Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/01/2008 G Issue 12880
محليــات
الخميس 25 ذو الحجة 1428   العدد  12880

صبْيَا
كان يوماً صيفياً ماطراً كأيام الربيع ( جازان - صبيا )
عبدالرحمن العشماوي

 

صَبْيا، وتنتفض الأمجادُ والقيمُ

ويهطل الغيثُ فيها يُوْرِقُ الحُلُمُ

صبيا، ويعتجرُ الرَّاوي عمامته

وبارقُ القِبْلةِ الميمونِ يبتسمُ

صبيا، ويُلبسني التاريخُ جُبَّته

فينتشي للقائي الحبْرُ والقَلَمُ

صبيا، سليلةُ أمجادٍ مؤثَّلةٍ

أمام تاريخها الأمجاد تزدحم

وجهٌ، له صورةٌ غنَّى الجمال لها

ومقلةٌ يتغنى سحرها، وفَمُ

من أين هذا الجمال المستبيحُ دمي

وهل يروقُ لها أنْ يُستباحَ دَمُ؟؟

مليحةٌ ألبستْها السُّحبُ ما نَسَجتْ

فطار - شوقاً إليها - الشِّعْرُ والنَّغمُ

زفَّ الرَّذاذ إليها سرَّ لهفته

فيا سعادة من باحوا بما كتموا

اليوم، أهدى الرَّبيع الطَّلْقُ بهجته

صبيا، فللهِ هذا الجود والكرمُ

نسيتُ في الصيف معنى الصيفِ، أبهجني

هذا الرَّذاذُ وهذي السُّحبُ تلتحمُ

أكاد أهرب من شعري ومن لغتي

إلى عوالم ترقى نحوها الهممُ

إلى عوالم إحساسٍ، تقرِّبني

من النجوم، وأدنى سفحِها قممُ

هممتُ، لكنَّ نبض القلب عاتبني

والقلب يعتب أحياناً، فيُحتَرَمُ

قالت مشاعره، ماذا جرى، فلنا

نصيبنا منك، دعْنا منه نقْتسمُ

دع السَّحاب، وما زفَّتْ بوادره

فكلُّ من أبصروا آثاره فهموا

واسكُبْ قوافيك في كأسٍ معطَّرةٍ

فإنَّ صبيا بحبِّ الشعر تلتزمُ

وإنَّ صبيا بشعر الحبِّ مغرمةٌ

إذا تسامى، وصانت رُوحه القيمُ

فقلتُ: بُشراكِ، صبيا في مخيِّلتي

(مَزْيُونةٌ) عشقتْ أوصافَها الشِّيمُ

لقيتها في ظِلال الحبِّ، في يدها

فُلٌّ وكادي، وفي إحساسها شمم

هل زفَّها الغيم؟ هل زفَّتْه؟، بينهما

زُفَّتْ مواكبُ من غابوا ومنْ قدموا

صبيا، حبيبةُ شعري، في ملامحها

من القصيدة، ما لا تجهلُ الرَّحِمُ

مليحةٌ لفَّعَتْها السُّحبُ فابتسمتْ

كذلك الحُسْنُ للعشَّاقِ يبتسمُ

www.awfaz.com

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد