Al Jazirah NewsPaper Wednesday  05/09/2007 G Issue 12760
رأي الجزيرة
الاربعاء 23 شعبان 1428   العدد  12760
حديث الانسحابات من العراق

في العراق لم تعد المذابح تشكل عنصراً للمفأجاة حتى في تجلياتها المأساوية الفاجعة، فهي كثيرة ومتواترة بصورة تكاد تكون يومية، ومع ذلك اعتبر الكثيرون وصول الرئيس الأمريكي إلى منطقة ديالي بعد أكثر بقليل من أسبوع على كيله الاتهامات لرئيس الوزراء العراقي نوعاً من المفاجآت..

كما يمكن إدراج الانسحاب البريطاني من القصور الحكومية في البصرة في باب المفاجآت؛ حيث نظر إليه الكثيرون داخل بريطانيا على أنه مقدمة للانسحاب الكلي من العراق، وقالوا إنه بداية للتخلص من التبعية للولايات المتحدة واستجابة لرأي عام متعاظم بضرورة الخروج من المستنقع العراقي.

وفي باب الانسحابات فإن الزيارة الأمريكية المفاجئة جاءت قبل أيام من التقرير الذي من المفترض أن يقدمه القائد والسفير الأمريكيان في العراق حول الوضع هناك، لكن بوش استبق التقرير، بالقول إن قادته في الميدان أبلغوه أنه يمكن الحفاظ على الأمن في العراق حتى بقوات أقل، ومن الواضح أن في هذا الكلام نوعاً من التلميح إلى إمكانية الانسحاب ولو جزئياً، ففي الولايات المتحدة كما في بريطانيا هناك ربما ضغوط أقوى على سحب (الأبناء) من تلك البقاع المأهولة بالمخاطر والمسكنونة بالموت اليومي، ومن الواضح أيضاً أن بوش يحاول أن يقول إن أية خطوة للانسحاب لن تتم بالضغوط من داخل الكونجرس وإنما اعتماداً على الأوضاع على الأرض ووفقاً لتقويم القادة العسكريين.

وفي المحصلة يبدو أن حديث الانسحابات من العراق هو أحد عناوين المرحلة المقبلة، سواء كان ذلك بصورة مفاجئة أم وفق ترتيبات بعيدة المدى الأمر الذي يعني مسؤولية مضاعفة بانتظار العراقيين في ظل الوضع الأمني المضطرب الذي يتصدر الأولويات..

غير أن استتباب الأمن يفترض توسيع فرص المشاركة في إدارة البلاد من قبل مختلف أنواع الطيف السياسي مع احتمالات تقلص الظل الأجنبي حتى يعود العراق عراقاً بمعنى الكلمة.. ويتطلب ذلك أن تجد القرارات الأخيرة لرئيس الوزراء نوري المالكي بشأن الإفراج عن المعتقلين وإشراك القوى البعثية طريقها إلى التطبيق وأن تكون فاتحة لاستيعاب جميع القوى وأن يكون الرهان على إنقاذ العراق بأيدي العراقيين..

ويعني ذلك أيضاً بصورة مباشرة التخلص من التبعية للخارج ومن القوى الأجنبية بالداخل، وكلما أيقن الآخرون أن العراقيين يتماسكون ويتقاربون زادت قناعتهم بأن من الخير لهم أن يخرجوا ويتركوا البلد لأهلها.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد