Al Jazirah NewsPaper Friday  01/02/2008 G Issue 12909
الجمعة 24 محرم 1429   العدد  12909
شيء للرياضة
بقي نصيب الجماهير!!
نزار العلولا

بشائر وأخبار سعيدة حملتها لنا تفاصيل الميزانية الجديدة للرئاسة العامة لرعاية الشباب للعام المالي 1428- 1429هـ أبرزها مشاريع تنموية لخدمة شباب المناطق بإنشاء مدينة رياضية بمنطقة نجران وخمسة أندية رياضية في محافظات الدوادمي وبلجرشي وحفر الباطن والقريات والوجه.. وستحقق هذه المشاريع فائدتها القصوى حين تخدم أكبر عدد ممكن من الرياضيين والجماهير.. أما إذا شيدت المدرجات وخلت من الجماهير بسبب أسعار التذاكر والمدرجات الخرسانية فالغاية لم تتحقق والخدمة ناقصة وليست في متناول الجميع خصوصاً أن غالبية الجماهير من طلبة المدارس محدودي الدخل، ولهذا فما زلت مؤمناً بحق الجماهير في الدخول المجاني فالملاعب أنشأتها الدولة وميزانية المؤسسة الرياضية من الدولة إضافة إلى عوائد استثمارات رعاية الشباب التي تتجاوز مئات الملايين، وتصب في ميزانية الرعاية وليس كباقي الجهات الحكومية التي تعود مداخيلها لوزارة المالية.. وهذا التوجه والتنسيق بين الدولة والقيادة الرياضية هو لصالح الشباب والرياضة ولاستيعاب طاقات الشباب وتوجيه سلوكهم وحماية أفكارهم من الانحرافات، ولأننا جميعاً نعرف الفارق الكبير في الحضور الجماهيري في المباريات المجانية ولأن الرياضة السعودية تعاني من قلة الحضور الجماهيري، فالدخول المجاني سيكون الحل الأمثل فكيف السبيل إليه؟.

فمعظم الأندية وقّعت عقوداً طويلة مع شركات لتسويق تذاكر مبارياتها فماذا لو أن الشركات الاستثمارية الراعية للأندية اشترت حقوق التذاكر وسمحت لجماهير النادي بالدخول المجاني كدعاية ذكية لهذه الشركة ولترتفع في المدرجات شعارات شكر من الجماهير للشركة فعلى سبيل المثال تتكفل شركة (موبايلي) بالدخول المجاني لجماهير الهلال وشركة الاتصالات بالدخول المجاني لجماهير النصر وشركات أخرى لجماهير باقي الأندية، ولكم أن تتخيلوا المكاسب الدعائية الكبيرة لهذه الشركات بهذا الأسلوب الجديد إذا ما نفذته بشكل تسويقي احترافي.. ثم يأتي دور رعاية الشباب حاملة هموم الرياضة كحل آخر لشراء جزء من عقود التذاكر والسماح للجماهير بالدخول المجاني في الدرجة الثانية فقط لتحمل الجماهير في قلوبها شعار: (شكراً للقيادة الرياضية) فالجماهير الرياضية تستحق الكثير من الرعاية والاهتمام وليكن نصيبها من ميزانية الرياضة والطفرة الاستثمارية الدخول المجاني ولو بالدرجة الثانية فقط، ولثقتي بأن القيادة الرياضية حريصة على كل ما يخدم الرياضة والرياضيين، ولأنها تملك القرار أضع هذا الاقتراح بين أيديها.. والله الموفق.

المال يهزم الأخلاق

في مهرجان اعتزال النجم الكبير سامي الجابر لم تكتف قناة الناقل الحصري للمهرجان بحرمان المشاهد من متعة مشاهدة احتفالية الجماهير وتفاعلها وإخفاء الكثير من روعة المهرجان بإخراجها السيئ للمباراة بل زاد الأمر سوءاً بخدش الحياء العام بتكرار عرض إعلان تجاري (لمقويات جنسية) وبطريقة لا أخلاقية حيث تضمّن الإعلان إيحاءات جنسية فاضحة من فتاة بلباس النوم الخفيف (نصف عارية).. ولن أخوض في التفاصيل، لكن الكارثة أن الإعلان الفاضح يعرض في قناة رياضية أي تشاهدها العائلة بأطفالها ونسائها وبناتها الصغار لتصعق (بكليب) ساخن أمام أطفالك.

وإذا كان من المسلّمات أن أسلوب هذا (الكليب الإعلاني) يُعد مخالفة شرعية فإنه أيضاً يُعد مخالفة مهنية لأن يعرض في قناة رياضية، يثير سؤالاً قديماً عن صراع المال والأخلاق، فالمال يهزم الأخلاق حين يستطيع المعلن تجاوز الحدود الأخلاقية في سبيل الترويج لمنتج تجاري.. وهو يذكّرني بخدمة بثتها إحدى الشركات الوطنية عن طريق شركة الاتصالات السعودية عن (طرق الممارسة الجنسية) فماذا بعد؟ وماذا ننتظر من هذه الشركات التي أمنت العقوبة؟

وما هي السياسة التسويقية القادمة بعد مرور هذين النموذجين دون محاسبة؟

وإلى من يهمه الأمر ويملك القرار أقول إن هذه الممارسات هي لشركات سعودية وليست لشركات أجنبية خلف المحيطات، أي أننا مسؤولون جميعاً عنها أمام الله.. اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد!!

سُنّة خالد الفيصل

قال نبينا عليه الصلاة والسلام (من سنّ في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده...).

وقد سنّ الأمير خالد الفيصل أمير منطقة المكرمة سُنّة حسنة حين أصدر توجيهاً لمحافظي المنطقة بعدم إقامة حفلات ترحيبية أو ولائم خلال جولته التفقدية للمحافظة كما منع وضع اللافتات في الطرقات أو نشر الإعلانات الترحيبية في الصحف.. وهذا التوجه القويم والجريء سيضع حداً للمبالغات والإسراف والنفاق أحياناً وينقل محتوى الزيارة من المظهر إلى الجوهر ومن القول إلى الفعل وهو نموذج عملي سيمتد - بإذن الله - لباقي المسؤولين الذين لن يجدوا حرجاً في تكرار هذه السُنّة الحسنة، فالترحيب بالمسؤول يكون في صدق القول والإخلاص في العمل والولاء لله ثم الوطن وتنفيذ التوجيهات التي تخدم المواطنين وهدف الزيارة هو التأكد من ذلك.. ولن نستغرب أن يتوالى النجاح في كل عمل يقوم به خالد الفيصل كرجل دولة وكمفكر وأديب ففي قلبه وطن وفي عقله إضاءات للمستقبل فخالد ابن الراحل العظيم الملك فيصل والشيء من معدنه لا يُستغرب.



*nizar595@Hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد