Al Jazirah NewsPaper Friday  01/02/2008 G Issue 12909
الجمعة 24 محرم 1429   العدد  12909
التعاون من أجل الأمن

المتابع للأوضاع في الشرق الأوسط ودول العالم النامي يجد أن بعضاً منها يعاني إلى حد بعيد من اختلالات أمنية بسبب الأوضاع السياسية المتقلبة والظروف الاقتصادية الخانقة، والأفكار المتطرفة الدخيلة، هذا عدا التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول؛ ولذلك ظهرت أهمية التعاون الأمني الإقليمي والدولي والتنسيق بين الجهات الأمنية، وعلى رأسها وزارات الداخلية. ومن هنا تنبع أهمية اللقاءات والاجتماعات بين وزراء الداخلية العرب، التي انطلقت منذ خمس وعشرين سنة. ولقد أكدت المملكة في غير مرة على أهمية التعاون الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار على المستويات المحلية والدولية، كما شددت على ضرورة محاربة كافة الظواهر الإجرامية بمختلف مستوياتها، وعلى رأسها الإرهاب؛ ولذلك فإن المملكة لا تتردد في المشاركة في المؤتمرات التي يمكن أن تساعد على تحقيق التنسيق المطلوب بين الدول للجم الإرهاب والجريمة، ويمكن التذكير على سبيل المثال بمؤتمر مكافحة الإرهاب الذي نظمته المملكة على أرضها، الذي من خلاله دعت إلى إنشاء مركز عالمي لمكافحة الإرهاب، يتم من خلاله تبادل المعلومات بين الدول حول هذه الظاهرة، ورصد تحركات الجماعات الإرهابية المتطرفة وكشف خيوطها.

ومن الأهمية بمكان التأكيد على أن الأمن ليس مقتصراً على الجانب الشرطي والعسكري منه فحسب؛ بل إنه أوسع من ذلك؛ إذ إنه يرتبط بمختلف الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، كما ذكر ذلك سمو الأمير نايف في كلمته في الاجتماع السنوي الـ25 لوزراء الداخلية العرب، كما أن الأمن مرتبط أيضا بالمتغيرات الدولية المعقدة والمتشابكة، وكل من هذه الأوضاع يلعب دوراً إيجابياً أو سلبياً في الأمن؛ ولذلك فإن كل المؤسسات الدولية والوطنية فضلاً عن المواطنين مطالبون بالتعاون مع الجهات الأمنية؛ من أجل مجتمع ينعم بالاستقرار، كما أن الدول مطالبة بالتنسيق فيما بينها لمحاربة الجرائم الدولية والإرهاب والتهريب وكل ما يمكن أن يزعزع استقرار المجتمعات. إنَّ استتباب الأمن هو الركيزة الأولى لأي تقدم، والدعامة الأساسية لأية حضارة، ولا يمكن تحقيق أي نوع من التنمية في ظل ظروف أمنية غير مستقرة. بل إن هذه الظروف قد تُفقد الدولة في فترة زمنية قصيرة كل ما حققته عبر سنين أو حتى عشرات السنين. ويمكن ضرب أمثلة على ذلك بالصومال والعراق وأفغانستان وغيرها من الدول التي تعاني من حرب داخلية أو احتلال من الخارج.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد