مهنة التعليم من أشرف المهن بل هي مهنة الأنبياء والرسل، واقرأ إن شئت قوله تعالى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، وما ذاك إلا لعظم هذه المهنة، فمن خلالها يرفع الإنسان الجهل عن نفسه وعن غيره.

لن أتكلم - أخي القارئ - عن فضل هذه المهنة ولا عن المدارس ومبانيها ولا عن الكتاب وما يحتويه، سأتكلم عن ذلك المعلم سواء كان رجلاً أو امرأة على حد سواء فأقول: يا من اختار طريق الأنبياء، وامتطى صهوة جواد العلم والمعرفة يا من كان في يوم من الأيام طالباً من الطلاب ارجع بذاكرتك إلى الوراء شيئاً قليلاً.

تأمل - أخي المعلم - عندما كنت جالساً على كرسي الدراسة في مراحلك الأولى وهمك هو اللهو واللعب بالبراءة المعهودة، فإذا أنت بين أحد معلمين، معلم يدخل عليك وهمه إصلاحك وتربيتك التربية الصحيحة، وتلمس احتياجاتك النفسية، ويعاملك معاملة أولاده، فطالما مسح من دمعة، وخفف من روعة، وواسى من عبرة.

ومعلم آخر يدخل عليك وهمه الدخول والخروج ومتى الإجازة والعلاوة؟ ينظر إليك شزرا، كأنك أحد أعدائه فلا يهتم بطفولتك وما تحتاجها، ولا بآمالك وآلامك، ولا بقلمك الذي يرتجف من شدة اضطرابه عندما تمسك به لأنك لم تعهد هذه الكتابة من قبل أخي المعلم هل اخترت أحد هذين المعلمين..؟ ليقوم بتدرسيك وتدريس أبنائك.

وأخيراً لعلك، قد عرفت ماذا أريد أن أقوله لك عامل هؤلاء الطلاب كما تحب أن يعامل أولادك علمهم الصح من الخطأ، والخير من الشر فلعلك توفق بمعلم يتلمس حاجات أولادك العلمية والنفسية.