Al Jazirah NewsPaper Saturday  05/04/2008 G Issue 12973
السبت 28 ربيع الأول 1429   العدد  12973
مهنة المتاعب ومهنة المعاناة
د.منصور بن ناصر الجديد

قيل إن الصحافة مهنة المتاعب أو ربما تكون مهنة المخاطر بسبب تشعب مهامها وما يدور فيها من أحداث وخفايا وتعاملها مع العديد من الجهات والمواقف الخطرة والصعبة التي تضع نفسها للوصول إلى المادة الإعلامية المطلوبة ولتحريك مشاعر وعواطف الناس وتثقيفهم، وجلب القارئ إلى قلب الحدث لتحفيزه ودغدغة مشاعره وأحاسيسه. بينما مهنة الهندسة تتعلق بدراسة العلوم الرياضية والطبيعية وتطبيقها عن طريق الخبرة العملية والممارسة المهنية باستخدام الأسس الهندسية والالتزام بالمقاييس ومعايير الجودة للمواد لمصلحة الإنسان والحفاظ على البيئة.

وكما أن مهنة الهندسة تحتاج إلى وقت لإعداد الدراسات والتخطيط السليم والتصميم والتشييد، كلها ضمن منظومة تطويرية متكاملة تقوم على ركائز علمية هندسية وخبرات طويلة تديرها كوادر بشرية متخصصة من خلال آليات من الإجراءات المرتبطة بالأنظمة والقوانين، يتم إنجازها بموارد ومواد طبيعية تتناغم مع بعضها لإنتاج المنتج المطلوب.

فدور المهندس يمثل حلقة رئيسية ضمن عمل فريق هندسي يسعى دائماَ إلى تطوير الواقع الذي يعمل فيه للوصول إلى الأفضل من خلال الأسس العلمية المكتسبة أثناء الدراسة الجامعية، والمهارات والخبرات التي حصل عليها خلال ممارسة المهنة. ويواجه المهندس في أثناء العمل الكثير من المعوقات والصعوبات، ولذا عليه تحديد طبيعتها والسعي إلى إيجاد وتقديم الاقتراحات اللازمة لحلها.

إن المعوقات التي تواجه مهنة الهندسة كثيرة من أهمها؛ تدخل بعض الأفراد ممن لا ينتمون إلى المهنة في الأمور الفنية، حرصاً منهم على سرعة إنهاء العمل - دون مراعاة الأخطاء التي تترتب عليها - والتي تؤثر سلباً على سير عمل المشروع.

بينما نرى كثيراً من يتأبطون المخططات ويهرولون لإجراء بعض التعديلات على المخططات وإصدار الأوامر الفنية وخلط الأوراق مما يضيف عبءاً على تنفيذ المشاريع، إذ من الضروري ترك المجال لأصحاب المهنة للقيام بعملهم حسب تخصصاتهم.

إن دور الصحفي البحث عن الحقيقة ويعرض حياته للخطر لإيصال المعلومة إلى القارئ، بينما المهندس مطالب أكثر من غيره بتقديم ما يخدم المهنة ويؤمن متطلبات سلامة المجتمع والمنشاءات عن طريق تسخير مؤهلاته وقدراته ليلعب دور أساسي في عملية البناء والتشييد.

وبما أن الصحافة مهنة المتاعب، فإن الهندسة مهنة المعاناة وأصبح لدي اليقين بأنها تجربة مكررة مع الكثير من المهندسين التي تحولت إلى معاناة عامة مما يلزم الوقوف على مضارها وتبني بعض الخطوات لمعالجة الأخطاء التي يقع فيها الكثير من غير المتخصصين، وسن القوانين والأنظمة لمنع تلك التدخلات والسماح للمختصين أصحاب المهنة للتخطيط السليم والبناء الفعال حسب الأصول الفنية لمصلحة المواطن ولتخطي الصعاب ورفع مستوى مهنة الهندسة. وهنا يأتي دور الهيئة السعودية للمهندسين للقيام بمهام المراقبة.

* المشرف العام على إدارة المدينة الجامعية بالدمام - جامعة الملك فيصل


mnjadid@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد