Al Jazirah NewsPaper Sunday  07/10/2007 G Issue 12792
عزيزتـي الجزيرة
الأحد 25 رمضان 1428   العدد  12792
تصحيح لمفهوم طبي
أفضل علاج لمرض الشقيقة هو الحجامة أولاً والوخز بالإبر الصينية ثانياً

لقد أبدع الدكتور رياض محمد الهجن في تشخيصه في الجزيرة لمرض الشقيقة وتعريفه له واعترافه بعدم معرفته وسبب حدوث هذا المرض من تواضعه الجم الذي يجب أن يتصف به كل ذي علم ومعرفة.. بالإضافة إلى أن عدم معرفته بسر هذا المرض هو ليس عيباً علمياً أو جهلاً أو نقصاً، وإنما لم يصل من خلال تجربته إلى نتيجة حدوث هذا المرض الذي أقض مضجع كثير من المرضى والأطباء. والحقيقة أنه مرّ معي وأنا أقرأ في بعض الكتب الطبية أن الصداع النصفي أو الكلّي سببه أبخرة مرتفعة أو أخلاط حارة أو باردة ترتفع إلى الدماغ، فإن لم تجد منفذاً أحدثت الصداع، فإن مال إلى أحد شقّي الرأس أحدث الشقيقة.. (التداوي بالحجامة في الإسلام لمحمد الرفاعي نقلاً عن فتح الباري ص 12 - 259)، وقد ورد بالخبر الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم (احتجم وهو محرم في رأسه لصداع كان به) وفي رواية (من وجع كان به) وفي لفظ: (من شقيقة كانت به) البخاري ج 10 - ج 5700 الطب.

ومن خلال قراءتي لأحاديث عدّة عن مواضع عدة في الرأس تبيّن لي أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما احتجم من الشقيقة احتجم في الأخدعين، وهما عرقان وراء الأذنين، وقد لاحظ الكثير من الأطباء والحجامين خلال تجاربهم الكثيرة أن موضع الأخدعين هي الأنسب لعمل الحجامة من الشقيقة، مع عدم الإغفال من فوائد المواضع الأخرى التي احتجم فيها النبي صلى الله عليه وسلم وهي الهامة (مكان السجود) واليافوخ (منتصف الرأس من فوق) وأريد في هذه العجالة أن أبيّن رأي العلم في الحجامة، يقول الدكتور علي محمد مطاوع وهو أول عميد لكلية الطب في الأزهر، وأستاذ الأشعة والأورام، والذي نشر بجريدة اللواء الإسلامي بتاريخ 3 شوال 1416 هـ قال عن الحجامة:(إن لها أساساً علمياً معروفاً، وهو أن الأحشاء الداخلية تشترك مع أجزاء معينة من جلد الإنسان في مكان دخول الأعصاب المغذية لها في النخاع الشوكي، وبمقتضى هذا الاشتراك فإن أي تنبيه للجلد في منطقة ما من الجسم يؤثر على الأحشاء الداخلية المقابلة لهذا الجزء من الجلد، وهي نفس النظرية التي على أساسها تستخدم الإبر الصينية في علاج الأمراض. ويقول: وبمعرفة خرائط توزيع الأعصاب على الجلد، وعلى الأحشاء الداخلية يمكن معرفة أجزاء الجلد التي تعمل فيها الحجامة للحصول على الأثر الطبي المنشود).

ويقول الأستاذ شهاب البدري في كتابه (الحجامة سنّة نبوية ومعجزة طبية): (أما التشريط -يعني تشريط موضع كأس الحجامة بالموس الطبي- فهو علاج عظيم النفع، وقد فاقت نتائجه نتائج العلاج بالإبر الصينية، فهو تنبيه للأعصاب ولأجهزة الجسم المختلفة، وتوجد عيادات في فرنسا تعالج الإنسان عن طريق النقاط الممثلة في الأذن فقط، وتوجد جمعية في لندن تعالج عن طريق تنبيه النقاط الممثلة في القدمين فقط، فلا عجب إن قمنا بتنبيه النقاط الرئيسية مثل الكاهل وفقرات الظهر وغيرها بشرطات الحجامة).

على ضوء ما تقدم نستنتج أن أنجع استشفاء للصداع الكلي والنصفي (الشقيقة) هو الحجامة، إذ أن التجربة أكبر برهان، بالإضافة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأمر، أو فعل فعلاً، أو قال قولاً، أو أقر شيئاً إلا وفيه فوزنا وفلاحنا ونجاحنا، فإذا رجعنا إلى تاريخ الإبر الصينية نجد أصول مسارات الطاقة التي تعتمد عليها هي بالأصل مسارات ومواضع كانت للحجامة، ولكن مع مرور السنين والدهور اندثرت الحجامة وبقي البعض متمسكاً بها وقام بتغيير اسمها واخترع شيئاً قريباً من موضوع الشرط والشفط عن طريق كاسات الهواء، والحجامة حقيقة قديمة قدم البشرية والذين سننوها وعملوا بها أول ما عملوا هم الأنبياء، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(خمس من سنن المرسلين الحياء والحلِمُ والحجامة والسواك والتعطر). رواه الطبراني وابن جرير وله شاهد من حديث ابن عباس.

وأريد أن أضيف في هذه العجالة على أن الحجامة ليست علاجاً فقط للصداع، بل اكتشف مع التجارب خلال السنوات التي مضت، على أن الحجامة تفيد بل نافعة بل شافية بإذن الله من معظم الأمراض المستعصية مثل الروماتيزم بأنواعه، وآلام المفاصل والظهر، وهناك حالات مستعصية جداً مثل مرض الناعور، فقد شفيت حالات كثيرة وذلك من ضمن الدراسة التي قام بها مجموعة من الأطباء في سوريا فحصلوا على استشفاءات كثيرة من بينها مرض الناعور المذكور، وأيضاً أمراض الضغط، والقلب، والنقرس وو...الخ.

وأخيراً أريد أن أنبّه إلى نقطة مهمة جداً وهي أننا يجب أن نعود إلى طبنا الإسلامي النبوي، وندمجه في حياتنا المعاصرة، ونبينه للذين يجهلون فوائده ومنافعه، وأهيب بذلك المختصين ذوي الخبرة في الطب الأصيل (وليس البديل) أن يسخروا طاقاتهم وقدراتهم في النهوض بهذا الطب المهجور الذي بدأ الناس يتفهمونه، ويتدبرونه، فقد ملّوا صراحة من التشخيص.. إنهم يريدون العلاج. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.

إدريس رمضان يوسف - عنيزة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد