Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/11/2007 G Issue 12823
رأي الجزيرة
الاربعاء 27 شوال 1428   العدد  12823
دعوة للإخاء الإنساني

بين قناعات المملكة الراسخة أنه يمكن تحويل العالم إلى مكان تسعد فيه الإنسانية بنعم الله الكثيرة في أجواء السلام والاستقرار، وهي واثقة من أنها تستطيع دفع هذا التصور قدماً إلى الأمام طالما توفرت بين ظهرانينا نفوس تتوق فعلاً إلى ترسيخ القيم الإنسانية النبيلة وتظهر استعداداً من أجل العمل لصالح البشرية جمعاء.

ولهذا فإن دبلوماسية المملكة ليست هي تلك فقط الاتصالات السياسية الرسمية، بل أيضاً تلك التي تنطوي دوماً على هذه اللمسة الإنسانية التي تلج إلى النفوس مباشرة. فالمملكة المتميزة بنهجها الإسلامي القويم الذي يحرص على تقديم الكلمة الطيبة على ما عداها تحدثت على لسان حادي ركبها خادم الحرمين الشريفين عن أهمية الحوار بين الحضارات من أجل إقامة السلم والعدل على ربوع هذه البسيطة، فهكذا تحدث الملك عبد الله أمام مضيفيه في إيطاليا عشية لقائه مع بابا الفاتيكان الشخصية الأولى في العالم المسيحي.

دواعي العمل والتركيز على هذه الدعوة تحتمها أحوال عالم اليوم، الذي استطاعت بعض الفئات فيه إحداث شرخ بين مكونات المجتمع الدولي من خلال محاولة فرض رؤاها وأفكارها بطريقة قسرية لا تأبه لسفك الدماء، يصدق ذلك على جماعات كما يصدق على دول تحاول تكريس وجودها وحضورها بقوة السلاح لا بمنطق الكلمة الطيبة التي ضاعت أصداؤها تحت لعلعة السلاح ودوي المدافع..

رسالة المملكة تنبع أساساً من هذا الالتزام القوي بدينها القويم الذي يحض على الإخاء الإنساني، وهي ترى أن التقدم نحو التضامن الإنساني قد يكون أيسر بين هؤلاء الذين يؤمنون برب واحد تتوجه أفئدة الجميع إليه.

من هنا فإن اللقاء بين خادم الحرمين الشريفين وبابا الفاتيكان يكتسب أهمية كبيرة وأبعاداً أعمق من أجل إطلاق حوار حضاري فاعل يعطي أملاً جديداً لعالم مضطرب.

انطلاقاً من ذلك فإن العمل المشترك مع من يؤمنون بضرورة تغليب الحوار قد يفضي إلى واقع جديد واعد يستمد أسسه من القيم الإنسانية التي تستقي مقوماتها من التعاليم الدينية السمحة، وهي التي تنبذ النعرات الإرهابية كما ترفض مظاهر الأنانية التي تحكم تصرف بعض القوى في عالم اليوم. فالعمل المشترك الفاعل بين الأخيار يمكن أن يزيد من مساحة الأمل ويقلص تأثيرات قوى الشر أينما كانت.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد