Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/01/2008 G Issue 12880
رأي الجزيرة
الخميس 25 ذو الحجة 1428   العدد  12880
بداية دموية

المجزرة التي وقعت في بغداد في أول أيام العام الميلادي الجديد وراح ضحيتها ثلاثون شخصاً يضع ظلالاً من الخوف من مسلسل العنف في الأيام القادمة. فالعنف في العراق أصبح شبيه بالفعل ورد الفعل، في جوّ مليء بالكراهية والحقد والانتقام.

وتؤكد ذلك الأرقام التي أصدرتها جهات عراقية رسمية تتحدث عن مقتل أكثر من 16 ألف مدني عراقي و3902 جندي أمريكي في عام 2007 المنصرم.

وعلى الرغم من التحسن الأمني النسبي في الأشهر الماضية لدرجة دفعت قادة أمريكيين إلى القول بأن الهجمات بمختلف أنواعها انخفضت بمعدل يصل إلى 60% في عموم العراق بعد يونيو 2007، إلا أن استمرار وجود الميليشيات العسكرية الطائفية ينذر بانتكاسة أمنية وربما تعود الأوضاع إلى أسوأ مما كانت عليه في السابق.

العراق بلد ابتلي بنكبات عدة وعلى مدار سنوات، وبحسب أحد قاداته السياسيين فإن الفتنة والحروب أودت بحياة مليون قتيل ومليون ونصف المليون معاق وجريح وسبعة ملايين مهجر داخل وخارج العراق، وخمسة ملايين يتيم ومليون أرملة.. مآسٍ وآلام تتحدث عنها أرقام بالملايين، وكأن الحديث هنا عن عدة دول وليست دولة واحدة.. دولة يفترض فيها أنها في صدارة الدول المتحضرة لما تتمتع به من خيرات نفطية ومائية وزراعية وقوى بشرية متعلمة وعلى درجة عالية من الذكاء والطموح.

يخشى على العراق من التقسيم، وهو التقسيم وإن كان لم يقع حتى الآن ولله الحمد، إلا أن استمرار العنف والسياسات القائمة على المذهبية، وانتشار الميليشيات الطائفية والمتحكمة بمفاصل الحياة في العراق والتدخلات الخارجية قد تعجل بالتقسيم وعندها يخسر كل العراقيين، وسيكسب الطامعون في تقطيع أوصاله من أجل مصالحهم الذاتية.

يجب على قادة العراق وخاصة الذين يتحكمون بالقرار السياسي أن يتركوا جانباً الخلافات السياسية والمذهبية، والترسبات التي خلفها الماضي، وينظروا إلى مستقبل العراق، وألا يكتفوا بالتصريحات الرنانة، ولكن يجب أن يترافق معها أفعال تؤكد حب الوطن فوق المذاهب والانتماءات السياسية. وإذا لم يتوحد قادة العراق، فإن أعداء هذا البلد العربي الشقيق لن يجدوا صعوبة في نهب ثرواته، وتبديد مقدراته ليظل جرح العراق نازفاً.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244










 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد