يمثل مشروع مدينة التمور في منطقة القصيم إضافة أخرى بدأت توجه الأنظار نحو مدينة بريدة كعاصمة متخصصة في نشاطات لا تنافسها فيها مدن أخرى، فبعد أن احتضنت المدينة مشروع مدينة الأنعام أخذت المدينة ممثلة في أمانة منطقة القصيم تبني فكرة إنشاء سوق للتمور يكون أيضاً أكبر سوق يتم فيه عرض منتجات التمور بأصنافها المختلفة، إن هذه المشاريع التخصصية ستعطي منطقة القصيم بصفة عامة ومدينة بريدة بصفة خاصة بعداً وتميزاً في صناعات متخصصة وستجلب الأنظار لها كالعاصمة الأولى لسوق التمور وتجارة الإبل.
تقع مدينة التمور في بريدة في الجزء الجنوبي الغربي من تقاطع طريقي الملك عبدالعزيز والملك خالد على مساحة تقدر بحدود 154 ألف متر مربع، وقد وضع المخطط العام لهذه المدينة بحيث يشمل المتطلبات الحالية للبيع والشراء (الطريقة التقليدية) والتطورات المستقبلية والتي قد تستخدم فيها تقنيات متطورة لتسويق التمور وبيعها. ويتكون المشروع من عصب مركزي في شكل مبانٍ تتوسط الموقع تحتوي على المدخل الرئيس وصالات عرض التمور وبورصة سوق التمور والمسجد الرئيس للمشروع. ويتصل بهذا العصب من الجهة الشرقية مباسط التمور والتي تنتهي بساحة تسوقية وساحة مكتبية تخدم مرتادي السوق. ومن الجهة الغربية يتصل هذا العصب بمكاتب الدلالين والسماسرة والتي تمتد بطريقة توازي مباسط التمور وتوجد نوعاً من الفراغات المحتواة لتكون هي المواقف الرئيسة في المشروع.
ويتكون المشروع أيضاً من ساحتي مواقف للحراج على التمور، الأولى هي الساحة الشمالية (حراج رقم 1) والتي يتم البيع فيها بالطريقة التقليدية والثانية هي الساحة الجنوبية (حراج رقم 2) والتي يمكن مستقبلاً فيها بيع التمور بالحراج على السيارات من خلال بوابات إلكترونية تصف تماماً حمولة السيارة ونوع التمور التي تحملها وغير ذلك من المعلومات الضرورية للمشتري.
وتقع المخازن والمبردات في الجزء الجنوبي من المشروع بعيداً عن الحركة الرئىسة للمركبات والسيارات المتوقع أن تزور الموقع. أما مواقف الجمهور فقد صممت بطريقة واضحة وسهلة وهي الجزء الشرقي من المشروع يراها الزائر مباشرة ويستطيع أن يصل إليها دون الدخول أو الخروج من مواقف الحراج. إن الفصل التام بين مواقف الجمهور ومواقف حراج التمور كان من العناصر الرئيسة في تصميم المشروع حيث أبدى مسؤولو أمانة منطقة القصيم أهمية خاصة لهذا الموضوع.
وعلى الرغم من المساحة الكبيرة نسبياً للمشروع ووقوع بعض أجزائه بعيداً عن الطرق الرئيسة المحيطة بالموقع إلا أن توزيع النشاطات في الموقع سيجعل الإقبال والحركة على جميع النشاطات بإذن الله كبيراً. فالمسجد على سبيل المثال تم وضعه في الجزء الغربي من الموقع بعيداً عن الشوارع الرئيسة لتخفيف إرباك الحركة عليها من جهة وإحياء ذلك الجزء من المشروع وكذلك هي الحال لمكاتب السماسرة.
وإذا تم تشغيل المشروع بناءً على الأفكار الرئىسة فيه فمن المتوقع أن تتوفر العديد من فرص العمل للشباب سواءً في المباسط أو الساحات أو مكاتب الدلالين، وختاماً فإننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق القائمين على هذا المشروع - أمين منطقة القصيم وفريقه الكرام - في تحقيق أهدافه كما نشكرهم الشكر الوافي على كل ما لمسناه من تعاون وتقدير أثناء تصميم هذا المشروع.
د. خالد بن سكيت - رئىس الفريق التخطيطي للمشروع