الظلم من أشد الأذى على الناس ومن يصبر ويحتسب ينصره الله ولو بعد حين..
|
وهذا ما حصل ل(حسْن) وحسْن (بتسكين السين) كانت زوجة لرجل يسمى (بشر) وكان له زوجة ثانية وكانت والدة بشر تحب الزوجة الثانية أكثر من حسْن وفي أحد الأيام غاب بشر لبعض الوقت ووجدت أمه حسْن وهي تداعب ابنها الصغير الذي وضعته في حجرها وألبسته عمامة والده..
|
فأغراها هذا الوضع للكيد بها.. وعندما عاد بشر إلى البيت بادرته أمه وقالت إنها وجدت واحداً يداعب (حسْن) وأقسمت قائلة: إنه صغير الهامة كبير العمامة!!
|
وحين سمع بشر هذا الكلام وتأكد بقسم أمه عليه أخذ حسْن معه وسافر بها حتى وصل إلى منازل إحدى القبايل المعادية لهم فأناخ راحلته في الليل للمبيت، وحين نامت زوجته تركها وحيدة ورحل قافلا إلى أهله..، ولما استيقظت عرفت أنه تعمد أن يبعدها هناك.. فذهبت إلى منازل القبيلة وزعمت أن قوماً أغاروا على قبيلتها وقتلوا أهلها فلم يبق لها أحد.. وعندما سمعوا قصتها أكرموها وبقيت عندهم وكانت شديدة الحرص على أن تبقى متلثمة، فلم يروا وجهها إطلاقا طيلة فترة إقامتها لديهم، ثم رغب شيخ القبيلة والذي يسمى (ابن حمرون) في الزواج منها فخطبها ووافقت شريطة أن لا يرى وجهها.
|
أما بشر فقد أصيبت والدته بعد فترة بمرض خطير واعترفت لابنها بكيدها على زوجته (حسْن) وقالت إن ما بي يبدو أنه من ظلمي لها.. عندها ركب راحلته وذهب يلتمس خبر (حسْن) حتى عرف مكانها فحل ضيفا على زوجها (ابن حمرون) مدة من الزمن وكان بشر خلالها كثير البكاء قليل الأكل.. فاشتكى ابن حمرون حاله إلى زوجته (حسْن) بقوله:
|
يا حسْن عيا يا كل الزاد ضيفنا |
هيّا جميعا نشتكي لبكاه |
|
خير الملا عندي (بشر) ما بكيته |
وباقي الملا لو مات ما ننعاه |
وعندما رآها بشر ورأته فعرفته قال:
|
يا حِسْن يا حسينه الدل طالعي |
على ابن حمرون يهوز عصاه |
|
امنع عنه يا حامي الخيل بالقنا |
عسى جميع الحاضرين فداه |
|
يا حسن وش تجزين من جاك عاني |
من الغرب وخلا والديه وراه |
|
اجزاه انا في حبّه من ذبلي |
من اشافي ما شافهن حذاه |
وكانت حسن تريد أن تغضب (ابن حمرون) زوجها لعله يطلقها فشامت نفسه وطلقها قائلاً:
|
من عافنا عفناه لو كان غالي |
ومن جذ حبلي ما وصلت رشاه |
فروحي في البشر عطيه |
عطية عنقري ما يريد أجزاه |
|