Al Jazirah NewsPaper Thursday  12/09/2007 G Issue 12767
رأي الجزيرة
الاربعاء 30 شعبان 1428   العدد  12767
حديث الانسحابات في تقارير أمريكا

تتردد بين سطور التقارير والتصريحات الأمريكية الأخيرة إشارات هنا وهناك للانسحاب، والانسحاب لا يعني الأمريكيين فقط، فهناك البريطانيون الذين رحلوا من البصرة قبل أكثر بقليلٍ من أسبوع لكنهم بقوا خارجها ولم يغادروا العراق بصورة كاملة..

وعلى الرغم من أن البريطانيين يمهدون بحركتهم هذه لانسحاب كامل من أرض العراق، إلا أن خطوتهم لا يبدو أنها تثير قلق الحليف الأمريكي، فهو ذاته تنتابه أفكار الانسحاب، وكما بريطانيا فإن واشنطن تتعرض للضغوط الداخلية لسحب (الأبناء من المستنقع العراقي)، وقد ردد الرئيس الأمريكي في زيارته الأخيرة للعراق القول إن قياداته العسكرية أبلغته ان خفض عدد الجنود لن يؤثر في مستوى الأمن في العراق..

يبقى إذن أن الانسحاب قد يكون هو العنوان البارز للفترة المقبلة ويؤيد ذلك بشدة التقرير الذي قدمه القائد الأمريكي في العراق الجنرال باتريوس وفيه إشارة واضحة إلى خفض القوات الأمريكية بدءاً من أواخر الشهر الجاري على أن يتواصل الخفض التدريجي اعتباراً من منتصف العام المقبل..

ولسنا هنا في وارد الحديث عن انتصار أو هزيمة على الرغم من المصاعب التي تجدها القوات الدولية هناك وربما ارتفاع معدلات قتلاها، لكن ما يهم هو الوضع العراقي في ظل ما يتردد عن خروج للقوات الأمريكية، وهو أمر ليس وشيك الحدوث لكنه سيحدث على كل حالٍ طال الأمد أم قصر..

إذ من المهم ألا يكون هناك رهان عراقي على بقاء القوات الأمريكية وألا تتم الحسابات والخطط وفقاً لهذا المفهوم، وإنما العمل على بناء الوحدة الوطنية العراقية والاعتماد على القدرات الذاتية لإنقاذ البلاد، إذ إن الوجود الأمريكي يرتبط أيضاً بحسابات داخلية، فالتقريران الأخيران لكلٍ من قائد وسفير الولايات المتحدة في العراق والمناقشات التي دارت في الكونجرس على ضوء التقريرين تعكس تلك الحالة الداخلية خصوصاً ما يتعلق منها بالانتخابات الرئاسية المقبلة حيث يسعى الديمقراطيون إلى تجيير أي إخفاق عسكري لصالحهم في معركة الوصول إلى البيت الأبيض..

وفي كل الأحوال، وإذا عدنا إلى مدى ارتباط الانسحاب بالهزيمة أو الانتصار، فهناك دائماً من يحاول تفسير كل خروج لقوات دولية من مكانٍ ما وفقاً لموقفه من ذلك الوجود الأجنبي، وبذات الطريقة فإن القوات الأمريكية عندما تخرج من العراق سيقول البعض إنها خرجت تحت ضربات المقاومة وإنها انهزمت بينما سيردد آخرون أن الأمريكيين أنجزوا المهمة وخرجوا، غير أن الأمر سيعتمد كثيراً على وضع العراق حال هذا الخروج، فإذا كانت المعارك على أشدها فهذا وضع يختلف عما إذا رحلت تلك القوات والعراق يحتفل بتنصيب حكومة جديدة بعد انتخابات برلمانية ورئاسية تحظى بمشاركة جميع ألوان الطيف السياسي..

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد