Al Jazirah NewsPaper Saturday  05/04/2008 G Issue 12973
السبت 28 ربيع الأول 1429   العدد  12973
الموارد المالية للمطار
محمد رشاد رشيد الجابري

من المعلوم أن المطارات اليوم أصبحت تلعب دوراً اقتصادياً كبيراً كما ذكرت في المقال السابق ولها دخل مادي مستقل والسؤال هو (ما هو مصدر دخل المطار وكيف ذلك؟).

هناك عدة مصادر وموارد مالية للمطار منها الرئيسي ومنها الثانوي أما المصادر الرئيسية فهما مصدران رئيسيان هما المسافرون والطائرات؛ أي أنه كلما زاد عدد المسافرين كلما زاد دخل المطار المادي وكلما زادت الحركة الجوية بالمطار كلما زادت الموارد المالية للمطار ويكون التناسب طرديا بهذه الطريقة لذلك نجد أن المطارات المشهورة عالمياً تتميز بالتفوق في العنصرين السابقين أي بكثرة ازدحام المطار بالمسافرين وازدحام ساحة المطار بحركة الطائرات وما ينتج عن هذين العنصرين من رسوم ومن تشغيل تجاري للمطار.

لذلك نجد أن معظم مطارات العالم مواردها المالية تأتي من الرسوم المفروضة على هبوط الطائرات وعلى المسافرين المغادرين المطار، بل إن بعض المطارات تتجاوز هذه الرسوم وتفرض رسوما إضافية وتكون بسيطة أو رمزية على المسافرين الذين يستخدمون المطار كنقطة تحول لوجهة أخرى كمطارات أمستردام ومطار فينا ومطار كوبنهيغن بل إن بعض المطارات وصل بها الأمر أنها ترفع وتزيد رسوم المسافرين والهبوط وقت الذروة والصيف أي وقت ازدياد الحركة الجوية وأعداد المسافرين وخير مثال لذلك مطار لوتن ومطار مانشستر ببريطانيا.

وبالإضافة إلى ما سبق من الرسوم, هناك رسوم أخرى ثانوية ناتجة عن عمليات تشغيل الطائرة للمطار وتدعم هذه الرسوم الموارد المالية للمطار كرسوم وقوف الطائرة بالمطار والتي تكون مبنية على وزن الطائرة أو على المسافة بين جناحى الطائرة وهذه الرسوم محسوبة بالساعة أو باليوم بالرغم أن معظم المطارات اليوم لا تفرضها على شركات الطيران وخاصة من الساعة الأولى حتى الساعة الرابعة من فترة الوقوف والمكوث بالمطار, فقط هناك مطارات قليلة تفرض هذا النوع من الرسوم اليوم كمطارات لندن وهونغ كونغ وفرانكفورت بهدف تشجيع هذه الطائرات على تقليل وقت تواجدها ومكوثها بالمطار وبالتالي تزيد الطاقة الاستيعابية للمطار. ورسوم استخدام الصالات بالمطار والتي أحياناً تفرض وتضاف لرسوم الهبوط وأحياناً تكون مستقلة لوحدها. والرسوم الأمنية بالمطار والتي تضاف إلى رسوم المسافرين وأحياناً تكون مستقلة وتكون مبنية على أعداد المسافرين.

أيضاً هناك رسوم مستقلة في بعض المطارات خاصة بالتسهيلات والخدمات بالمطار بالرغم أن بعض المطارات تكون هذه الرسوم فيها داخلة ضمن رسوم الهبوط أو رسوم المسافرين، فبعض المطارات الفرنسية والإيطالية ومطار اثنيا تفرض رسوما مستقلة خاصة بخدمة أنظمه الإضاءة بالمطار ولا علاقة لها برسوم الهبوط. وهناك أيضاً رسوم خاصة بالخدمات الأرضية لمشغل الخدمة في المطار يجبيها من شركات الطيران مقابل تقديم هذه الخدمة. بالإضافة إلى ذلك هناك رسوم خاصة بتزويد الطائرات بالوقود من قبل الشركات القائمة بها بالمطار وموكلة بها من قبل مشغل المطار ومردودها يعود لهذه الشركات. ولا ننسى الرسوم الحكومية التي لا تعود لمشغل المطار وإنما الجهات الحكومية هي المستفيدة من هذه الرسوم وتكون مجباة من المسافرين المغادرين، ففي الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا تذهب هذه الرسوم لصالح هيئة السياحة في الحكومة.

وخلاصة القول أن دخل المطار يمكن تقسيمه إلى مصادر دخل من الطيران ومصادر دخل تجاري ومصادر إيرادات الطيران تأتي مباشرة من عمليات الطائرة والمسافرين وحمولات الشحن مثل رسوم الهبوط والمسافرين ووقوف الطائرات أما المصادر التجارية فتتولد من النشاطات التجارية التي لا علاقة لها بنشاطات عمليات الطائرة شاملة إيجارات مساحات الصالات وأرض المطار مثل رسوم التراخيص والإيجارات والمبيعات المباشرة من المشغل (التموين, المتاجر, الخدمات المقدمة بواسطة مشغل المطار) ومواقف السيارات إذا كانت بواسطة المشغل مباشرة وإعادة شحن وتعبئة الغاز والكهرباء والماء.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد