لا شك أن القرآن الكريم هو أعظم كتاب في التاريخ، والأكثر انتشاراً بين الناس، والأكثر بقاء في صدورهم، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كتاب قيم لا عوج فيه، كتاب لا ريب فيه هدى للمتقين، قرآن يهدي للتي هي أقوم، فيه البشارة والإنذار وفيه الوعد والوعيد وفيه الجنة والنار، هذا القرآن أحسن الحديث، فيه المحكم والمتشابه، وفيه الإيجاز والإطناب، وفيه الإعجاز للإنس والجان بأن يأتوا بمثله منذ نزل على محمد صلى الله عليه وسلم حتى يرث الله الأرض ومن عليها: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء.
القرآن الكريم كتاب متجدد، صالح لكل زمان ومكان، كتاب عالمي أنزل لعموم البشر والأجناس من الجِنة والناس: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (28) سورة سبأ. كتاب يجمع بين خيري الدنيا والآخرة، هو منهاج حياة لا يضل من تمسك به ولا يشقى، فيه شفاء للناس من الأسقام والأمراض والقلق والاكتتاب، كما أن فيه رحمة ومغفرة وهدى وثواباً، تكفل الله بحفظه إلى يوم القيامة: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر.
هذا الكتاب تنزيل من رب العالمين: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا}(1) سورة الكهف، أعظم أسمائه القرآن:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (9) سورة الإسراء، وهو الفرقان الذي يفرق بين الحق والباطل: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } (1) سورة الفرقان، وهو الذكر الذي فيه الذكرى والموعظة الحسنة: {لَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} (105) سورة الأنبياء.
هذا الكتاب كتاب التبيين والبيان والعلم والإيمان، فيه قصص الأولين والآخرين، وأخبار الصالحين والمجرمين، كتاب مقدس لا يمسه إلا المطهرون. هذا الكتاب هو آخر الكتب السماوية وهو المصدر الأول للشريعة الإسلامية الذي فيه تبيان لكل شيء، هذا الكتاب الذي أنزل بلسان عربي مبين حيث شرف اللغة العربية وحفظها من الذوبان والتحريف إلى يوم الدين: {وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} (12) سورة الأحقاف.
كتاب أذهل الشعراء، وأبهر الأدباء، وأخشع العلماء، يشع منه النور والإنس والحبور، هو السراج المنير والبدر المستدير والهادي البشير، لو أنزل على الجبال لخشعت وتصدعت، ولو وضع على الموازين لمالت ورجحت، ولو وضع في الصدور لتوسعت وانشرحت، لا يمل ترديده ولا يكل ترتيله ليس بقول شاعر ولا بقول كاهن ولا بقول شيطان رجيم. يجزي الله القارئين للقرآن بالحسنات وعظيم الدرجات، الذي لا يشق عليه له أجر والذي يشق عليه له أجران.
أما السنة المطهرة فهي أقوال وأفعال وتقريرات المصطفى محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، أفضل مخلوق من الثقلين، وخاتم الأنبياء والمرسلين، والمبعوث رحمة للعالمين، وصاحب الشفاعة يوم الدين، بعث برسالة الإسلام الخالدة حيث بلغ الرسالة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده. سنته عليه الصلاة والسلام المصدر الثاني من مصادر الشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم حيث قال الله سبحانه وتعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (44) سورة النحل. وفي آية أخرى قال: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} (80) سورة النساء.
أعطي جوامع الكلم، ومنح حسن الخلق، ونال شرف الدنيا والآخرة، لم يكن فظاً ولا غليظ القلب، ولم يكن سباباً ولا لعاناً، كان خلقه القرآن الكريم، وبالمؤمنين رؤوف رحيم، حيث قال رب العزة والجلال: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}(159) سورة آل عمران، وفي آية أخرى قال: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (128) سورة التوبة.
إن المتتبع للقرآن والسنة يلاحظ ورود الرقم سبعة في القرآن الكريم والسنة المطهرة مرات عديدة، حيث فاق هذا الرقم أي رقم آخر ورد في القرآن أو السنة، وقد شمل الرقم سبعة الإشارة إلى بعض صفات الله أو بعض مخلوقاته أو بعض الشعائر الدينية، كما ورد في بيان أنواع من الذنوب أو عدد الأيام أو عدد أبواب النار وغيرها. لذا سوف أورد بعضاً من الآيات الواردة في القرآن الكريم المشتملة على الرقم سبعة وبعضاً من الأحاديث الشريفة المشتملة على الرقم سبعة أيضا على النحو التالي:
أولاً: الدلالات الواردة في القرآن الكريم:
1 - إن عدد الآيات التي وردت عن استواء الله جل جلاله على العرش سبع آيات في سبع سور وهي سور (الأعراف الآية (54) ويونس الآية (3) والرعد الآية (2) وطه الآية (5) والفرقان الآية (59) والسجدة الآية (4) والحديد الآية (4).
علماً بأن الاستواء: هو العلو والاستقرار والله أعلم بكيفية ذلك. والعرش: هو سرير الملك، وعن مالك أن رجلاً سأله كيف استوى على العرش فقال: الكيف غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة).
2 - إن كلمات الله لا تنفد ولو استخدمت جميع أشجار الدنيا أقلاماً والبحر يمده من بعد نفاده سبعة أبحر حيث قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (27) سورة لقمان. حيث وردت (سبعة أبحر) في هذه الآية.
3- إن عدد السماوات سبع وعدد الأرضين سبع حيث قال عز وجل: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}(12) سورة الطلاق. وفي هذه الآية وردت (سبع سماوات).
والجدير بالذكر أن هذه الآية الوحيدة في القرآن الكريم التي تشير إلى ان عدد الأرضين سبع - فيما أعلم - أما السماوات فقد وردت آيات عديدة في القرآن الكريم تشير إلى أن عددها سبع.
4 - إن عدد سور الحواميم في القرآن الكريم سبع وهي: (غافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف) وقد ورد في الحواميم أنها ديباج القرآن ولبابه.
5 - إن من أسماء سورة الفاتحة السبع المثاني حيث قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} (87) سورة الحجر. وفي هذه الآية وردت (سبعا من المثاني).
6 - إن الإنفاق في سبيل الله يتضاعف إلى سبعمائة ضعف كالحبة التي تنبت سبع سنابل حيث قال الله عز من قائل: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (261) سورة البقرة. وفي هذه الآية وردت (سبع سنابل).
7 - إن على المتمتع بالعمرة إلى الحج هدياً فإن لم يجد صام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله ويلحق به القارن بالقياس حيث قال رب العزة والجلال:{فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} (196) سورة البقرة وفي هذه الآية وردت (وسبعة إذا رجعتم).
8 - إن رؤيا ملك مصر وهو الريان بن الوليد الذي كان العزيز وزيراً له قد شملت سبع بقرات سمان وسبع عجاف وسبع سنبلات خضر ويابسات حيث قال سبحانه وتعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}(43) سورة يوسف، وقد ورد في هذه الآية (سبع بقرات وسبع عجاف وسبع سنبلات).
9 - إن تفسير سيدنا يوسف عليه السلام رؤيا الملك بسبع سنين خصبة وسبع سنين مجدبة وعام يغاث فيه الناس حيث قال الله عز من قائل: {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} سورة يوسف الآيات (47، 48، 49). وفي الآيتين الأولى والثانية وردت (سبع سنين وسبع شداد).
10 - إن بعض الأقوال أشارت إلى أن عدد أصحاب الكهف سبعة حيث قال الله سبحانه وتعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} (22) سورة الكهف وقد ورد في هذه الآية (ويقولون سبعة).
وتجدر الإشارة إلى أن واو العطف لم ترد مع الأرقام السابقة عند ذكر الكلب إلا مع الرقم سبعة. حيث وردت (وثامنهم كلبهم).
11 - إن الله أهلك قوم عاد بريح سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حيث قال الله سبحانه وتعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ، سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}. سورة الحاقة الآيتين (6 - 7) وفي الآية الثانية وردت (سبع ليال).
12 - إن عدد أبواب جهنم سبعة لقوله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ، لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ}سورة الحجر الآيتين (43 - 44) وفي الآية الثانية وردت (سبعة أبواب).
ثانياً: الدلالات الواردة في السنة المطهرة:
1- إن السنن الشرعية لأمر الصبيان للصلاة هي سبع سنوات وضربهم عليها لعشر لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده يرفعه: (مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين وأضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع) رواه أحمد وغيره. حيث ورد في هذا الحديث (سبع سنين).
2 - إن عدد أعضاء السجود سبعة لقول ابن عباس رضي الله عنه: (أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يسجد على سبعة أعظم ولا يكف شعراً ولا ثوباً: الجبهة واليدين والركبتين والرجلين) متفق عليه. حيث ورد في هذا الحديث (سبعة أعظم).
3 - إن من السنة أن تذبح عقيقة عن المولود في يومه السابع والأفضل أن يذبح عن الولد شاتان وعن البنت شاة. فقد روى أصحاب السنن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل مولود رهينة بعقيقته تذبح يوم سابعه ويحلق ويسمى) حيث ورد في هذا الحديث (يوم سابعه).
4 - إن الأضحية من البدنة والبقرة تجزئ عن سبعة لقول جابر: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نشترك في الإبل والبقر كل سبعة في واحد منها) رواه مسلم، حيث ورد في هذا الحديث (كل سبعة).
5 - إن سور الحواميم السبع في القرآن تقف كل واحدة منها عند باب من أبواب النار تشفع لمن يقرأها لحديث خليل بن مرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (الحواميم سبع: وأبواب النار سبع تجيء كل حم منها تقف على باب من هذه الأبواب تقول: اللهم لا تدخل من هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرؤني) أخرجه البيهقي. حيث ورد في هذا الحديث (الحواميم سبع وأبواب النار سبعة).
6 - إن عدد القراءات المتواترة للقرآن الكريم سبع قراءات لحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه) رواه البخاري ومسلم. حيث ورد في هذا الحديث (سبعة أحرف).
7 - إن عدد الأيام عند الله سبعة لحديث أبي هريرة في الصحيح قال: (أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيدي فقال: خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الإثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة بعد العصر).
وتجدر الإشارة إلى أن الساعة سوف تقوم بإذن الله يوم الجمعة وهو اليوم السابع. وقد ورد ذكر يومين منها في القرآن الكريم - فيما أعلم - وهما: الجمعة والسبت.
8 - إن عدد أشواط الطواف حول الكعبة المشرفة والسعي بين الصفا والمروة للحاج والمعتمر سبعة أشواط. لحديث ابن عمر رضي الله عنهما (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعاً وصلى خلف المقام ركعتين وبين الصفا والمروة سبعاً وقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) رواه مسلم. حيث ورد في هذا الحديث (فطاف بالبيت سبعاً وبين الصفا والمروة سبعاً).
9 - إن عدد حصى رمي الجمرات سبع حصوات لكل رمية لحديث ابن عمر رضي الله عنهما: (أنه كان يرمي الجمرة الدنيا التي تلي مسجد منى بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة ثم يتقدم حتى يسهل فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلاً ويدعو ويرفع يديه ثم يرمي الجمرة الوسطى وفي رواية ثانية فيرميها بسبع حصيات يكبر كلما رمى بحصاة ثم يأخذ ذات الشمال فيستهل ويقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ويقوم طويلا ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي فيرميها بسبع حصيات يكبر عند كل حصاة ولا يقف عندها ثم ينصرف فيقول هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله) رواه البخاري. حيث ورد في هذا الحديث (سبع حصيات ثلاث مرات).
10 - إن هناك سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ بعبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه) رواه مسلم. حيث ورد في هذا الحديث (سبعة يظلهم الله).
11 - إن عدد الذنوب الموبقات (مهلكات) سبعة لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن يا رسول الله قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) متفق عليه. حيث ورد في هذا الحديث (السبع الموبقات).
12 - إن عدد الأماكن المنهي عن الصلاة فيها سبع لحديث بن عمر رضي الله عنهما: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى في سبعة مواطن في المزبلة والمجزرة والمقبرة وقارعة الطريق وفي الحمام وفي معاطن الإبل وفوق ظهر بيت الله). رواه الترمذي. حيث ورد في هذا الحديث (سبعة مواطن).
13 - إن عدد التكبيرات في الركعة الأولى في صلاة العيدين سبع لحديث عبد الله بن نافع عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده (أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في العيدين في الأولى سبعاً قبل القراءة وفي الآخرة خمساً قبل القراءة) رواه الترمذي. حيث ورد في هذا الحديث (كبر سبعاً).
14 - إن الوتر يكون بخمس أو بسبع لحديث أم سلمة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بخمس وبسبع لا يفصل بينهما بسلام ولا بكلام) رواه النسائي. حيث ورد في هذا الحديث (يوتر بسبع).
15 - إن في السعوط بالعود الهندي سبعة أشفية لحديث أم قيس بنت محصن قالت: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية يستعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب) رواه البخاري. حيث ورد في هذا الحديث (سبعة أشفية).
16 - إن الذي يأكل سبع تمرات عجوة في الصباح لا يضره سم أو سحر في ذلك اليوم لحديث سعد رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر) رواه البخاري. حيث ورد في هذا الحديث (سبع تمرات).
17 - إن من السنة إذا تزوج الرجل البكر على الثيب أقام عندها سبعاً ثم قسم وإذا تزوج الثيب على البكر أقام عندها ثلاثاً ثم قسم لحديث أم سلمة قالت: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوج أم سلمة أقام عندها ثلاثاً ثم قال ليس بك على أهلك هوان إن شئت سبعت لك وإن سبعت لك سبعت لنسائي) رواه أبو داود، حيث ورد في هذا الحديث (سبعت لك).
18 - إن من اغتصب شيئاً من أراضي الغير أو طرقات المسلمين فإنه يطوق يوم القيامة لحديث سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ظلم من الأرض شيئاً طوقه من سبع أرضين) رواه البخاري. حيث ورد في هذا الحديث (سبع أرضين).
19 - إن عرض الطريق في حالة الخلاف بين الناس يجعل سبعة أذرع لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (قضى النبي صلى الله عليه وسلم إذا تشاجروا في الطريق بسبعة أذرع) رواه البخاري. حيث ورد في هذا الحديث (سبعة أذرع).
2 - إن للمحرم أن يقتل سبعاً من الهوام ما عدا الغراب فيرميه ولا يقتله لحديث أبي سعيد الخدري قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عما يقتل المحرم قال: (الحية والعقرب والفويسقة ويرمي الغراب ولا يقتله والكلب العقور والحدأة والسبع العادي) رواه أبو داود، حيث ورد في هذا الحديث (يقتل سبعاً).
21 - إن المسح على موضع الوجه سبع مرات مع الدعاء يذهب الله ذلك الوجع لحديث عثمان بن أبي العاص (أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عثمان وبي وجع قد كاد يهلكني قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم امسحه بيمينك سبع مرات وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد قال فقلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم) رواه مالك. حيث ورد في هذا الحديث (امسحه سبع مرات).
22 - إن طهارة الإناء إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل سبع مرات أولاهن بالتراب لحديث أبي هريرة قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب) رواه مسلم. حيث ورد في هذا الحديث (يغسله سبع مرات).
23 - إن آكد تحري ليلة القدر يكون في السبع الأواخر من شهر رمضان لحديث ابن عمر رضي الله عنه (أن أناساً أروا ليلة القدر في السبع الأواخر وأن أناساً أروا أنها في العشر الأواخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم التمسوها في السبع الأواخر) رواه البخاري. حيث ورد في هذا الحديث (السبع الأواخر).
24 - إن المدينة المنورة لا يدخلها رعب الدجال لحديث إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال ولها يؤمئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان) رواه البخاري. حيث ورد في هذا الحديث (سبعة أبواب).
25 - إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء لحديث جابر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد) رواه أحمد. حيث ورد في هذا الحديث (سبعة أمعاء).
إن من أسماء الله سبحانه وتعالى (الحكيم) حيث قال العزيز الحكيم:{يَا مُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (9) سورة النمل. وفي آية أخرى قال العليم الحكيم: {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (32) سورة البقرة. فكل شيء صدر من الله سبحانه وتعالى قد اقتضت حكمته البالغة الكاملة ذلك الأمر.
وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده إلى التدبر والتفكر في آياته ومخلوقاته ليستنبطوا ما ينفعهم في دينهم ودنياهم. حيث قال العليم الحكيم: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (24) سورة محمد. وفي آية أخرى قال: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (3) سورة الرعد. وفي حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق بها) رواه ابن ماجه.
ولا شك أن حكمة الله في الأشياء تكون أحياناً ظاهرة وبينة للعيان وأحياناً أخرى تحتاج إلى التفكير. كما أن حكمته أحياناً أخرى لا يمكن معرفتها إلا بعد مرور وقت طويل تتغير فيه أحوال المكان والزمان والإنسان. حيث قال الله عز وجل في محكم التنزيل: {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} (88) سورة ص. ولا شك أن ورود هذا الرقم مرات عديدة في القرآن والسنة يدعونا إلى التدبر والتفكر في آيات الله ومخلوقاته. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
المراجع:
1 - القرآن الكريم.
2 - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. الشيخ أبو عبد الله بن عبد الرحمن بن ناصر آل سعدي، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، 1422هـ.
3 - الروض المربع بشرح زاد المستقنع، الشيخ منصور بن يوسف البهوتي، عالم الكتب، بيروت 1405هـ.
4 - رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، الإمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي الدمشقي، دار الجيل، بيروت.
5 - شرح العقيدة الطحاوية، الإمام القاضي علي بن علي بن محمد أبي العز الدمشقي، مؤسسة الرسالة، 1419هـ.
6 - فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، محمد بن علي بن محمد الشوكاني، دار المعرفة، بيروت.
7 - فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، دار الكتب العلمية، بيروت.
8 - قصص الأنبياء، الإمام أبي الفداء إسماعيل بن كثير، المكتبة الثقافية، بيروت 1407هـ.
9 - كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، عبد الرحمن الجزيري، دار الكتب العلمية، بيروت.
10 - مختصر صحيح البخاري المسمى التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح، الإمام زيد الدين أحمد بن عبد اللطيف الزبيدي، دار النفائس، بيروت، 1412هـ.
11 - مختصر صحيح مسلم، الحافظ زكي الدين عبد العظيم المقدري، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض 1416هـ.
12 - المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم محمد فؤاد عبد الباقي، دار الحديث، القاهرة، 1422هـ.
13 - منار السبيل في شرح الدليل، الشيخ إبراهيم بن محمد بن سالم بن ضويان، المكتب الإسلامي بيروت 1409هـ.