Al Jazirah NewsPaper Tuesday  27/11/2007 G Issue 12843
رأي الجزيرة
الثلاثاء 17 ذو القعدة 1428   العدد  12843
كي لا يتحول أنابوليس إلى مناورة

بدا أن هناك سباقاً حقيقياً مع الزمن حتى قبل ساعات من التئام مؤتمر أنابوليس، وذلك بغرض إنجاز الوثيقة الرئيسة التي تنبني عليها التسوية المأمولة والتي يعمل عليها فلسطينيون وإسرائيليون منذ بعض الوقت دون إكمالها، وحاولت وزيرة الخارجية الأمريكية مع اقتراب موعد المؤتمر (انتزاع) هذه الوثيقة من المتفاوضين من أجل استكمال كافة عناصر اللقاء.

ولكن قبل هذه الوثيقة وربما بعدها فإن النجاح الذي يتطلع إليه الأمريكيون منظمو المؤتمر يعتمد بالدرجة الأولى على صدق النوايا والعمل الحقيقي من أجل سلام مشرف يعيد للفلسطينيين حقوقهم السليبة، وذلك يقتضي في المقام الأول إن ينفذ هذا المؤتمر إلى المشاكل الرئيسة في التسوية ومنها بشكل خاص وضع القدس المحتلة وعودة اللاجئين والمستوطنات.

وستذهب النوايا الطيبة أدراج الرياح إذا تم التغاضي عن هذه الأساسيات، وهو أمر حاولت إسرائيل تجاوزه، فإسرائيل لا تنوي في الواقع التجاوب مع أي من المطالب الرئيسة للفلسطينيين لكنها نزلت عند رغبة الأمريكيين، ربما مؤقتاً، وقالت كلاماً يُستفاد منه أنها مستعدة لمناقشة تلك الأساسيات على الرغم من أنها تتحدث عن القدس كعاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل، وعندما يتعلق الأمر بالمستوطنات فإنها تشير فقط إلى نية إزالة المستوطنات التي تقول إنها غير شرعية، على الرغم من أن كل المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي.

وأما بالنسبة للاجئين الذين تتجاوز أعدادهم الخمسة ملايين، فإن أقصى ما تذهب إليه إسرائيل بهذا الصدد انها قد تسمح فقط بعودة بضعة آلاف منهم ليس إلى فلسطين المحتلة عام 1948 كما ينص القرار الدولي رقم 194 ولكن إلى الضفة وغزة.

إلى ذلك وغيره تبدو صعوبة التسوية، وهذا ما يظهر عظم المسؤولية التي ينبغي أن تضطلع بها إدارة بوش التي تراهن على مصداقيتها من خلال تنظيمها المؤتمر، ولذلك فهي مطالبة بالوقوف إلى جانب التسوية الحقيقية العادلة والشاملة، وهي بإمكانها أن تفعل ذلك إذا أفلحت حقيقة في حمل إسرائيل على التجاوب مع مقتضيات وأسس التسوية.

وسنرى ما إذا كان يتعين التعويل على هذه المحاولة، ومن الواضح أن ما سيُقال في الجلسة الافتتاحية للقاء سيفصح عن مسار الأحداث في المستقبل القريب ونعني ذلك الأيام القليلة المقبلة التي تمثل فترة انعقاد هذا المؤتمر.

وفي كل الأحوال فالمؤتمر يشكل أيضاً فرصة لإعادة التأكيد على الثوابت العربية وإظهار التأييد للحق الفلسطيني، ومن المهم أن يكون ذلك ظاهراً وواضحاً من أجل أن يُدرك الآخرون ثقل هذا التأييد، وأن يكفوا عن المناورات التي تستهدف الالتفاف على الثوابت أو شق الصفوف.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد