Al Jazirah NewsPaper Wednesday  07/11/2007 G Issue 12823
الريـاضيـة
الاربعاء 27 شوال 1428   العدد  12823
الزعيم حسمها في شوط وبالثلاثة:
الهلال يستعرض في مسرح النصر

كتب - عيسى الحكمي

على طريقته الخاصة حسم الهلال (الزعيم) ديربي العاصمة أمام منافسه النصر (الفارس) بفوز مستحق وجدير بثلاثة أهداف لهدف رافعاً رصيده إلى 12 نقطة نقلته للمركز الرابع وتجمد النصر على 11 نقطة وتوقفت انتصاراته المتتالية، الأهداف جاءت عن طريق الخثران (11) والزوري (15) والمفرج (40) وللنصر الحارثي (17).القمة كعادتها كانت مثيرة على ملعب الأمير فيصل بن فهد الذي ضاق بجماهير الناديين قبل أن تتغنى جماهير الأزرق في نهاية الرواية بفوز أخرجه ورتبه النجم البرنس طارق التايب الذي وقف خلف كل لقطة هلالية بما فيها الأهداف.

الديربي كتب قصة أن الهلال قاهر الصعاب وكاسر التوقعات وقدم المدرب الروماني صورة المتفوق على نظيره الهولندي فوكي الذي أخفق في التفاعل مع قمة النجوم والأضواء الصاخبة.

فاز الهلال لأنه استفاد من كل منعطف تهيأ له أمام مرمى الشريفي وخسر النصر الذي أبلى لاعبوه لأن مدربهم لم يتفاعل مع الأحداث كما يجب ولأن فرصه السهلة تساقطت على يد العملاق الدعيع مرة وعلى يد إفراط لاعبين في أخرى.

نجومية المباراة بدون منازع ذهبت لطارق التايب الذي كان الرجل الأول والأجنبي الحاضر بين أجانب الفريقين فلم يكن تفاريس كعادته واختفى برازيلي النصر إلتون.

ولا يمكن إغفال دور عمر الغامدي في المباراة فبمفرده سحب التفوق لوسط الهلال وساند الهجوم والدفاع، كما أن ضيوف الديربي من الشبان مشعل النصر والزوري والكلثم من الهلال كانوا فوق العادة في كل شيء كما أن الحكم المقهوي ومساعديه كانا من نجومها.

التشكيل والتحكيم

- بدأ النصر بمحمد شريفي (حارس) وأمامه البحري والصقور والمطيري وشراحيلي (دفاع)، والزهراني والقرني والعتيبي والمبارك وإلتون (وسط)، وفي الهجوم سعد الحارثي.

- وتكون الفريق الهلالي من الدعيع (حارس)، وتفاريس والمفرج والزوري ونامي (دفاع)، والغامدي والخثران والتايب والشلهوب والكلثم (وسط)، وفي الهجوم أحمد الصويلح وحيداً.

- وقاد المباراة الحكم عبدالرزاق المقهوي وساعده محمد الغامدي وعبدالعزيز الكثيري والحكم الرابع سعد الكثيري.

- أنذر الحكم مشعل المطيري (14) ونامي (43) والمفرج (65) والزهراني (68) والخثران (69).

اختار الفريقان بداية واعدة للدقائق العشر الأولى عندما انطلق الهلال طوال الدقيقة الافتتاحية بالكرة محاصراً المرمى الأصفر حتى أوقفت صافرة المقهوي تلك الغارة، وجاء الرد من النصر عاجلاً عن طريق إلتون الذي حاول مخادعة الدعيع بكرة ثابتة لكن الأخير كالعادة كان في الموعد.

البداية كشفت اهتمام الفريقين بخط الوسط الذي تواجد فيه عشرة لاعبين بالتناصف لكن الإتقان في الأدوار كان عنوانه أزرقاً بقيادة (البرنس) التايب والدولي السعودي الغامدي، في حين كان المبارك أنشط لاعبي وسط النصر الذي غاب عنه إلتون، ولم تكن منطقة الارتكاز التي يتواجد فيها الزهراني والقرني حاضرة والأخير كانت مشاركته مجازفة من المدرب فوكي بوي.

المناوشات الأولى رسمت أن دفاعات الفريقين من السهل اختراقها وبخاصة دفاعات النصر التي كانت مهتزة مع كل كرة يستلمها التايب أو الكلثم الذي كان حاضراً بقوة في الجهة اليمنى عكس عواد العتيبي الذي عابه الأداء الفردي في الجانب الأصفر.

عاصفة زرقاء بهدفين

غير الهلال عنوان المباراة وبدون مقدمات بعد انتهاء أول عشر دقائق، التغيير كان عنيفاً على منافسه وبالغاً على التوقعات التي كانت تنتظر هدفاً نصراوياً في الشوط الأول عطفاً على تكامل الأصفر، ففي الدقيقة الـ11 حصل الأزرق على مخالفة في الجهة اليمنى النصراوية نفذها (البرنس) التايب وارتدت الكرة من حائط النصر لتجد على حدود منطقة الجزاء المتمركز الخثران ليطلقها بيساره إلى الزاوية التسعين على يسار الشريفي هدفاً (عالمياً) وضع الزعيم في المقدمة على الفارس الأصفر وكتب عنوان الإثارة الأول لديربي الرياض المشتعل على ملعب الأمير فيصل.

دقائق التقاط الأنفاس لم يتح لها الهلاليون مجالاً لتمتص الصدمة الصفراء فكانت (القاضية) بعد 4 دقائق عن طريق الشاب عبدالله الزوري الذي راقب مسار ضربة زاوية نفذها بامتياز التايب تتخطى الشريفي وتجد الزوري (حاضراً) برأسه ليوجه الكرة إلى المرمى النصراوي الخالي مضيفاً الإصابة الهلالية الثانية في الدقيقة 15 ومعها لف الأعناق والأيادي تصفيقاً لتكتيك المدرب كوزمين.

الحارثي يقلص الفارق

كعادة الديربي (ينفجر) متعةً متى شاء، وهذا الذي حدث بعد هدفي الهلال فقد التقط النصر أنفاسه بسرعة ورتب هجمة في الدقيقة 17 أنهاها إلتون للحارثي الذي تسرب يساراً من دفاعات الهلال ثم أطلق يسارية ارتدت من العارضة داخل المرمى هدفاً أعاد الانتعاش والأمل للنصر وجماهيره التي صمتت بعد هدفي الهلال لتدخل المباراة بعد ذلك منعطفاً مهماً لكنه اعتمد على اجتهادات اللاعبين أكثر من التدخلات الفنية.

سيطرة صفراء وخطورة زرقاء

استحوذ النصر بعد عاصفة الأهداف الثلاثة على الكرة لكن خطورته انعدمت أمام حصون الغامدي في الارتكاز الهلالي وقلة مهاجميه للاستفادة من الكرات التي كانت تنتهي في وسط ملعب الهلال، في تلك الأثناء كان الفريق الأزرق يطوع المباراة حسب أسلوبه الخاص وخبرة عناصره، بل وكان الأخطر فقد أعاد الغامدي صورة القاذفات بتسديدة مرت بمحاذاة مرمى الشريفي (22) وأقام الشلهوب الملعب عندما أطلق ثابتة مرت هي الأخرى بجوار القائم النصراوي.

كانت الكرات الثابتة محوراً مهماً في خطورة الأزرق في كل مرة تحين المناسبة لها، ففي الدقيقة 37 واجه الشريفي صعوبة بالغة حتى أنقذ ضربة زاوية نفذها الشلهوب.

المفرج يضيف الثالث

وبنفس الصورة التي أشعل فيها الهلال الشوط عندما سجل هدفين حملا نفس (الهوية) عاد وأعلن إحكام قبضته على المباراة بهدف ثالث حمل توقيع المدافع المتألق فهد المفرج إثر (ثابتة) نفذها بالمقاس التايب وحادت قليلاً داخل الست ياردات حتى وجدها المفرج وفجرها في المرمى الأصفر مقصية هدفاً هلالياً ثالثاً أشعل الفرح في المدرج الجنوبي وأسكته في الشمالي وتحديداً عند الدقيقة (40).

دقائق مثيرة

كادت الدقائق الخمس الأخيرة من الفترة الأولى تكون مثيرة من طرف النصر عندما حصل على فرصتين ذهبية الأولى للحارثي تأخر فيها وأبعدها مدافعو الهلال، والثانية هدية من الدعيع تعامل معها برعونة المبارك لينهي الحكم (الموفق) المقهوي خلال هذا الشوط أحداثه بثلاثية هلالية أعدها التايب ونفذها الخثران والزوري والمفرج مقابل إصابة وحيدة لحارثي النصر.

غارات زرقاء لا تهدأ

بعد الاستراحة فاجأ الهلال منافسه المتأخر بهجوم كاسح مشكلاً الخطورة مرتين عن طريق التايب الذي تصدى لضربة حرة في الدقيقة 46 تعتلي العارضة قبل أن يطلق 3 تسديدات أمسك منها الشريفي بالأولى في الدقيقة 50 ومرى تسديدتان بجوار القائم عند الدقيقة 48 و57.

حضور النصر الهجومي في هذا الشوط تأخر حتى الدقيقة 53 التي شهدت غارة صفراء حادت أمام مرمى الدعيع الذي حولها في المرة الأولى لضربة ركنية قبل أن يتدخل ويبطل خطورة أخرى في نفس الدقيقة.

وشق البرازيلي إلتون طريقه أمام محمد نامي لكن الحارس الخبير عاد وقرأ الكرة مبطلاً مفعول هجوم أصفر يبحث عن هدف يحيي الآمال.

تغييران

بعد مرور أول عشر دقائق من الشوط الثاني تحرك المدربان فأدخل فوكي (النصر) المهاجم الشهراني على حساب العتيبي (56) ورد كوزمين بسعد الذياب (60) بدلاً من الشلهوب مواصلاً مفاجآته الفنية.

تقدم أصفر

النصر زاد من حضوره الهجومي بعد دخول الشهراني وركز كثيراً على الانطلاق عبر الظهير (نامي) لكن الهجمة الأهم أطلقها المدافع المطيري عندما سدد من 40 قدماً قذيفة لا ترد لامست عارضة الدعيع وتوجهت إلى خارج الملعب كأول لقطة ساخنة جداً في هذا المنعطف بعد 64 دقيقة.

ميدانياً سيطرة النصر ونزعته الهجومية لم تخفِ الهلال بل ظل حضوره الخطر واضحاً مع كل مرة يستلمها التايب لكن الملاحظ أن بطاقات الحكم الصفراء بدأت تظهر في آخر نصف ساعة لإيقاف العنف الكروي.

الدعيع يتألق

الدقيقة 71 كانت موعداً لتألق الحارس العملاق الدعيع وضياع هدف نصراوي من قدم البديل الشهراني الذي تصدى لثابتة طار لها الدعيع وأنقذها قبل أن يدفع الثمن اصطداماً عنيفاً بالقائم الأيمن.

ومرة ثانية يعلو كعب كوزمين حين أدخل الغنام بدلا من الكلثم - المرهق- للحفاظ على النتيجة ووقف تقدم النصر المتزايد، وشكل الحارثي خطورة نصراوية في الدقيقة 79 بضربة رأسية اعتلت العارضة الزرقاء ورد التايب بعدها بثلاث دقائق بتسديدة تحولت لضربة زاوية في الدقيقة 82.

وبعد مطالبات طويلة لبى مدرب الهلال نداءات جماهير فريقه بدخول ياسر القحطاني بديلاً عن الصويلح قبل 7 دقائق من النهاية، وجاء تغيير النصر الثاني دخول الواكد بدلا من القرني في إجراء من فوكي ليس له عنوان!! ثم أكده بدخول العتيبي مرزوق بدلا من المبارك لكن كل ذلك لم يغير شيئاً فقد مضت الدقائق حتى النهاية وبقي الهلال في المقدمة ونال ثمرة جهده فوزاً مهماً رفع المعنويات وأكد أن الهلال ساطع في سماء المنافسة وقدومه بات وشيكاً نحو الكراسي الأمامية.

من المباراة

- التايب نجم فوق العادة.. صنع ورسم كل شيء بريشة ساحر الكرة الأول أجنبياً في الملاعب السعودية الآن.

- تعامل الأزرق بواقعية مع المباراة جعله يكسب بعكس منافسه الذي وضح أنه لازال بحاجة للكثير.

- الطريقة التي جاءت بها أهداف الهلال أثبتت أن هناك درساً فنياً من كوزمين طبقه قبل المباراة.

- حضر الجمهور فتجلت الروعة.. وتعاون اللاعبون فنجح المقهوي وانتصر التحكيم السعودي للمرة الثانية في قمم الدوري.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد