التوجيه والإرشاد يواجهان بعضا من العواقب، تلك العواقب لا نسميها حاجزا منيعا أو عقبة تقف تماماً بوجه كل من يريد أن يبحث عن المصلحة التي تفيد، ولا تأتي تلك التوجيهات والإرشادات إلا من أهل الاختصاص والمعنيين في نشل كل ما يرون من مخالف.
الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جهاز مستقل انشئ لحمل الرسالة وتوصيلها للآخر، جهاز يعطي انطباعاً جيداً لما يحمل في طياته كثيراً من الإصلاح وزرع المعروف في نفوس الناس وتوصيتهم بأعمال الخير والنصح لهم، ولا شك أن جهود الرجال الذين يعملون في الجهاز وعلى رأسهم معالي الرئيس يشكرون عليها، فدورهم واضح وملموس في القضاء على (أوكار الفتن والفساد) التي وضعها المفسدون في الأرض وجعلوا تلك الأماكن منبعا ومكانا لتوزيع منكراتهم وضحية تلك (الاوكار) شبابنا، وقد انتشرت ظاهرة السحر والمشعوذين في البلد ووقف رجال الهيئة (جزاهم الله خيراً) في وجه هؤلاء وتم القبض عليهم، وما نقرأه عبر الإعلام المقروء من مداهمة كثير من الأماكن التي يقع فيها الفساد لهو خير دليل على أن هذا الجهاز لا يزال يعمل بفضل الله ثم بجهود رجاله.
ولا تقتصر المهمة من قبل رجال الهيئة على الأماكن آنفة الذكر وإنما يتسع نشاطهم (بحكم عملهم) في أماكن عدة، فعلى سبيل المثال نلاحظ أن هناك (نوعا من الفتور) بين رجال الهيئة وشبابنا، قد ينشأ هذا الفتور من عدة أسباب، من المحتمل أن يكون من رجل الهيئة من كيفية توصيل الرسالة التي يعمل بها لعقول شبابنا، وقد تكون من شبابنا من عدم اللامبالاة في (المجاهرة بالمعصية) وهذا ينعكس نوعا ما على رجل الهيئة!
نعلم أن بعض شبابنا في الوقت الراهن يحملون (أفكارا) (وعادات) وتقليعات غربية، وتأثروا بها كثيراً وأصبحت ملازمة لهم في حياتهم، قنوات فضائية منهمكين أمام الشاشات ويشاهدون الأفلام الهابطة والأغاني (الماجنة) وما يسمى (الفيديو كليب).. مشاهدتهم لتلك القنوات أثرت على عقول شبابنا وأصبحوا يعملون بشاكلتهم وما تلك من (قصات الشعر) إلا خير دليل على ذلك.. نحن نواجه تيارا يحمل في طياته كثيراً من الصعاب والأفكار وشبابنا ضحية لتلك التيارات إلا من رحم ربي.. ويأتي هنا دور رجال الهيئة حفظهم الله وعليهم أن يعوا كثيراً أن عملية الإصلاح وقمع تلك الظاهرة لا تأتي إلا بلين الجانب قال تعالى: {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}..
رجال الهيئة:
عليكم أن تدركوا تماماً أن شبابنا ليسوا (مفسدين في الأرض) إنما هم بشر يخطئون ويصيبون.. ويأتي هنا دوركم بعملية توجيه شبابنا بتوصيل الرسالة الفعلية على أكمل وجه، لا تأتي بالقوة الجبرية، سوء المعاملة لا يولد إلا الحقد ويعكس كثيراً وتتفاقم الأمور.
رجال الهيئة:
نحن لا نريد أن نخوض معكم في إعادة آلية وكيفية عملكم ولكن نريد أن يكون الستر بابا وشعارا لكم، قال عليه الصلاة والسلام: (من ستر على مؤمن ستر الله عليه يوم القيامة) حاولوا أن يكون الستر شعاركم.
الدين النصيحة وهنا تكمن أهمية عمل رجال الهيئة، أنت تتحدث مع شاب مراهق، إنسان أصبح ضحية تلك العادات والأفكار، إنسان ضحية أب وأم من ناحية سوء التربية، لا أب يتابع ويراقب، والأم مغلوبة على أمرها، فعليكم بنصحهم وتوضيح كل ما يتعلق بأخطائهم، هنا يأتي فن المعاملة بالمخاطبة، أما الشدة والأخذ بيده إلى المركز وتوبيخه ورفع الصوت عليه أمام أعضاء المركز، ماذا تتوقعون منه؟ ربما يعاود لفعلته وربما ينغرس فيه الكره لهذا الجهاز، أنتم لم تعالجوا المشكلة أصلاً!!
نحن نعلم أنكم تعانون كثيراً مما تشاهدون من شبابنا وتتحسرون كثيراً ولكن (الاجتهاد لعمل الشيء) ومحاولة ازالة المنكر بأبسط شيء هو دليل الوعي الكامل لرجال الهيئة، ولتعلموا كثيراً أن شبابنا هم ضحية مجتمع ولا نلومهم على ذلك، إن ما نريد أن نصل اليه هو رجل الهيئة في عيون شبابنا!!
رجال الهيئة أنتم مؤسسة إصلاحية ومشاركون في الدور وتتقاسمون العملية مع المؤسسة التعليمية والدعاة ولكم دور كبير في الأخذ بأيدي شبابنا ونصحهم وإرشادهم وتنوير طريقهم، الخطأ وارد من قبل شبابنا ودوركم يكمن في كيفية تصحيح أخطائهم.
قال تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} .نعم توصيل الرسالة على أكمل وجه، الدين النصيحة، عنصران مهمان لرجال الهيئة.. ونعلم كثيراً أن رؤساء المركز حثوا أفراد الهيئة بتلك المراكز على النصح والإرشاد ولين الجانب.. ولكن المشكلة تكمن في بعض هؤلاء الأفراد باتخاذ القرار بكيفية التعامل مع شبابنا (من رأسه) وبالطريقة التي يريدها، لا لن تنتج تلك الأساليب بأي نفع، بل سوف تنعكس آثارها على الهيئة كجهاز وهذا الذي نسمع به مؤخرا ويؤسفنا ذلك.
s.a.q1972@gmail.com