Al Jazirah NewsPaper Friday  30/11/2007 G Issue 12846
رأي الجزيرة
الجمعة 20 ذو القعدة 1428   العدد  12846
كيف نواجه الإرهاب؟

النجاح الأمني الكبير الذي حققه رجال الأمن في إحباط عمليات إرهابية كبيرة، وتفكيك خلايا تكفيرية وصل عدد أفرادها إلى أكثر من مائتي متطرف، يعيد إلى الأذهان أن الإرهاب ظاهرة تتطلب الكثير من العمل واليقظة الدائمين للحد من خطورته، وخاصة أن الإرهابيين خططوا لتنفيذ اغتيالات تستهدف علماء ورجال أمن، وهو الأمر الذي يعتبر تطورا خطيرا في هذه الظاهرة.

إن تورط عناصر غير سعودية في هذه الخلايا يؤكد تماما أن الإرهاب ظاهرة دولية متشابكة وليست مجموعة ظواهر محلية منعزلة عن بعضها بعضا، فما يحدث في دولة قد يؤثر في دول أخرى، والدليل على ذلك ما كان يمكن أن يحدث لو أن هؤلاء الإرهابيين استطاعوا بالفعل تفجير منشآت نفطية بالمملكة، وتأثير ذلك على إمدادات النفط وأسعاره.

وبالتالي، كان من الأهمية بمكان أن تتكاتف الدول لمواجهة هذه الظاهرة، ومن صور هذا التكاتف تفعيل مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بإنشاء مركز عالمي لمكافحة الإرهاب، يستقبل المعلومات الخاصة بالظاهرة، وليكون مؤسسة دولية يتم من خلالها التنسيق بين الدول بتبادل المعلومات والخبرات في مجابهة الإرهاب.

لقد تزامن إعلان وزارة الداخلية عن كشف هذه الخلايا التكفيرية مع اختتام الدورة الثالثة والعشرين لمجلس وزراء العدل العرب الذي طالب في قراراته الختامية بمواصلة التحرك العربي في الأمم المتحدة لاستصدار قرار من الجمعية العامة بتشكيل فريق عمل لدراسة مقترح الملك عبد الله الآنف الذكر وتشكيل فريق عمل من خبراء مجلس وزراء العدل والداخلية العرب لدارسة فكرة إنشاء مركز عربي لمكافحة الإرهاب وعرض هذه الدارسة على مجلس وزراء العدل والداخلية العرب.

فتعقيدات الظاهرة وتشابك خيوطها تتطلب المعالجة الدقيقة القائمة على التعاون الوثيق بين مختلف أجهزة الأمن العربية والدولية، وبدون هذا التعاون لا يمكن الحد من الظاهرة، وخاصة أن بؤر تفريخ الإرهابيين تتوزع في مختلف القارات، وتمويلها متعدد المصادر، وتعقبها يتطلب جهدا استخباراتيا كبيرا.

وأخيرا، فإن الإرهاب لا يمكن أن يهزم أمنيا فقط، وإنما يجب أن يواجه فكريا أيضا كونه ينطلق من أفكار متطرفة لها مدارسها وكتبها ووسائلها الإعلامية المختلفة، وهنا يأتي دور المفكرين والعلماء والمثقفين للوقوف جنبا إلى جنب مع رجال الأمن لحماية الأرواح ومقدرات الوطن.

*****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد