديمورادوف، معهد البحوث للآثار بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان.
جاكرديزه - ضريح العلماء المسلمين العظام للقرون الوسطى (القرون 8-12م). 17:45-18:00- أ.د. زاهدجان اسلاموف، جامعة طشقند الإسلامية. مساهمة محمود الزمخشري في تطوير الثقافة الإسلامية.
18:00-18:15- أ.د. سويومة غنييفا، جامعة طشقند الحكومية للدراسات الشرقية. علي شير نوائي والإسلام.
18:15-18:30- السيد تيتسوجي تناكا، يابان. الإسلام السياسي والتطور الاقتصادي: دور أوزبكستان. 18:30-18:45- السيد قيام الدين نظروف، أكاديمية بناء الدولة والمجتمع لدى رئيس جمهورية أوزبكستان. تطور العلوم الفلسفية في أوزبكستان في أوائل القرون الوسطى. 18:45-19:00- السيد عبدالرشيد عبدالله ييف، جامعة طشقند الإسلامية. (شرح تأويلات القرآن) لعلاء الدين السمرقندي.
19:00-19:30 - مناقشات.
المحور الرابع
(تطور العمارة والفنون الإسلامية)
(صالة (سمرقند) بفندق انتركونتننتال) رئيسا الجلسة: أ. د. مولودة يوسفوفا (أوزبكستان)
وأ. د. صالح هاشم (الأردن) 15:00 - 15:15- السيد أكبر حكيموف، معهد البحوث للفنون بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. الفن الإسلامي في أوزبكستان كجزء من الثقافة العالمية.
15:15-15:30- السيد حوندكر عالمجير، بنغلاديش. أثر آسيا الوسطى على فن العمارة السلطانية في بينغاليا.
15:30-15:45- السيدة سعيدة الياسوفا والسيد جودت الياسوف، معهد البحوث للآثار بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. فن العبارات العربية المقتبسة بطشقند في القرنين 9- 10م. 15:45-16:00- السيد حو تشين خوا، الصين. آسيا الوسطى والحضارة الإسلامية في الصين. 16:00-16:15- السيدة زهرة رحيموفا، معهد البحوث للفنون بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. فن المنمنمات (الشاهروحية) بطشقند وأثره على فن المنمنمات في آسيا الوسطى في القرن 16م. 16:15- 16:30- د. ناظم حبيب الله ييف، متحف الدولة لتاريخ التيموريين. تزيين الكتاب الإسلامي المخطوط. 16:30-17:00 مناقشات. 17:30-17:45- أ. د. مولودة يوسفوفا، معهد البحوث للآثار بأكاديمية الفنون لجمهورية أوزبكسان.
المساكن الصوفية في أوزبكستان (التطور والتصنيف المعماري)
17:45-18:00- السيد عبدالمجيد مدرائموف، جامعة أوزبكستان القومية. حب الإنسان في مؤلفات كمال الدين بهزاد. 18:00- 18:15- السيد عاقلخان ابراهيموف، معهد البحوث للفنون بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. فن المقامات من وجهة النظر الإسلامية.
18:15-18:30- السيد نعمة الله محمدوف، جامعة طشقند الإسلامية. مساهمة علماء شاش في الثقافة الإسلامية (القرون 10- 12م).
18:30-18:45- السيد اوتكير سلطانوف، معهد أبي ريحان البيروني للدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. جوامع طشقند في العصر التاسع عشر. 18:45- 19:00- شهرت إيغمبيردييف، معهد البحوث لعلم الفلك بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. القوانين الهندسية وفن الزخرفة الفسيفسائية الإسلامي في أوزبكستان. 19:00-19:30 مناقشات.
المحور الخامس
(الآثار المخطوطة والمادية لأوزبكستان - تراث مشترك للحضارة الإسلامية) (صالة (بخارى) بفندق انتركونتننتال) رئيسا الجلسة: أ. د. ثريا كريموفا (أوزبكستان) وأ. د. يوسف زيدان (مصر). 15:00-15:15- السيد نورياغدي طاشيف، معهد أبي ريحان البيروني للدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. أهمية خزانة المخطوطات بمعهد أبي ريحان البيروني للدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان لدراسة مسائل الحضارة الإسلامية.
15:15-15:30- أ. د. يوسف زيدان، مصر. كنوز المخطوطات العربية في طشقند. 15:30-15:45- د. عادلجان قارييف، معهد أبي ريحان البيروني للدراسات الشرقية بأكديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. مكانة علماء فرغانة في تطوير الفقه.
15:45-16:00- السيد شاه خليل شاه يعقوبوف، معهد البحوث للفنون بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. إحياء فن المنمنمات في أوزبكستان المعاصرة.
16:00-16:15- السيد خالد بن حمد المالك، المملكة العربية السعودية. المدن والتاريخ: طشقند نموذجاً.
16:15-16:30- السيدة كمالة عاقيلوفا، أكاديمية الفنون لجمهورية أوزبكستان. الشعر الإسلامي والفكر الفني المعاصر في أوزبكستان.
16:30-17:00 - مناقشات.
17:30-17:45- د. دلارام يوسفونا، معهد أبي ريحان البيروني للدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. حول الشخصيات الدينية لآسيا الوسطى في القرنين 15-16م. 17:45-18:00- السيد غيبالله باباياروف، معهد أبي ريحان البيروني للدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. أثر تقاليد المسلمين الأوائل على نظام القطع النقدية في آسيا الوسطى. 18:00-18:15- السيد عبدالله عبدالستاروف، جامعة طشقند الحكومية للدراسات الشرقية. أهمية التراث الإسلامي المخطوط في أوزبكستان للعالم الإسلامي.
18:15-18:30- السيد كاملجان رحيموف، جامعة بخارى الحكومية. مدرسة فن الخط في بخارى. 18:30-18:45- السيد عبدالصفي رحمانوف، وزارة رياضة وثقافة جمهورية أوزبكستان. التراث المعماري لأوزبكستان - ملك للإنسانية.
18:45-19:00- السيد سيد بهرام عظيموف، جامعة طشقند الحكومية للمعلمين. الجوهر الفلكي ل(تشيلاخانه) في مجمع الشيخ زين الدين (القرون 7-10م).
19:00-19:30 مناقشات.
المحور السادس
الحوار بين الحضارات والأديان - قاعدة راسخة للتسامح
(صالة (BOARD ROOM بفندق انتركنتيننتال)
رئيسا الجلسة: أ.د. ديلارام عليموفا (أوزبكستان)
ود. بيرم بلتشي (فرنسا)
15:00 - 15:15- السيد دليل أبوبكر الكبير، فرنسا. نبذة عن العلوم والحضارة في بلاد ما وراء النهر.
15:15 - 15:30 - السيدة رعنا عبيد اللاييفا، مركز (اجتماعي فكر) لدراسة الرأي العام. الحضارة الإسلامية في حياة سكان أوزبكستان المستقلة (بموجب الإحصاءات الإجتماعية).
15:30 - 15:45- السيدة حبيبة فتحي، فرنسا. طشقند نجمة دائمة للحضارة الإسلامية.
15:45 - 16:00- أ.د. احدجان حسنوف، جامعة طشقند الإسلامية. أوزبكستان - ديار التسامح الديني.
16:00- 16:15- السيد عظيم اطاخو جاييف، معهد البحوث للتاريخ بأكاديمية العلوم لجمهورية أوبكستان. الاثر المتبادل للحضارتين السغدية والعربية. 16:15 - 16:30- السيد حي سو لي، كوريا. دور أوزبكستان كجسر ثقافي بين آسيا الوسطى وشبه جزيرة كوريا. 16:30 - 17:00- مناقشات. 17:30 - 17:45- د. مجدي محمد مرسي زعبل، مصر. عبقرية المكان والإنسان لدى علماء آسيا الوسطى وخصوصاً في أوزبكستان.
17:45 - 18:00- السيدة جلناره أعظموفا، معهد البحوث للتاريخ باكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. دلائل على عمليات التكامل والتسامح: مدن أوزبكستان نموذجا.
18:00 - 18:15- أ.د. عبد الرحمان العويصي، دولة الكويت، النموذج الإسلامي للتعايش السلمي والاندماج الثقافي والاحترام المتبادل.
18:15 - 18:30- السيد الهام نصرييف، أكاديمية بناء الدولة والمجتمع لدى رئيس جمهورية أوزبكستان. التسامح الديني ضمان مهم للتعايش السلمي بين الشعوب.
18:30 - 18:45- الشيدة كلجهره ذو النونوفا، معهد البحوث للتاريخ باكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. مزيج التصورات في العصر الجاهلي وبعد الفتوحات الإسلامية في الوعي الديني الأوزبكي
18:45 - 19:00- السيد روشن نظروف، معهد البحوث للتاريخ باكاديمية العلوم لجمهورية أوزبكستان. الجذور والتقاليد التاريخية للتسامح بين القوميات والأديان في أوزبكستان
19:00 - 19:30- مناقشات.