Al Jazirah NewsPaper Wednesday  23/01/2008 G Issue 12900
الاربعاء 15 محرم 1429   العدد  12900
قلت في يوم الحليب
منال محمد الفوزان

لأسأل سؤالاً: لماذا الحليب أو بالأصح لماذا خصصت المملكة يوم الحليب واللبن؟

وقد نتنبه للفتة لطيفة: لماذا كان أول يوم من أيام السنة الهجرية التذكير بهذه النعمة وعلى الدوام؟.. وقد تتنبهون إلى لفتة قد تدفعكم إلى جملة من أولى أولوياتكم.

فضلاً عن الحديث عن أهمية الحليب ومشتقاته من لبن وغيره، وأن له فوائد صحية عظيمة من إمداد الجسم بالكالسيوم وكثير من البروتينات.. لكن.. الأمر منتهاه إلى غير ما نتوقع.

إن الأمر يتشعب إلى أمور كثيرة، فننبه إلى لطائف مشوقة عن هذا الأمر الذي قد أزعج كثيراً من الأبناء والبنات.

أولاً: سؤال يطرح نفسه: ما أول شيء وصل إلى جوفك عندما خرجت إلى هذه الحياة.. أليس اللبن؟

وممن؟ أليس من أم تفديها بحياتك ومالك؟..

ثانياً: قراءة تحليلية للفطرة التي فطر الإنسان عليها وهو طفل بريء، يحب الوضوح والصراحة، وبلا شك يحب الوصول إلى الحقيقة التي ترضي حبه للمعرفة، فالحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها.

لكن: العجب عندما يكبر هذا الإنسان، ويتكبر عن فطرته ويعرف الحق وما فيه مصلحته، ويفعل غيره..

لا نقل إن الذي لا يشرب اللبن غير موفق، لا وحاشانا، لكن الذي يحبب إلى نفسه الطيب من الطعام فإنما يغذي جسمه بالطيب.. وبعدها تباعاً تكون مخرجاته بإذن الله طيبة، إذا أحسنت نيته وصدق في احتسابه للأجر في شرب ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه، امتثالاً لأمره، وهذا من محبته والاقتداء بهديه، ومنه محبته صلى الله عليه وسلم للبن، فقد أصاب الفطرة كما في حديث جبريل.

إن الأمر يفوق كثيراً توقعاتك.. الحليب قد يتجاوز معدتنا إلى ما يغذي هذا الجسد وروحه الذي نحن مسؤولون عنه يوم القيامة..

وفي النهاية تفكروا في هذين الحديثين اللذين سأعرضها، وتدبروا أن الدعاء يستجاب لمن أطاب الطعام.

يقول الرسول (أطب مطعمك تكن مجاب الدعوة)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أطعمه الله طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرا منه، ومن سقاه لبنا فليقل اللهم بارك فيه وزدنا منه، فاني لا أعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن).

وفقني الله وإياكم لكل خير.

مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بالغاط



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد