Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/01/2008 G Issue 12901
الخميس 16 محرم 1429   العدد  12901
لا توقظوا الفتنة!

الفتنة في لبنان نائمة لكن هناك من يريد إيقاظها من جديد عبر تصعيد التوتر، وتحويله إلى قتال بين أبناء البلد الواحد، وإعادة مشاهد الرعب التي ملأت سيناريو لبنان في تاريخه الحديث والمعاصر.

مشكلة اللبنانيين أنهم ابتلوا بفئة تعيش بين ظهرانيهم تفوت على لبنان كل فرصة للسلام وتئد كل بارقة أمل في مهدها. وآخرها فرصة استثمار المبادرة التي أطلقها العرب في اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة.

لقد أوفد العرب أمين جامعتهم عمرو موسى إلى لبنان من أجل حل أزمة الفراغ في الرئاسة.

لقد كانت المبادرة واضحة، وعادلة، روعي فيها كل أطراف الساحة السياسية اللبنانية ومصالح كل التيارات، فالمبادرة العربية نصت على انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيساً وتشكيل حكومة وحدة وطنية على ألا يكون للموالاة أو للمعارضة قوة ترجيح قرار أو إسقاطه ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح.

ومع ذلك أخذ بعض السياسيين اللبنانيين يضع الحاجز تلو الآخر في طريق الحل، ويضع تفسيرات غير منطقية، ولا معنى لها ولا هدف سوى الإبقاء على الأزمة كما هي حتى يبقى لبنان بلا رئيس وبلا برلمان مفتوح، وبلا حكومة فاعلة، ويظل محبوساً في دائرة الأزمة، ومن بعد ذلك يتم تجييش الشارع والدفع بالعوام إلى المظاهرات الاحتجاجية من باب التهيئة لما هو أسوأ وهو الدخول في فتنة وحرب أهلية تختلط فيها كل الأوراق، وتضيع فيها كل الملفات، ويصبح الطالب مطلوباً، والجاني مجنياً عليه، وتقفل القضايا، ويفر الإرهابيون من جرائمهم.

العرب واللبنانيون المخلصون لا يريدون هذا السيناريو التآمري، ولذلك فإن التصريح الذي أطلقه موسى قبيل مغادرته لبنان ويفيد فيه بأنه لم يصل إلى طريق مسدود، ولكن إلى باب مسدود يمكن فتحه، تصريح يهدف إلى إشاعة شيء من الأمل، ولكن المشكلة ليست في المبادرة ولكن في أولئك الذين لا يقبلون بها، ولن يقبلوا بغيرها، لأن لهم أهدافاً غير مصلحة لبنان.

ما الحل إذن؟ سؤال مشروع يطرحه كل لبناني وعربي يريد للبنان أن ينهض ويصبح عضواً عربياً فاعلاً ومنتجاً، لا حملاً ثقيلاً يضيف إلى العالم العربي عبئاً فوق أعبائه التي أثقلت كتفيه.

ولعل جزءاً من الحل نراه في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد المقبل لتقييم مساعي عمرو موسى بشأن تنفيذ المبادرة العربية.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد