الرجال الأفذاذ لا يكفي بحقهم تحبير الحروف، ولا كتابة السطور، بل مكانهم دائماً في القلوب. والدكتور هشام ناضره - مدير عام الشؤون الصحية بالرياض - من أولئك الأفذاذ، رجلٌ تحلى بالأخلاق وتفانى في العمل، واتزن بالعقل.. عمل مديراً عاماً للشؤون الصحية بمنطقة القصيم لعدة سنوات من عمره المديد، وقبل ذلك عمل مديراً عاماً لمستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة.
كان نعم المسؤول الذي يُقدر الناس ويقدرونه، كان الاحترام صفة من صفاته، والتواضع ميزة من ميزاته، وحسن المنطق سجية من سجاياه.
يستقبل المراجعين بمكتبه بكل حفاوةٍ وتقدير، لم يحجب هاتفه الجوال عن الناس، بل أعلنه للعموم، يستمع للشكاوى والهموم، يرد على اتصالات المتصلين، وإذا كان مشغولاً لدرجة أنه لا يستطيع الرد بادر بالاتصال على المتصل والاستماع إليه.
يوم أن كان الدكتور هشام مسؤولاً في الشؤون الصحية بالقصيم كان يعتبر كل مريض واحداً من أفراد أسرته، فعندما كان مديراً لمستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة قام بقيادة سيارة الإسعاف بنفسه من بريدة إلى الرياض لإنقاذ حياة مريض.
أجل بعد ذلك كله ألا يجدر بنا أن نحبك ونقدرك، ونعزك يا دكتور هشام.
أجل (خير الناس أنفعهم للناس).
والدكتور هشام مع ما يواجهه من مصائب المستشفيات وهموم المرضى إلا أنه يقابلك بوجهٍ وضاحٍ وثغرٍ باسم، وهو لا يحقر من المعروف شيئاً ولو أن يلقى أخاه بوجهٍ طلق.
والشؤون الصحية إذ تقيم احتفالاً تكريمياً للدكتور هشام لهو جديرٌ بهذا التكريم، ليس من الشؤون الصحية بالقصيم فحسب بل من أهل القصيم جميعاً، حيث حفرت اسمك في قلوبهم بتعاملك، وتفانيك، وأخلاقك ولا أقول أخيراً إلا (كثَّر الله من أمثالك).
Fandisp212@hotmail.com