Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/01/2008 G Issue 12900
الاربعاء 15 محرم 1429   العدد  12900

حينما تتحدث نورة
فوزية ناصر النعيم - عنيزة

 

اكتظ المكان بالأنفاس البشرية.. واستعان الزمان بالمكان ليكون رغم اتساعه مد النظر يزهو بالحميمية وتلف أرجاءه أرواح تتعانق بحب لتبدأ من الألف وتقف عند الياء.. في هذه الليلة التي تشبه التاريخ ملامح وأحداثاً تجتمع في رحاب الأميرة نورة بنت محمد ثلة من القيادات النسائية في التعليم الأهلي والأجنبي من شتى مناطق المملكة.. وكعادة نورة تجعل القصيم إنجازات.. ومشاريع.. وتنمية.. وتطوراً على شاشة فولاذية يقرأها من لا يجيد الأبجدية ويكتبها من يعشق التاريخ.. ووسط زخم هائل من التمتمات والتحايا يتبادلها الحاضرات.. يخيم السكون على الجميع وتتحول الحواس الخمس إلى سمع وبصر وتعزف أوتار مشاعرنا سيمفونية السكينة.. تقف نوارة لتتحدث فيلزم الصمت الجميع.. وحينما تتحدث نوارة كلنا آذان صاغية قالت: أرحب بضيوفنا الأحبة.. فقلنا هذا ديدنك!!!

قالت: إن القصيم تزدهر.. فقلنا منذ عهدك!! نعم منذ كان لوقع قدمك مساحة فوق أرضها وهي من جميل إلى أجمل.. قالت لها رئيسة جمعية ثقيف: اسمحي لي أن أقول لك: يا أخت نورة: فطأطأت وهي شامخة وقالت: بل لا أحب أن يقال لي غيرها.. فأنا أخت الجميع.. التفتت إلينا قائلة: إنني أحسدكم عليها يا أهل القصيم.. فقرأنا كل التعاويذ ونفثنا في صدورنا.. وأيقنا أن كل ذي نعمة محسود!!!!

قالت نوارة وهي تتحدث عن المشاريع التنموية وكل حرف يزهو كالطاؤوس على فمها محتفلا بالنجاح: القصيم ليست مغلقة كما يعتقد الآخرون منذ الزمن العتيق ومع انطلاقة العقيلات نبأتنا الأحداث عن اتساع الأفق والبحث عن الرزق وعدم الاتكالية.. وهذا ما نطمح له الآن من خلال الجمعيات الخيرية.. انتهت مرحلة قرع الأبواب ودس الأرزاق والمبالغ الزهيدة نحن في مرحلة الصحوة التي تجعلنا نعلم الإنسان صنعة يكسب منها الرزق ولا نعلمه الكسل الذي يصنع الحيّل ونريد أن نبدأ من أبنائنا في مراحلهم الدراسية الأولى.. نريد أن نحفزهم داخل أسوار المدرسة على حب العمل التطوعي والعطاء اللامحدود والمبادرة لا نريد أن يكونوا شخوصا تبحث عن الثمن!!! نريد أن نغير مفهوم الجمعيات الخيرية لدى الأفراد.. فهي ليست العائل ومصدر الرزق السهل بقدر ما هي ذات دور عظيمة في تنمية الإنسان وتطوير ذاته.

قامت نوارة إلى اللجنة النسائية التطوعية التي حملت لواءها وتستعرض فروعها ليقف الجميع إجلالا للجنة رعاية أسر الشهداء بالقصيم وتهمس نوارة في آذانهم بأن واجبنا تجاه الشهيد لا يقف عند زحمة العزاء ثم نفترق مع المتفرقين.. بل لجنة رعاية أسرة الشهيد تقف على جميع أمورهم.. تضمد جراحهم.. ترفع عن كاهلهم عبء الحياة وحزن الفقد.. ومرارة الأحداث.. (ينتهي حديث نوارة) لتزدحم مكبرات الصوت بين الأيدي كل يريد أن يتحدث وآخرون بشغف السؤال.. وآخرون يقفون لحظة صمت لأرواح ذهبت وأرواح جُندت لخدمتهم.. وآخرون يمكثون بين جنبي نوارة كل يوم تتضخم قلوبهم بحبها وعشق عملها!

إذاً.. حينما تتحدث نورة.. نريد أن نلزم الصمت.. لأن السمع والبصر كل أولئك كان عنه مسؤولا.. نريد أن نصمت فوالله ما رأيت في مجلس نوارة أكثر من السمع هي أجمل نعم الله علينا..

فيا من تحسدوننا عليها.. حق لكم.. ولكن لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا فنحن قوم نقرأ وردنا صباحا ومساء وندعو الله في صلوات الخمس والنافلات لا يفجعنا برحيلها..

* للشاعرة فاطمة السلمان

التواضع شيمة كبار العقول

من يبي به درس ياخذله شهاده

عند نوره الله اكبر وش نقول

مصنع الاخلاص مع قو الاراده

نعمة الله سيلت كل الفصول

ريحة الوسمي خضارة في زيارة

من حسدنا مالقى فيها قبول

هي لنا وحنا لها تحت القيادة


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد