Al Jazirah NewsPaper Saturday  15/03/2008 G Issue 12952
السبت 07 ربيع الأول 1429   العدد  12952
قمة داكار.. وفوبيا الإسلام

لا شك أن قمة داكار الإسلامية تحفل برزمة من الملفات الشائكة والمستعجلة التي يحفل بها واقع العالم الإسلامي والشعوب العربية، فمن فلسطين التي عايشت المنظمة الإسلامية الكثير من مآسيها منذ إنشائها، مروراً بالعراق وأفغانستان ودارفور ولبنان وغيرها، الكثير من المعضلات التي ينضح بها إناء الواقع العربي والإسلامي المرير.

هذه الملفات على أهميتها واستعجالها أضيف لها في قمة داكار ملفاً أصبح التعامل معه من الملحات الضرورية في عالم اليوم، ونعني به (فوبيا الإسلام في الغرب) أو الخوف من الإسلام في المجتمعات الغربية، والذي نجح الكثير من متطرفي الأيدولوجيا الغربية في إذكائه وتفجير منافذه في مداخل العقل الغربي الذي أصيب بلوثة الفوبيا من الإسلام، بعد أن جيَّش الإعلام لها من قِبل بعض المتطرفين والطامحين إلى إشعال نيران الصراع الديني والحضاري بين شعوب الأرض.

إنَّ أهم ما يرجى ممن سيقومون على معالجة هذه الإشكالية هو قطع الطريق على كل متطرفي الطرف الآخر الذين أصبح شغلهم الشاغل تصيد العثرات والزلات في واقعنا الإسلامي من أجل توظيفها من خلال ميديا إعلامية خاصة, تجيد اللعب والعزف على الأوتار الحساسة للعقل الليبرالي الغربي لتصويب سهام التشوية إليه، وشحنه برزمات متتالية من التخويف والكراهية التي أسقطت كل إمكانيات الحوار الثنائي بين الشرق والغرب. وكان ذلك وللأسف الشديد في غفلة من الزمان وغيات كامل للإعلام العربي والإسلامي المتلزم. وهذا ما يقودنا إلى القول إنه من الأهمية بمكان الاستعجال بفتح قنوات اتصال إيجابية مع من تشملهم صفة الاعتدال والاتزان من مكونات العالم الغربي، وألا يقتصر ذلك على رجال السياسة والفكر المستقل، بل أيضاً يجب أن يشمل التعامل والاستهداف الإيجابي للمؤسسات الدينية التي كلنا نعلم تأثيرها المباشر في المجتمع الخاص بالغربيين.

إن مقومات الدين الإسلامي تحتوي على الكثير من مقومات المد الإيجابي الذي هو من الكفاية بمكان لتحقيق إسعاد البشرية وتقويمها، ويبقى علينا نحن حاملي لوائه ورسالته أن ننقله إلى أصقاع الأرض بأساليب الحوار وطرق الدعوى بالتي هي أحسن. وقبل ذلك كله يجدر بنا بلا شك أن نحمي هذا الدين العظيم من تصرفات وارتجاليات متطرفي واقعنا الإسلامي التي ساهمت أعمالهم السوداء والبغيضة في تحويل عملنا من الجهد على نشر الدين الحنيف إلى مسارات وجهود الدفاع عنه وإزالة ما ألصق به ظلماً من الخوف والهلع والتشويه.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد