Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/01/2008 G Issue 12880
مقـالات
الخميس 25 ذو الحجة 1428   العدد  12880
الزمن أعوام فكل عام وأنتم بخير
د. عبدالمحسن بن عبدالله التويجري

أحمد الله على كل ما انصرم من أعوام بما حملت من أحداث سارة ومؤلمة، والتهنئة تسبق كل قول لجميع الناس أينما كانوا وكيفما يكونون، تهنئة بالعام الهجري الذي يبدأ يومه بعد أيام معدودة، وكثيرٌ من المنى والرجاء إلى الله أن يحل العام الهجري ونحن أكثر أملاً وعزيمة ببصيرة تأخذ بأيدينا نحو زحزحة الظلم وفرض العدل فيما بين كل إشكال أو مشكلة بأسبابها والمسبب.

كما أزف التهنئة للقيادة والوطن والمواطن وبالذات على إنجاز أعتبره بأثره الدنيوي وما نأمله في الحياة الأخرى أهم إنجاز عالمي شرف به أبناء الوطن وقيادته، وأعني خدمة الحج والحجيج، فإذا كان البترول الثروة الوطنية الأساس لصالح الأمة والعالم فإن خدمة الحج وحجاجه في كل عام ثروة روحية عظيمة خصنا الله بها وشرّفنا بأداء واجبها.

كما أزف التهنئة لجميع مواطني دول الخليج وهم يستقبلون مع العام الجديد ذلك الإنجاز الكبير الذي أقرته قمة مجلس التعاون الأخيرة، والأمل الكبير أن تكون بادرة نحسن الحفاظ عليها بأفضل سلوك وبما هو متميز في طبائعنا، ومع مطلع العام الجديد لا تزال أمتي تعاني من ظلم فُرض عليها ومن شقاقٍ بين البعض وعجز بين البعض الآخر مما يجعل استقبالنا للعام الميلادي والعام الهجري استقبالاً حذراً لا يسرف في الأمل ولا يوغل في اليأس، وأن تحل القدرة والحكمة وحسن التخطيط بما يعين الأمة على تجاوز أحداث ما زال لها امتداد نخشاه لنرى فاعلية القدرة الراشدة نحو مستقبل مستقر إن شاء الله. وتهنئة خاصة لرئيس وطاقم جريدة الجزيرة الغراء ولجميع كتّابها. والأمل يحدونا أن نشعر بمسؤولية الكلمة وأثرها، فالكاتب يخاطب الغير بكلام لا بد أن يحسن أداءه بتميزٍ ومسؤولية والتزام.

وعلى هامش التهنئة ومع مقدم العام الجديد أمل أن تستقر الأمور في فلسطين ولبنان وكذلك العراق وما تفرزه كل قضية هي في الأساس محسوبة على مواطن كل دولة قبل أن تحسب على المتربصين والأعداء، فلنفعّل الإرادة ونتلمس طريق الرشاد نحو حلول ليست بمعجزة ولكنها تتطلب سمواً على الذات وإيثار طريق الحق على الباطل، وأن يسلك كل مواطن ومسؤول النهج البعيد عن إملاءات الذات والقرب من إملاءات الوطن وحق المواطنة وبالذات في فلسطين ولبنان.

أما العراق فالتهنئة يملؤها إعجاب وأمل، فهو شامخ لم يسقط كما يتوهم أعداؤه أينما كانوا وكيفما تكون توجهاتهم، والمؤسف أن تتداخل مشاعر التهنئة بمشاعر العزاء، حيث مقتل المرأة الوحيدة في عالمنا الإسلامي التي تقلّدت زعامة حزب في وطنها ورئاسة وزراء باكستان، فعزاء حار لعائلتها وكل محب للأمن والسلام، كما أن التعزية موصولة لشعب اليمن الشقيق وأبناء الشيخ عبد الله الأحمر الرجل الكبير وهي تعزية مخلصة لكل من عرف خصائله وحسه الوطني.

وللصهيوني قول عسى أن يدركه. إن كل عام ينصرم وآخر يهل فإن الجميع من أبناء المعمورة يؤرّخون وفق أعوامهم، أما أنت فإنك تؤرّخ وفق مظالمك وغطرستك، لكم زمن غير أزمان العالم، فعام الاحتلال 48م، وعام صبرا وشاتيلا، وعام عناقيد الغضب، إلى آخر التقويم الظالم فهل سأل منصفٌ إلى متى يدوم الزيف. كما أن صبر الأمة من حولهم كما هي قدرتهم لا بد أن تعبر قدماً وهكذا سنة الحياة!!

إنهم بالاحتلال والعدوان حدثٌ غريبٌ ومستغربٌ في عالم يفخر بما أنجز (فضاء وأرض)، وظلمهم شاهد على عمق الشرور في الإنسان كما أنه شاهد على عشاق الظلم في هذا العالم.

إن الحال أعجز من الاستمرار بالنسبة لهم، فلقد مضت كل أعوام الاحتلال وهم في حذرٍ وخوف من وراء كل المظاهر التي يدعونها، فعام بعد آخر واليد حاملة وتحمل السلاح، حيث أمنية الأمن والأمان.

إن الحق لا ينهزم مهما طال المدى أمام باطل يدّعي كذباً ويفعِّل كل سوء. وإن الأمة من حولهم لن تمضي الأعوام وحالهم كما هي لا بد أن تتبدل ليشرق نهارٌ هو الأقسى على الصهيوني المغتصب.

إن العام المنصرم حافلٌ بأحداث وأحداث يصعب الإحاطة بها، والمنى مخلصاً بعام يملأ النفس أملاً إن شاء الله، وأن لا يكون مفقوداً أو تائهاً بين أكوام كل تائه قد عجزنا عن إدراكه.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6383 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد