Al Jazirah NewsPaper Thursday  18/10/2007 G Issue 12803
رأي الجزيرة
الخميس 07 شوال 1428   العدد  12803
على أبواب العراق

في خضم الأزمة التركية العراقية وبينما كانت الأنفاس تتلاحق خشية مواجهة غير محسوبة العواقب في الشمال العراقي المهدد بحشود تركية متعاظمة، بدا أن هناك من يعمل على نزع فتيل الأزمة أو على الأقل تبريدها..

جانب من التطمينات تكفلت بها تصريحات لرئيس الوزراء التركي أردوغان الذي قال إن مجرد موافقة البرلمان التركي على الحل العسكري لا يعني أن الجنود سيتدفقون من فورهم إلى أرض العراق..

ويعني ذلك أن المجال مفتوح لقدر من العمل السياسي عله يفلح في الخروج من الأزمة التي تقول تركيا إن سببها عمليات يشنها حزب العمال الكردستاني انطلاقاً من قواعد له في العراق، ورغم أن الجيش التركي سارع الى قصف قرى عراقية شمال اقليم كرستان بالمدفعية مدللا على جديته (هذه المرة) للقيام باجتياح واسع، فإن تصريحات أردوغان والمحادثات التي أجراها نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي في أنقرة أوضحت دون أدنى شك أن هناك إرادة جادة لدى الجانبين لاحتواء تداعيات الموقف العسكري، وتفادي الانزلاق إلى مواجهة ستزيد حتماً من تفاقم وضع متدهور أصلاً في العراق، فضلاً عن احتمال تورط تركيا في وضع من الصعب الخلاص منها، وعلى أرض ليس من اليسير تبين مواطئ القدم فيها، وذلك بسبب الطبيعة المتفردة للوضع في العراق الحافل بمختلف المتقاتلين والذي تتقاطع فيه ألوان الطيف السياسي والعسكري.

ومن الواضح أن لا أحد يود الدخول الى مستنقع الحرب العراقية، فالذين يكتوون أصلاً بنيران هذه الحرب يودون الخلاص منها، لكن بسبب ظروف ومعطيات عديدة فإن سبل الخلاص أمامهم تبدو مسدودة..

فالأمريكيون، على سبيل المثال، وعلى الرغم من المصاعب التي يلاقونها والمطالبات العديدة في بلادهم بالانسحاب فضلاً عن انتقاد جنرالات كانوا مسؤولين في العراق للحرب التي وصفها أحدهم بالكارثة الأمريكية الصنع، بالرغم من كل ذلك فإن واشنطن ترى أن الخروج من العراق يعني هزيمة لأعتى وأقوى جيوش العالم، بينما البقاء فيه يتطلب تحمل تبعات تلك الكارثة والقبول بالأعداد المتزايدة للقتلى في صفوف الجيش الأمريكي..

بالعودة إلى الوضع الحدودي المتوتر فإن الاستعداد التركي للتعامل سياسياً مع الأزمة يقابله استعداد عراقي مماثل، فنائب الرئيس العراقي حرص خلال وجوده في تركيا على نعت مقاتلي حزب العمال الكردستاني بالإرهابيين، ويعني ذلك مواجهتهم بالطريقة التي ينبغي بها التعامل مع الإرهاب..

وتبقى رؤية الكيفية التي تتطور بها الأزمة وكيف يتسنى للحكومة العراقية اطلاق يدها تجاه حزب العمال الكردستاني في وسط كردي له تطلعاته التي تتوافق في الكثير من الأحيان مع أولئك الذين ترى بغداد أنهم إرهابيون..

******

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد